هل الله يعرفنـــا …. كي نسعى لمعرفتـــه ؟؟؟

لولا محبة الله لنا لما خلقنا وفضلنا على جميع خلائقه ، فمنذ الازل تجلت صورة الانسان في ذهن الله ، فعندما اراد الله ان يخلق الانسان ، قال لنعمل الانسان على صورتنا كشبهنا ” تك 1 : 26 ” فعلى صورة تجسده عملنا ، فالسيد المسيح بحتمية لاهوته كان يعرف بانه سياتي بملئ الزمان ويتجسد بصورة انسان فخلق الانسان على تلك الصوره .. لانه لا يعقل ان الرب يسوع المسيح لا يعلم ما الصورة التي سياخذها ليتجسد عليها عندما ينزل الى الارض ؟؟ . تك 2 : 7 ، وفي ارميا 1 : 4-5 قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك .. فالله اختارنا قبل تاسيس العالم أفسس 1 : 4 “.وكان الانسان باكورة خلائقه يعقوب 1 : 18 ..

في تكوين واحد واثنين يتكلم عن خلق الله السماوات والارض وكل ما فيهما السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه مزمور 19 : 1 ” فوضع الله ادم في اجمل مكان خلقه جنة عدن ،واعطاه سلطانا على جميع الخلائق ، واوصاه قائلا من جميع شجر الجنة تاكل ، واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل لانك يوم تاكل منها موتا تموت .ولكن الحية أغرت المراة فاكلت من ثمرة واعطت زوجها فاكل ؟؟ فكسرا وصية الله وانفصلا عنه والتصقا بالشيطان فاصبحت طبيعتهم طبيعة فاسدة ورثناها نحن عنهم ..
الله لم يخلق الانسان لينفصل عنه ويتركه ، بل خلقه لتكون لهم علاقة وشراكه ، لذلك عندما اخطأ ادم لم يتركه ، بل جاء الرب الاله يبحث عنه وناداه اين انت ؟؟ الرب يعرف اين هو ؟ لكن ليقول لنا انه لايترك احدا الا وفتش عنه ليخصله من سيطرة ابليس ….
ادم بدلا من ان يعترف بخطيئته ويطلب المغفرة من الله اختبأ، والقى باللوم على حواء وحواء القت اللوم على الحية ، ونحن كذلك الى اليوم نرمي باللوم على الاخرين لنبرر انفسنا ، وكثيرا ما يسبب ذلك ان نقع بالشرك ، متجاهلين ان الله يعرف كل شئ وكل شئ عنده مكشوف لايمكن ستره ؟؟..
الله قدوس يكره الخطية ، ادم اخطأ بحق الله وكسر وصيته فانفصل عنه ، نفذ الله عدله بحق ادم فطرده من الجنة ومات جسديا ، لكن الله بمحبة الفائقه كان قد اعد خطة لخلاص العالم من الموت عن طريق ابنه يسوع المسيح ليفدينا بدمه على الصليب ، لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” يوحنا 3: 16…
ونحن بعد خطاة متى نتقبل هذا الفداء ونعرف الله كما هو عرفنا ؟؟ طبيعي لدى البشرمعرفة فطرية غريزيه بمعرفة الله . فهي محدود لان فكرنا محدد لمعرفة الله الغيرالمحدود ….في رسالة رومية 1 : 19 و20 اذ معرفة الله ظاهرة فيهم لان الله اظهرها لهم ، لان اموره غير المنظوره ترى منذ خلق العالم مدركه بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر”..
في رسالة العبرانين 1 : 1- 2
“اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، ( يسوع المسيح ) الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ. ..”
صحيح ان الأنبياء عملوا وقدموا وضحوا من اجل كلمة الله ، الا انهم كانوا مجرد متحدثين عن الميراث الذي يعده الله لنا، وهم يشيرون اليه دون أن يقدموه ولا حتى نالوه،ولكن تجسد المسيح كشف جوهر الله يو 1 : 18 و 14 : 7 -11 و عب 1 : 1 -4 ) فهو الوارث لكل شئ ، يقول اني لا أتكلم الا بكلام الله ، من راني فقد راى الاب ، و اني والاب واحد “..
الارث اللاهوتي بما دون في الكتاب المقدس ، جاء بالتدرج التاريخي في تطور الاحداث لمعرفة الله ، وصولا للخلاص بالرب يسوع المسيح فجاء متكاملا ومتواليا بتنسيق رباني لا مثيل له .. لان الروح القدس كان مبعثا لهذا التسجيل ومصدرا لهذه الكتابه . ابتداءا بموسى سفرالتكوين وانتهاءا بسفر الرؤيا للرسول ليوحنا ،…. يقول في يوحنا 14 : 26 واما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم “..
ففي رسالة بطرس الثانية يقول 1 : 20 -21 عالمين هذا اولا ان كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص ” لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس”..
، فالكتاب هو كل ما نحتاج لحياتنا وخلاصنا. لان في 2 تيموثاوس 3 : 16 يقول ” كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتاديب الذي في البر”،، 3 : 17 لكي يكون انسان الله كاملا متاهبا لكل عمل صالح . …
فنحن بحاجة الى مجد الله وتبريره لاننا لانستطيع ان نتبرر باعمالنا الصالحه او بحفظ الناموس وتطبيق الشريعة وممارسة الطقوس ، بل خلاصنا هو كما جاء في رسالة افسس 2 : 8-9 لانكم بالنعمة مخلصون بالايمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد”…
العلاقة الشخصية مع الله مطلوبه ، لان الاب الذي قدم ابنه ليموت على الصليب من اجل خلاصنا ، يكفي ان يصبح ابا لنا إذ وهبنا الميراث فيه، الله بمحبته الواسعة لم يكتف بالرحمة التي رحمنا بها بل منحنا مالا نستحقه وقدم لنا النعمة التي هي هبة منحها الله لغيرمستحقيها .. هكذا ببر واحد يسوع المسيح صارت الهبة إلى جميع الناس. ….. اميـــــــــــــن

بقلم : المحامي : يعكوب ابونا

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …