مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ

الخير والشر خصمان لدودان عنيفان يعملان داخل الانسان وهما في صراع مستمر منذ دخل الشر ساحة الانسان وكلٌ منهم يحاول التغلب على خصمه وبخاصة الخير من حيث كونه من صنع الله الذي القى بذرته في الانسان وتركها تنمو لذا فعلينا علينا أن نرد الكراهية بالحب وبالأحسان فنغير بذلك مشاعرالمسئ وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم : هناك طريق تتخلص بها من عدوك ، وهي أن تحول ذلك العدو إلى صديق والاهم هو ان الايمان يحمينا من الخوف والشر ومن سهام العدو الملتهبة وكما انه ليست البطولــــة فــــي هــــذا الزمــــان أن يحمــــل الإنســـان سيفــــاً
ولكـــن البطولــــة الحقيقـة أن يحمــــل الإنســــان ضميــــــراً ومحبة ومغفرة وسلاما وتسامحا
لذالك لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ. (3 يو 1: 11)
ان الانسان المؤمن يحترس في كل لفظ ينطق به، وفي كل عمل يعمله لأنه يؤمن أنَّ الله موجود في كل مكان، ويسمع ويرى كل ما يفعله لذلك هو يخجل من أن يرتكب خطيئة أمام الله الذي يراه بل أن المؤمن يُدقق بحيث أن أفكار الخطيئة لا يقبلها ولا شهواتها تسكن في قلبه وذلك لأنه يؤمن تماماً بأنَّ الله يفحص القلوب ويقرأ الأفكار لذلك يعمل المؤمن على حفظ ذاته نقياً طاهراً سواء بالعمل أو اللسان، أو بالفكر أو بمشاعر القلب
ان من يفعل الشرويمتلىء قلبه بالعجرفة وحب الذات ينحنى بإرادته للظلمة فلا يقدر أن يبصر الله فلا شركة للنور مع الظلمة (2كو6: 14) ومن أبصر الله فلقد أبصر النور فالله نور والنور يضىء له الطريق فيعرف الحق .
أن الظلمة ليس لها كيان ولا شخصية بل هي حالة غياب النور، كذلك الشرّ ليس له جوهر وبالتالي ليس له طبيعة إيجابية بل سلبية، وذلك لأن لا وجود للشر إلا حين نفعله فقط وعمره قصير للغاية، فلا يوجد أحد شرير بطبعه، لأنه لا يولد إنسان حاملاً الشرّ في داخله، والله لم يصنع شيئاً رديئا قط، لأن كيف لقوة نقية أن تخرج شيء فاسد أو غير صالح للوجود، بل كل ما صنعه الله صالح بل وحسنٌ جداً، ولكن عندما نُعطي بدافع من شهوة القلب شكلاً لما ليس له شكل ولا جوهر أو هيئة، يبدأ أن يكون ويظهر متخذاً الشكل أو الهيئة، لأننا نحن الذي شكلناه بميلنا نحو الباطل، وبذلك جعلنا للظلمة كيان خاص لأننا أدخلناها بإرادتنا وحدنا فقط، فنحن الذين جعلنا الموت يُمسكنا ويُسيطر علينا بالفساد، وبذلك لم نعد نحتمل النور، وهذا هو سرّ هروب كثيرين من محضر الله وعدم القدرة على الصلاة
ولا قراءة الكلمة باستنارة وبفهم ووعي وإدراك روحي عميق، ولم تعد تبني حياتنا الشخصية بل قد نتخذها على غير القصد منها ونستخدمها في دراسة أو دفاعيات.. الخ، بدون أن نجد لها موضعاً فينا فلا تسكننا وتصير نور لطريقنا نحو حضن الله
كما ان اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ لوقا 6: 45
كما ان في قلب كل انسان نبتة صالحة فان سقاها بالخير تفرعت وصنعت له بستانا وان سقاها بالشر فسدت وافسدت ارضه وما حوله
واخيرا كن حكيما في حياتك ولكن لاتفقد بساطتك التي هي في المسيح وذلك ليس لاجل الاخرين بل لاجلك انت كي لاتفقد سلامك لذالك على الإنسان ان يتكلم بحرص واتزان، ويكون كلامه بالميزان، لان كل كلمة لها ثقلها ووزنها ويكون الكلام برؤية وتأني بحكمة وفكر وتكون أيضًا بفائدة
د – بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …