من المعروف لدينا أنه ليس بإمكاننا أن ننمو نموًا روحيًا صحيحًا في حياتنا بدون الشراكة اليومية مع الرب . أنت تعطي جسدك طعامًا كل يوم بوجبات متعددة وبكميات كافية وإن لم يأخذ الجسد غذاءه يمرض ويضعف وهكذا الروح أيضًا وان مرض الروح هو أولًا الفتور. فإن لم يجد علاجًا، تضعف مقاومة الروح للخطيئة، ويسهل سقوطها. أما الغذاء الروحي فيعطي تقويه للروح كما أن غذاء الجسد يعطي قوه للجسد. وبما أن الغذاء الذي تقدمه للجسد، ينبغي أن يكون سليمًا كذلك الغذاء الذي تقدمه للروح بالشراكة مع الرب لذالك اهتم بغذاء روحك، كما تهتم بغذاء جسدك بل أكثر
ان الله الذى وهبنا الجسد، كما وهبنا الروح هو قادر أن يعمل فينا لتمجيد اسمه، ولنشر الخير على الأرض فى غير تناقص بل فى تعاون تام بين الروح والجسد .
ان الجسد والروح متحدان معاً، يكوّنان إنساناً واحداً. غير أن طبيعة كل منهما تختلف عن طبيعة الآخر. ولذلك كثيراً ما نرى أن الجسد يشتهى ضد الروح، والروح تشتهى ضد الجسد. حتى أن كلاً منهما يقاوم الآخر وان مشكلة الجسد مادىّ. لذلك فشهواته تتركز فى المادة وفى كل ما هو مادي. أما الروح فاتجاهاتها سامية، فوق مستوى المادة كما الجسد ينشغل بالمرئيات والمحسوسات. وأما الروح فيمكنها أن تنشغل بالأمور غير المرئية، بل وبالالهيات أيضاً الجسد يدركه الموت، حينما تنفصل الروح عنه. وبموت الجسد تحل عناصره، ويفقد الشعور والحيوية وأما الروح فلا تموت .
إذن فغذاء الجسد هو الأدنى وغذاء الروح هو الأعلى والأسمى
وإذا لم يأكل الإنسان فترة من الزمن شعر جسده بالوهن وإذا استمر على هذا الحال فقد يهلك، و كذلك الروح إذا لم تهتم بغذائها وهو الصلاة والصوم وقراءة الكتاب المقدس والذهاب الى الكنيسة وذكر الرب والعمل بوصاياه وبأوامره شي مهم ولأن الروح أعطت الجسد الحياة والحركة وبدونها يموت إذا فهى الأهم للإنسان ولجسده فإن تغذت الروح بذكر ماذكر أعطاها الرب القوة التى تؤثر بإيجابية أيضا على صحة الجسد وتجعله يعمل بنشاط وحيوية إذا فلابد لنا من الاهتمام بغذاء الروح لأنه من يعطينا الحياة الصحية روحيا وجسديا فاهتم دائما بغذاء الروح كما تهتم بغذاء الجسد .
ففي (إنجيل يوحنا 6: 63)
اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وأَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ .
ان الروح تحتاج في غذائها إلى القراءات الروحية وإلى التأمل الروحي وإلذهاب الر الكنيسة وإلى الألحان والتراتيل، وإلى الفكر الروحي
فهل أنت تقدم لها كل هذا الغذاء. لمنفعتها وتقويتها؟
وأنت تعطى الجسد راحته. والروح تحتاج إلى الهدوء والخلوة الروحية فهل تقدم لها ذلك؟ وهل تريحها أيضًا بالإيمان والسلام القلبي؟
الجسد أيضًا إذا مرض، تعرضه على الطبيب وحسبما أمروا تنفذ، وتأخذ الدواء اللازم والعلاج. والروح أيضًا في مرضها تحتاج إلى أطباء روحيين وهم الآباء الروحيون .
ان كلً من الجسد والعقل والروح لهما غذاء، علينا أن نقدمه لهما غذاء الجسد هو الطعام وغذاء العقل هو المعرفة، وغذاء الروح في محبة الله والتأمل والتسبيح. وغذاؤها أيضا حب الخير فإذا حدث تعاون بين عمل كلٍ من الجسد والعقل والروح، يبلغ الإنسان أرقى ما يمكنه أن يصل إليه. ولكن يحدث أحيانًا أن يسيطر أحدهما على غيره، وحينئذ لا يكون هناك. اتزان في تصرفات الإنسان وحينما يسجد الإنسان ثم يقف مصليًا، ومخاطبًا الله في صلاته أليس في صلاته يكون الجسد والعقل والروح مشتركة كلها معًا في عمل العبادة. وهذا هو عمق مفهومها. يشترك فيها الإنسان كله .
ان سلاح الجسد هو الحواس المنضبطة وسلاح العقل هو المعرفة السليمة وسلاح الروح هو الضمير الصالح عموماً الروح تحتاج إلى الغذاء الروحى لتحيا وتنمو تماماً مثلما يحتاج الجسد إلى الطعام الجسدى العادى ليحيا وينمو .
قال السيد المسيح – اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يو6: 63). وقال ايضا أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ” (يو6: 51). فالتناول من جسد الله الكلمة هو غذاء للروح وللحياة الأبدية للروح وللجسد معاً
م – اسماعيل ميرزا