قال الرب يسوع خذوا من التينة عبرة فإذا لانت أغصانها ونبتت أوراقها علمتم أن
الصيف قريب وكذلك أنتم إذا رأيتم هذه الأمور كلها فاعلموا أن ابن الإنسان قريب
على الأبواب الحق أقول لكم لن يزول هذا الجيل حتى تحدث هذه الأمور كلها السماء
والأرض تزولان وكلامي لن يزول فأما ذلك اليوم وتلك الساعة فما من أحد يعلمها
لا ملائكة السموات ولا الابن إلا الآب وحده أمين ( مثل التينة متى 24 )
( كما أن الفلاح لا يفقد صبره إن رأى الصيف تأخّر عليه أن ينتظر أن تورق
الأغصان كذلك لا يحكم التلاميذ بأن ابن الانسان جاء قبل أن تحصل هذه الاحداث
هذا كله الرب يسوع انه قريب بمعنى مجيء ابن الانسان قريب أو قرُب مجيء ملكوت
الله النهائيّ على الأبواب وهذا الجيل يدلّ على البشريّة كلها نعرف أن كلمة
الله سلاح نتمسّك به وهي تملأ قلوبنا ثقة واطمئنانًا في قلب هذا الانتظار )
قال الرب يسوع من تراه الخادم الأمين العاقل الذي أقامه سيده على أهل بيته
ليعطيهم الطعام في وقته طوبى لذلك الخادم الذي إذا جاء سيده وجده منصرفا إلى
عمله هذا الحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله أما إذا قال الخادم الشرير
هذا في قلبه إن سيدي يبطئ وأخذ يضرب أصحابه ويأكل ويشرب مع السكيرين فيأتي سيد
ذلك الخادم في يوم لا يتوقعه وساعة لا يعلمها فيفصله ويجزيه جزاء المنافقين
وهناك البكاء وصريف الأسنان أمين ( مثل الخادم الامين متى 24 )
( مثل الخادم الأمين في الواقع اليومي يقوم به مؤمن مسؤول عن نتائج عمله
المؤمن هو خادم اخوته فيعطيهم الطعام في حينه مثل ربّ البيت والخادم الصالح
ينتظر عودة الرب فيقوم بعمله جزاؤه كبير جدًا كل ما يملك السيّد أي الملكوت
والخادم الشرّير بنى حياته على تأخر سيده فاعتبر أنه لا يجيء وبدلًا من أن
يقوم بعمل الخادم قام بعمل السيّد المستبدّ ضرب رفاقه سكر )
قال الرب يسوع يشبه ملكوت السموات كمثل عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء
العريس خمس منهن جاهلات وخمس عاقلات فأخذت الجاهلات مصابيحهن ولم يأخذن معهن
زيتا وأما العاقلات فأخذن مع مصابيحهن زيتا في آنية وأبطأ العريس فنعسن جميعا
ونمن وعند نصف الليل علا الصياح هوذا العريس فاخرجن للقائه فقام أولئك العذارى
جميعا وهيأن مصابيحهن فقالت الجاهلات للعاقلات أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا
تنطفئ فأجابت العاقلات لعله غير كاف لنا ولكن فالأولى أن تذهبن إلى الباعة
وتشترين لكن وبينما هن ذاهبات ليشترين وصل العريس فدخلت معه المستعدات إلى
ردهة العرس وأغلق الباب وجاءت آخر الأمر سائر العذراى فقلن يا رب يا رب افتح
لنا فأجاب الحق أقول لكن إني لا أعرفكن فاسهروا إذا لأنكم لا تعلمون اليوم ولا
الساعة أمين ( مثل العذارى متى 25 )
( مثل العذارى العشر الذاهبات للقاء العريس وحضور أو غياب العذارى حين وصل
العريس يدلّ على الاستعداد الشخصيّ في عمل يومي يجعل المصابيح مليئة بالزيت من
أضاع هذه اللحظة الحاسمة هكذا أضاعها شعب اسرائيل سمع كلامًا قاسيا لا أعرفكن
وطبّق المثل على الجماعة المسيحية التي هي عروس الحمل وعلى أعضائها هم أبكار
كما يقول سفر الرؤيا لأنهم لم يزنوا، أي لم يتعبّدوا للاصنام العدد عشرة يقابل
أصابع اليدين وهو يدلّ على الكلية فالجميع مدعوون للقاء العريس المصابيح تدلّ
على اننا في الليل والليل يدلّ على أننا بين مجيء المسيح الاول ومجيئه الثاني
هذا هو زمن الانتظار لقاء العريس نحن لا نذهب إليه بل هو يجيء إلينا في نصف
الليل ومثل العذارى الحكيمات أو العاقلات والجاهلات كمثل الذي يبني بيته على
الصخر والذي يبني بيته على الرمل ونتذكّر أن رأس الحكمة مخافة الله ومخافة
الله تقوم بالعمل بوصاياه والزيت يدل على الأعمال الصالحة إن وُجد الزيت كانت
حياتنا نورًا في العالم على ما طلب منّا المسيح وإلّا كانت ظلمة وتشبه العذارى
الجاهلات الرجل الذي لم يكن عليه لباس العرس فطُرح خارجًا في الظلام لو تقدمّن
في فقرهنّ إلى العريس وحضرن قبل أن يُغلق الباب لدخلن بنعمة منه تعالى ولا
نحاول أن نفهم الامور على المستوى المادي فنقول إن المحبة نقصت العذارى
الحكيمات فالأعمال الصالحة لا تُشرى كانت قساوة الحكيمات صورة بعيدة عن قساوة
العريس الذي سيكون الديّان الرهيب حين يأتي في مُلكه )
قال الرب يسوع يشبه ملكوت السموات رجل أراد السفر فدعا خدمه وسلم إليهم أمواله
فأعطى أحدهم خمس وزنات والثاني وزنتين والآخر وزنة واحدة كلا منهم على قدر
طاقته وسافر فأسرع الذي أخذ الوزنات الخمس إلى المتاجرة بها فربح خمس وزنات
غيرها وكذلك الذي أخذ الوزنتين فربح وزنتين غيرهما وأما الذي أخذ الوزنة
الواحدة فإنه ذهب وحفر حفرة في الأرض ودفن مال سيده وبعد مدة طويلة رجع سيد
أولئك الخدم وحاسبهم فدنا الذي أخذ الوزنات الخمس وأدى معها خمس وزنات وقال يا
سيد سلمت إلي خمس وزنات فإليك معها خمس وزنات ربحتها فقال له سيده أحسنت أيها
الخادم الصالح الأمين كنت أمينا على القليل فسأقيمك على الكثير أدخل نعيم سيدك
ثم دنا الذي أخذ الوزنتين فقال يا سيد سلمت إلي وزنتين فإليك معهما وزنتين
ربحتهما فقال له سيده أحسنت أيها الخادم الصالح الأمين كنت أمينا على القليل
فسأقيمك على الكثير أدخل نعيم سيدك ثم دنا الذي أخذ الوزنة الواحدة فقال يا
سيد عرفتك رجلا شديدا تحصد من حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم توزع فخفت وذهبت
فدفنت وزنتك في الأرض فإليك مالك فأجابه سيده أيها الخادم الشرير الكسلان
عرفتني أحصد من حيث لم أزرع وأجمع من حيث لم أوزع فكان عليك أن تضع مالي عند
أصحاب المصارف وكنت في عودتي أسترد مالي مع الفائدة فخذوا منه الوزنة وأعطوها
للذي معه الوزنات العشر لأن كل من كان له شيء يعطى فيفيض ومن ليس له شيء ينتزع
منه حتى الذي له وذلك الخادم الذي لا خير فيه ألقوه في الظلمة البرانية فهناك
البكاء وصريف الأسنان أمين ( مثل الوزنات العشرة متى 25 )
( موضوع السهر الذي هو أمانة لمهمّة تسلّمناها وانتظار للساعة التي فيها يأتي
العريس وهي ساعة لا نتوقّعها هكذا في مثل الخادم الأمين ومثل الوزنات فالمسيح
يحذّر التلاميذ ومتّى يحذّر أبناء كنيسته أمام الدينونة القريبة التي فيها
يندهش الأمناء واللاأمناء أمام ابن الانسان الذي عاملوه او لم يعاملوه في كل
انسان التقوا به على طرقات الحياة إن مثل الوزنات يدعو المؤمن الى العمل بحيث
تثمر المواهب التي أُعطيت له فإن لم يفعل حُرم منها وصار فارغ اليدين يوم
الدينونة والوزنة تساوي تقريبًا 30 كلغ من الفضة هذا يعني أن ما أعطي حتى
للعبد الثالث هو كثير جدًا وما طُلب من الثلاثة هو أن يستثمروا ما سلّم إليهم
سيّدُهم من مال ادخل نعيم سيّدك. هذا ما قاله السيّد للعبد الاول والعبد
الثاني فأشركهما في حياته فنحن بعيدون كل البعد عن عالم التجارة والجزاء الذي
حصل عليه العبدان الأوّلان وأطال الحديث عن العبد الشرير الذي كان كسولًا بما
إن خوفه جعله لا يفعل شيئًا كان عقابه كبيرًا اعتبر أن سيّده قدير وقاسٍ ولكنه
ليس بقاسٍ فقدرته لا تسحق الانسان وتحرمه من روح المسؤولية بل تحرّك فيه هذه
المسؤولية إن كان السيّد يديننا بعدل فهو في الوقت عينه يعاملنا بالرحمة إن
نحن فتحنا قلبنا على رحمته وحنانه ومن لا شيء له خبّأ العبد الثالث وزنته فبدا
وكأنه لا يمتلكها فأُخذت منه الذي له أي الذي كان أمينًا في القليل على هذه
الأرض ينال جزاء كبيرًا هنا على مستوى المواهب كما على مستوى النشاط
والمسؤولية )
أعداد
الشماس سمير كاكوز