مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ
يوحنا6: 54.
ذهب يوماً رجل لا يؤمن بسر القربان الى أحد الساقفة وطلب أليه أن يجادله علناً عن سر القربان، تقبل الأسقف. وفي اليوم المعين أجتمع جمع غفير، وحضر الأسقف والرجل غير المؤمن.
- فسأل الرجل الأسقف: كيف يمكن أن يتحول الخبز والخمر الى جسد المسيح ودمه؟
- أجابه الأسقف: أنك لما وُلدت لم تكن كبيراً كما أنت عليه الأن، بل كُنت صغيراً جداً، ثم نما جسدك وقويت أعضاؤك فصرت الآن اقوى وأكبر جداً مما كُنت آنذاك. فكيف تم ذلك؟ لا شك أن جسدك قد حول الطعام الذي كُنتَ تأكله الى لحم ودم. فأذا كان جسم الأنسان قادراً على تحويل الخبز والخمر وسائر الأطعمة التي تأكلها الى لحم ودم، أفلا يقدر اللـه أن يفعل ذلك بأكثر سهوله؟
- لم يكن الرجل ينتظر ويتوقع أن يسمع جواباً صريحاً كهذا، الا أن عاد فطرح على الأسقف السؤال التالي: أنتم تقولون أن المسيح موجود حقيقة في القربان. فكيف يمكن أن تحوي البرشانة الصغيرة يسوع بكامله؟
- أجابه الأسقف: أنظر ما أكبر هذه المدينة. وأظن كم هي صغيرة عينك التي ترى كل هذا المنظر الفسيح، ومع ذلك فأن في عينك الصغيرة صورة هذه المدينة الواسعة بأكملها. فهل يصعب عليك بعد هذا أن تفهم كيف تستطيع البرشانة الصغيرة أن تحوي يسوع الكبير رب السماوات والأرض؟
- أفحم الرجل لدى سماعه هذا الجواب، الا أنه تشجع فالقى على الأسقف سؤالاً ثالثاً.
- فقال: كيف يمكن أن يوجد يسوع الواحد في الوقت نفسه في جميع كنائس العالم؟
أجابه الأسقف: ليس على اللـه أمر عسير. وهذا الجواب يجب أن يقنعك، غير أني زيادة في الأيضاح أقول لك أن الطبيعة نفسها ستجيب على سؤالك هذا. - فقال الرجل غير المؤمن: وكيف ذلك؟
- أجابه الأسقف: أذا سقطت المرآة من يدك وتكسرت الى عدة أجزاء صغيرة، فكل جزء منها مهما كان صغيراً يريك نفس الصورة التي كُنت تراها في المرآة وهي صحيحة، اي قبل أن تتكسر.
ثم سأله الأسقف أيضاً: كم شباكاً ترى للبيوت في هذه المدينة؟ أحصها أذا أستطعت. وكم شمساً توجد في الكون؟ ألا توجد شمس واحدة فقط؟ ومع ذلك فهذه الشمس الواحدة نفسها ترى في الوقت ذاته كاملة من كل شباك من شبابيك المدينة. هكذا السيد المسيح الواحد نفسه يوجد كاملاً في كل قربانه وفي كل كنيسة بل في كل القرابين وفي جميع الكنائس.
دعونا نسجد أمام القربان المقدس هذا هو جسد ودم السيد يسوع المسيح بكل تقوى وخشوع.
دعونا نلتقي المسيح من خلال المناولة المقدسة ليضيء لنا المسيح حياتنا ويرشدنا ويعطينا النعم والقوه والقدره ولنولد معه كل يوم من جديد.
القربان المقدّس يقدم لنا لمحة عن سعادة السماء حيث يخلق في قلوبنا الفرح والسرور والعبطة الذي نختبره عند الاتحاد مع ربنا وفادينا، فهو طريقنا إلى الفرح الإلهي والسعادة الأبدية.
فما أجمل أن يقدّم المؤمن قلبه للسيد المسيح، وتكون نبضاته صلاته حُب له وأيمان ورجاء، لقد أعطى يسوع جسده ودمه لجميع تلاميذه ليلة خميس الأسرار رغم أنه كان يعلم أن يهوذا سيخونه وبطرس سينكره ويوحنا الحبيب سيرافق وأمه مريم العذراء يركعون عند أقدامه تحت صليب الفداء والخلاص.
شامل يعقوب المختار