سيرة النبي هوشع

اسم عبري معناه الخلاص هو ابن بئيري وهو نبي من الأنبياء الصغار تنبأ ايلم
عزريا ويوثام واحاز وحزقيا ملوك يهوذا ويريعام الثاني ملك المملكة الشمالية (
هذه كلمة الرب التي كلم بها هوشع بن بئيري في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا
ملوك يهوذا وفي أيام يربعام بن يوآش ملك إسرائيل ) ( هوشع 1 : 1 ) كان هوشع
نبيًا للمملكة الشمالية إسرائيل وكانت المملكة تحت حكم يربعام الثاني تعيش
رخاء ماديًا لكنها انحطت روحيًا وتميز الناس بالجشع وتبنوا أخلاقيات
الكنعانيين وديانتهم الوثنية وكان دور هوشع أن يظهر كيف خانت المملكة الشمالية
الرب زوجها وراعيها وتزوجت بالبعل وآلهة كنعان وقد أنذرهم إن لم يتوبوا
ويرجعوا إلى الرب فسيواجهون الهلاك كسر الشعب عهدهم مع الله واستحقوا أن
ينالوا العقوبات التي وعد الله بها ويظن ان فترة نبواته دامت حوالي اربعين سنة
في القرن الثامن قبل الميلاد وقد عاصر هوشع سقوط السامرة وكان ينتمي الى مملكة
الشمال وإلى تلك المملكة أي السامرة تنبأ وكان معاصراً لاشعياء الذي تنبأ
لمملكة الجنوب يهوذا قابل هذا مع إشعيا ( هذه رؤيا إشعيا بن آموص رآها على
يهوذا وأورشليم في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا ) ( إشعيا 1 : 1
) النبي يرى الأمور الحاضرة من منظار الله ذاك هو طابع الكتاب كله في الحرب
على أورشليم رؤية النبي غير رؤية الملك وكذلك الحياة في المنفى وما بعد المنفى
نحن بعيدون عن ظواهر خارقة ومعرفة سابقة فالوحي الذي تلقّاه إشعيا يعطي أقواله
النبويّة سلطة كلام الله فنقرأه اليوم لكي ينير حياتنا إشعيا الرب يخلص أو
الربّ خلاص وأشخاص عديدون حملوا هذا الاسم وكما أن هوشع عاصر عاموس في الملكة
الشمالية وميخا في المملكة الجنوبية وسفر هوشع أول أسفار الأنبياء الصغار في
ترتيب وضعها في الكتاب المقدس وهو السفر الثامن والعشرون، في العهد القديم
ويتألف من قسمين من فصل 1-3 ، 4-14 والقسم الاول يرجع إلى السنوات الأولى من
عهد بنوة هوشع وهو يفسر إصحاحات القسم الثاني التي تدور حول عدم وفاء شعب بني
إسرائيل في تاريخهم الطويل ( إسمعوا كلمة الرب يا بني إسرائيل للرب خصومة مع
سكان الأرض فما في الأرض أمان ولا رحمة ولا معرفة الله بل اللعنة والغدر
والقتل والسرقة والفسق هذه كلها تجاوزت كل حد والدماء تلحق بالدماء لذلك تنوح
الأرض ويذبل كل ساكن فيها مع وحش البرية وطير السماء بل سمك البحر أيضا يهلك
ولكن لا يخاصم أحد شعبي ولا يوبخه فخصومتي معكم أنتم أيها الكهنة تسقطون في
النهار وفي الليل ويسقط الأنبياء أيضا معكم فأنتم علة دمار شعبكم ) ( هوشع 4 :
1-4 ) فسر الله أسباب معاناة بني إسرائيل فقد جلب عليهم سلوكهم في ازدياد
العنف والأزمات البيئية وإلى اغتيالات الملوك أثناء أيام هوشع فقد قتل شلوم
زكريا ثم قتل منحيم شلوم ودمر مدينة بأكملها لأنها رفضت الاعتراف به ملكًا
وسجل الله أنه حتى القتل كان يرتكب بطريقة عادية في إسرائيل ووجه هوشع
الاتهامات إلى القادة الدينيين فمن كانوا هؤلاء القادة؟عندما تمرد يربعام على
رحبعام ابن سليمان وأسس مملكة منافسة في الشمال فقد أسس أيضًا نظامه الديني
الخاص وفي كسره لوصية الله صنع عجلين ذهبيين وطلب من الشعب أن يعبدوهما ورسم
أيضًا كهنته الذين لم يكونوا من أبناء هرون واستمر المقيمون في المملكة
الشمالية يعبدون الرب في البداية ثم ما لبثوا أن عبدوا آلهة الكنعانيين وقبل
مضي وقت طويل استبدلوا عبادة الله بعبادة البعل وما عادوا يعبدون الله نهائيًا
فليس عجيبًا أن كهنة يربعام المزيفين قد عجزوا عن الحفاظ على عبادة الله
الحقيقية وحول ضرورة الطهارة والاعتراف بمحبة يهوه ويرمز إلى خيانة بني
إسرائيل لله في الاصحاحات الثلاثة الأولى بالخيانة الزوجية ( تعالوا نرجع إلى
الرب لأنه يمزق ويشفي يجرح ويضمد يحيينا بعد يومين ويقيمنا في اليوم الثالث
فنحيا لنعرف الرب كل المعرفة ونتبعه فيكون ضياؤه كالفجر ورجوعه إلينا كالمطر
كمطر ربيعي يروي الأرض ) ( هوشع 6 : 1-3 ) في هذه الايات الناس لم يفهموا عمق
خطاياهم ولم يرجعوا عن الأصنام أو يندموا على خطاياهم أو يتعهدوا بالتغيير
وظنوا أن عقاب الله وغضبه لأيام قليلة ولم يكونوا يعرفون أن أمتهم ستؤخذ عن
قريب في السبي لم تكن إسرائيل تهتم بالله إلا من أجل عطاياه المادية ولم
يقدروا المكاسب الأبدية الآتية عن طريق عبادته لا تبادر وتحكم على بني إسرائيل
قبل أن تراجع موقفك ( بنبي أصعد الرب إسرائيل من مصر وعن يد نبي حفظهم سالمين
) ( هوشع 12 : 14 ) وقد أثارت بعض مواد هذا السفر تساؤلات كثيرة أهمها خبر
زواج النبي بأمر من الرب من امرأة زانية وولادة ثلاثة أبناء له منها هم يزرعيل
ولورحامة ولوعمي ( لما بدأ الرب يتكلم بلسان هوشع قال الرب لهوشع خذ لك امرأة
زنى وليكن لك منها أولاد زنى لأن أهل الأرض كلهم يزنون في الخفية عني أنا الرب
فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا فقال الرب لهوشع سمه يزرعيل
لأني بعد قليل أعاقب بيت ياهو على الدماء التي سفكها ياهو في يزرعيل وأضع حدا
لمملكة بيت إسرائيل وفي ذلك اليوم أكسر قوس بني إسرائيل في وادي يزرعيل ثم
حبلت جومر ثانية وولدت بنتا فقال الرب لهوشع سمها لا رحمة لأني لا أعود أرحم
بيت إسرائيل بل أجعلهم نسيا منسيا أما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم أنا الرب
إلههم ولكن لا أخلصهم بالقوس ولا بالسيف ولا بالخيل ولا بالفرسان ولا بأدوات
الحرب كلها ولما فطمت جومر ابنتها لا رحمة حبلت وولدت ابنا فقال الرب لهوشع
سمه لا شعبي لأن لا شعب إسرائيل لي ولا أنا له ) ( هوشع 1 : 2-9 ) من الصعب
تخيل مشاعر هوشع عندما أخبره الرب بالزواج من امرأة سوف تخونه إلا أنه أطاع
كثيرًا ما طلب الله أشياء غير عادية من أنبيائه الذين واجهوا ظروفًا غير عادية
تنبأ إيليا بهلاك عائلة أخاب ملك إسرائيل بسبب شرهم جومر أنجبت لهوشع ابنًا
وأنجبت طفلين آخرين لكن ليست هناك أي دلالة على أن هوشع هو والدهم الطبيعي
وبصرف النظر عن كونهم أبناءه من عدمه فإن مفتاح هذا الجزء من القصة هو تلك
الأسماء التي اختارها الله لهم إشارة إلى موقفه من خيانة إسرائيل قال الرب إنه
شخصيًا سينقذ شعب يهوذا من أعدائهم ليس بقوة جيوشهم أو أسلحتهم فالله يختار
عادة أن يعمل من خلال الناس فقط لأن ذلك لخيرهم هنا كان الرب أساسًا يمزق
أواصر العهد ويحمل اسم الطفل الثالث تبليغًا بأن حكم الله نهائي وبدأت تتحقق
تحذيرات الله إسرائيل كانت تترك الله وتركهم الله بدوره وحدهم وبدون بركاته
وهناك تفسيرات متعددة حول هذا الموضوع الأمر مجرد حلم أو رؤيا ولم يتحقق أنه
مثل ذات مغزى وليس حقيقة أنه كلام رمزي إذ من غير المعقول أن يأمر الله نبياً
بالخطيئة لأن ناموس موسى كان يحرم الكهنة من الزانيات حتى ولم يكن هوشع كاهناً
فمن غير المعقول أن يدعوه الله إلى فعل ما لا يحق للكهنة فعله ذلك حصل بالفعل
لأمر إلهي وهو إعطاء درس للبشر أو انه حصل بالفعل إلا أن هوشع لم يعرف أن
امرأته زانية إلا فيما بعد أو أن امرأته صارت زانية بعد الزواج اما القسم
الثاني هو ملخص تعاليم سجلها في آخر عهده بالنبوءة أو قام بتسجيلها أحد
تلاميذه بعد وفاته وكلها تنديد بمفاسد عصره ونصائح للشعب كي يرعوي ويثوب ولكن
نصائحه تنطوي على محبة عميقة لذلك فهو نبي المحبة ويمكن أن تقسم محتويات السفر
إلى ما يأتي أولاً محبة هوشع لزوجته الخائنة والخطيئة والإدانة والرد وثانياً
محبة الله لشعب بني إسرائيل الخائن وتكرار الأقوال النبوية التي تؤكد وقوع
الخطيئة والإدانة والتوبة وتكرار الأقوال النبوية التي تؤكد توقيع القضاء
والخطيئة والإدانة والرد وتكرار الأقوال النبوية التي تؤكد أن الله سيرد الشعب
إليه وإلى مكانته منه الخطيئة والإدانة والرد وأما المميزات الأدبية لهذا
السفر فهي إن السفر مليء بالتشبيهات والاستعارات وهي الماء والعث والنخر
والاسد والحمامة الحمقاء والقوس الخادعة والنسر والريح والزوبعة والمحبون
المأجرون والطائر والعجلة وابني والأسد والسحابة والندى والعصافة والدخان
والأسد والنمر والدب والماخض التي تلد والندى والسوسن وشجرة الزيتون والحنطة
والكرم والخمر والسروة الخضراء ويحمل السفر رسائل إلى البشر عدة رسائل وهي
محبة الله للخطاة وغضب الله على الخطيئة وخيانة الله هي الزنى الروحي وخيانة
الله تسير بالإنسان إلى خيانة للإنسان الله يتطلب الأمانة أكثر مما يتطلب
المراسيم الدينية وعدم معرفة الله وعدم معرفة شرائعه يؤديان بالإنسان على
الخطيئة الله يرحب بالتائب اسم يشوع الأصلي قبل أن يتحول إلى يشوع بأمر من
موسى ابن عززيا رئيس سبط افرايم أيام داود ابن ايلة آخر ملوك المملكة الشمالية
بدا عهده كصنيعة لتغلث فلاسر ملك أشور فتآمر معه ضد فقح ملك السامرة وقتله
وجلس على العرش مكانه وحكم تسع سنوات ومع أنه عمل الشر أمام الرب فإنه كان
خيراً من باقي ملوك دولته وقد بقي في الحكم إلى أن غضب شلمناسر ملك آشور عليه
لأنه تحالف مع فرعون ملك مصر وقام بحملة على السامرة واضر هوشع إلى دفع
الضرائب إلى أن أمل أن يحصل على معونة من فرعون يصد بها الآشوريين فرفض مواصلة
دفع الضرائب وامتنع عن الخضوع لأشور فأتى شلمناسر واحتل السامرة وأخذ هوشع
أسيراً وقد أتم الفتح سرجون بعد أن مات شلمناسر وسبى سرجون سكان المدينة كلهم
وأجلاهم عن فلسطين ويسمى هذا سبي الأسباط العشرة ودفع هوشع ثمن مساوي وخطايا
غيره من ملوك اليهود وكان النبيان هوشع وميخا قد تنبأ عن ذلك المصير أحد الذين
ختموا العهد مع نحميا بعد العودة من السبي أمين
اعداد الشماس سمير كاكوز

عن الشماس سمير كاكوز

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …