زواج الكهنه في الكنيسة الكاثوليكية

تعقيب على مقالي د. عبد الله رابي والمونسينيور نوئيل السناطي ماذهب اليه الاخ الدكتور عبد الله رابي في مقاله الموسوم خيار الزوجية أو العزوبية للكهنة. تحليل نفسي أجتماعي في ضوء مقال أ. نوئيل السناطي المقال فعلا جدير بالقراءة وللاستفاده بما ذهب اليه من تحليل نفسي واجتماعي وغريزي وسلوكي للفرد عامة ، وكان وفق معطيات ذاتية جديره بالمعالجه والمناقشه ان كانت لحالة يراد تطبيقها بايجاد مبرراتها ، او حالة يراد الغائها لتبرير سلبياتها ، فجل احترامي له وللاب الفاضل نوئيل بما ذهبا اليها ، الا ان الموضوع غير ذلك ..
اولا: نقرأ تعقيب البطريرك مار روفائيل ساكوعلى مقالتين عن الزواج والعزوبية والكهنوت
البتولية الكهنوتية
البتولية الكهنوتية نظام وتشريع كنسي وليس عقيــــــــــدة ،
. نجد في الكنيسة الاولى كهنة متبتلين وكهنة متزوجين. واليوم، لا يزال العديد من كهنة الخورنات في الكنائس الشرقية الكاثوليكية متزوجين، وهكذا في الكنائس الارثوذكسية. والكنيسة الكاثوليكية اللاتينية قبِلَت مؤخراً اشخاصاً من اكليروس الكنيسة الانكليكانية، كانوا متزوجين ورسمتهم كهنه –
”. وعلى الكنيسة ان تقرأ الواقع بنظرة جديدة وعلى ضوء الحاجات الحالية ومتطلبات المؤمنين. الزواج مقدس، والكاهن المتزوج يقدم شهادة اسرة مسيحية.. “..
وفقًا ساندرا بيل، المحاضرة في
علم الانثروبولوجي في جامعة درهام
ومؤلفة كتاب الرهبنة
والثقافة والمجتمع، إن القضية الأساسية لا تتعلق بالعقيدة، “إنها ليست عقيدة أساسية في
الكنيسة الكاثوليكية، إنها مجرد قانون”، تاريخيًا كان عدد من
باباوات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية متزوجين، منهم البابا إسكندر السادس ويليوس الثاني ونضيف ايضا من قائمة البابوات نجد كذلك البابا هرمزيدا 514 – 523 م متزوجا ، وكان ابا لبابا سيلفروس 536 – 537 م ..
ومن جهته فإن البابا فرنسيس أشار إلى ان مقترح سينودس الامازون، كان ضمن طروحات أملتها ظروف تلك المنطقة، فما كان منه، وبما يقتضي الانفتاح المتجدّد في الكنيسة الكاثوليكية من كرّ وفرّ، سوى العودة إلى قول البابا الراحل بولس السادس، واستلهامه في هذه المناسبة بالقول:
“أفضّل أن أبذل حياتي ولا يحدث تغيير في قانون العزوبية.” هذا ما نقله عنه ماتيو بروني المدير الإعلامي في الفاتيكان، بدون الانتقاص من تصريحات البابا فرنسيس في الشأن المعاكس، أي بألاّ يكون الخيار قاعدة، فلا يتم اللجوء إليه إلا في حالات نادرة منها الاحتياجات الراعوية كما في جزر الباسيفيك :..
اذا البابا ليس مع الزواج ؟؟ وهومع القانون الكنسي ، الذي ليس عقيدة الكنيسة ،بل اخذ مع الزمن شكل عقيدة لا يجرء على تغيره . ..؟؟ .
نلاحظ هناك مشتركه بين البابا فرنسيس والبطريرك ساكو .. وهذا المشترك هم يعرفانه جيدا ، وبعد ان نأقرأ بان البتولية في الكهنوة ليست عقيدة كنيسة بل هي نظام و قانون كنسي وضعته لمقتضى الحال في زمن معين ، .. وبالرجوع الى دراسة تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية نجده في مختصر تاريخ الكنيسة لمؤلفة اندرو ملير – يشير في الصفحى243 الى الاصلاحات التي قام بها البابا غريغوري ” في مارس سنة 1074 م في السنة الاولى من رئاسته استعدى غريغوري مجمعا عظيما في روما ، لشن الغارة ضد اعظم رذيلتين في الكهنوت الاوروبي ، او بالاحرى اعظم عائقين في سبيل مشروعه الثيوقراطي ، الا وهما السراري والسيمونية ، بعبارة اخرى زواج القساوسة ، وبيع المواهب ، وقد كان الكثيرون من الذين يميلون للاصلاح يعتبرون ان تحتيم العزوبة لم يكن فقط امرا قاسيا بل جائرا ايضا ، لانه كان لايفرق بين اشرف نوع من الزواج واحط نوع من الفجور ، ولكن العزوبة تقررت في المجمع بدون معارضة وهذه هي القرارات التي اتخذت بشانها :
1-القساوسة لايتزوجون ..
2-على القساوسة المتزوجين ان يتركوا نسائهم او ان يتخلوا عن مراكزهم الكهنوتية :
3-لا يقبل اي واحد في المستقبل ضمن الكهنوت المقدس ما لم يكن ذا عفة لاتقهر ..
هذا كان القرار وهو بمثابة القانون ملزم التطبيق ، وحاول الكثيرون من الاباء الاولون اثبات العلاقة بين العزوبة والتقديس ، واقناع الناس ان كل خطب للكنيسة يجب عليه ان لا يتدنس بعشير ارضي ، وعزز هذا الفكر كثرون من الباباوات ، ولكن البابا غريغوري جعل صوته يسمع ويخشى من الفاتيكان الى اقصى حدود المسيحية اللاتينية ، فكتب رسائل الى جميع المطارنه والاساقفة والامراء والملوك وكافة الموظفين الملكيين من جميع الطبقات يطلب اليهم فيها ان يعزلوا ويطردوا بلا ادنى رحمة جميع القساوسة المتزوجين ، وان يرفضوا جميع خدماتهم المدنسة ، وقال كل من يخالف ذلك يعرض نفسه للعقاب الشديد اوالهلاك الابدي ، ….
وهنا نجد بان البابا التجىء الى اسوى سبل لمحاربة زواج الكهنه لتمكين قوة المنع وتثيبت قوة القانون في تلك الرسائل المليئة بالعنات ( الاناثيما ) على كل من يقاوم مراسيمه ، لان هؤلاء يستنزلون غضب الله على رؤؤسهم ، .. وطردهم بحزم وبلا هوادة ، وكل من يتاثر باية عاطفه طبيعية او قرابة جسدية ، او لاي سبب عالمي اخر ، ويمنع السيف عن سفك الدماء في سبيل كنيسة الله وقضيته المقدسة ،او يقف على الحياد بينما هذه الهرطقات الشنيعة تعمل في اساس المسيحية بالهدم والدمار ، ليعلم مثل هذا ايا كان انه سيعتبر شريكا في الهرطفه وانه خائن ومراء “..
احدث هذا المرسوم هياجا شديدا وقلقا خطيرا في ارجاء المسيحية عامة ، الى ذلك الحين كان الزواج معتبرا هو القاعدة والعزوبة هي الاستثناء ، ولكن على قدر ما كانت تعظم المعارضة كانت تعظم الاناثيمات على اي تاخير او تردد في تنفيذ اوامر البابا فكان العاصي يسلم الى المحاكم الاهلية بعد ان تنزع منه جميع املاكه ويعرض لصنوف مختلفة من الاهانات والعذابات ، وفي احد ى رسائل البابا غريغوري بهذا الصدد يقول فيها ” كل من يشك او يتردد انما هو جسدي وهالك من نفسه ليس له نصيب في عمل الرب وهو غصن فاسد كلب ابكم عضو ابرص خادم خائن محب للعالم ومراء “.. ..
وهكذا منع زواج الكهنة واصبح غير مسموح به رغم انه كان القاعدة فاصبح اليوم استثناءا كما يقول البطريرك ساكو ، باننا وبسبب الحاجة وقله الكهنه سوف تاخذ الكنيسة بقبول كهنة متزوجون ، بمعنى الواقع سوف يفرض نفسه على الكنيسة لتعطيل قانون غريعوري ، وليس ألغاءه ،كما جاء بكلام البابا فرنسيس أفضّل أن أبذل حياتي ولا يحدث تغيير في قانون العزوبية.” ….
لذلك اخي عبد الله رابي المشكلة ليست بتحليل الشخصية الكاهن الذي هو انسان كامل بدم ولحم كما هو انت وانا وغيرنا من بني البشر.. بل المشكلة وبكل بساطة هي قانون غريغوري ، اللغاء هذا القانون اوتعطيله ، سوف تعاد المياه الى مجاريها الطبيعية ، والعمل بشرع الله الذي هو حلل الزواج وباركه وقدسه وهو بيده خلق لا ادم امراة وقدمها له ليتزوجها ..
في رسالة الى” عبرانيين 13 : 4 ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس ..”” .وفي رسالة بولس الاولى لتيموثاوس ”
3: 1-2 “صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: إِنِ ابْتَغَى أَحَدٌ الأُسْقُفِيَّةَ فَيَشْتَهِي عَمَلاً صَالِحاً. فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ.
لاحظ الاسقف يجب ان يكون متزوجا .. فما بالك بالقساوسه لايتزوجون ؟؟؟..
وشكرا لكم ثانية و الرب يبارك جهودكم .. بنشرالكلمة الهادفه …
يعكوب ابونا …………………. 6 /2 /2020

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …