أنا أعرف المزمور الشيخ يعرف الراعي

في أحدى المناسبات والتجمعات الدينية القى شاب وشيخ المزمور الثالث والعشرين على منصة واحدة أمام حشد كبير ضمن برنامج خاص: كان على الشاب، حسب البرنامج أن يقف أمام الجمهور الحاضر اولاً ويردد غيباً كلمات المزمور الثالث والعشرين على يقف بعد ذلك الشيخ بعد ذلك بقليل فيردد هو أيضاً كلمات المزمور ذاته.
وهكذا وقف الشاب أمام الجمهور وراح يقرأ من الذاكرة (الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ)، مُستخدماً في قراءته أفضل أساليب الخطابة والدراما مستعملاً لهجة الخطيب المفوه.
بعد أن أنتهى الشاب صفق له الحاضرين متعجبين بصوته، وطلبوا منه إعادة القراءة مراراً إذ أخذوا بأسلوبه الفذ وصوته العذب الجميل.
بعد ذلك جاء دور الشيخ الوقور فوقف بهدوء مستنداً الى عصاه، وراح يقرأ المزمور بصوته المرتج (الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ) تاثر الجمهور كثيراً عندما سمعوا الكلمات الرصينة، وخيم عليهم أثناء ذلك هدوء وسكون غريب، لقد بدأ كأنهم يصلون في صمت وخشوع. بعد أن أنتهى الشيخ من القراءة وجلس، ولكن الخشوع ظل مهيمناً على الجميع والمكان.
عند ذاك عاد الشاب فوقف وقال: أيها الجمهور الكريم، أود أن أوضح أمراً هاماً، طلبتم إلي عندما سمعتم قراءتي أن أعيد الكرة واقرأ لكم المزمور ثانياً وثالثاً.
وعندما قرأ شيخاً الوقور المزمور ذاته تأثرتم جداً حتى أنكم لم تستطيعوا الكلام وتسمرتم في مقاعدكم فلم يُبد أحد حراكاً وتسألون أنتم: ما الفرق بيني وبين الشيخ؟
أنا اقول لكم ما هو الفرق:
أنا أعرف المزمور.
أما الشيخ الوقور يعرف الراعي.

نص المزمور الثالث والعشرين
الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ.
فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي.
يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ.
أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي.
تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا.
إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …