أحقا كبرنا

شعرة رأسنا هي المحطة التي نعبرها
متجهين إلى ما بعد سقوط الشعرة ،

صوّر ألماضي تستحضر أمامي
كما تتقلب ضبية بين ذراعي صيادها
كأنها الأمس .
فها هنا إقتفينا هنيهة الطفولة ،
وهنا اختلسنا من الزمن
احلى الضحكات ،
وما كنا نعرف…
بإنها سوف تغدو أم لكل التنهيدات .

وهناك جرينا ورقصنا العشب ،
وروضنا الغاب…
معتقدين بإننا الاسرع
كان الكبر لنا مغامرة !

وفي طريق الرجوع
رأيتَ آثر أول الدمعات الساقطات ، (1)
والتي لازالت ندية في الذاكرة
وما كنت اعرف .؟؟
بإنها مفتاح …
لسيل من الدموع .

قطنات الثلج تندف في الخارج
مرة ومرة ،
وفستان الربيع صار جاهز
للبنت السمرة…
والتي كانت بالآمس القريب صغيرة ،
والصنوبر صامد في مكانه ،
وتأخذنا زحمة الحياة…
وكم اهدرنا من وقت …
في مراقبة تكرار الزمان …
على غفلة من آمرنا
أحقا كبرنا .؟؟؟!!!

عندما كنا بعمر الملائكة وصغار…
كان الكبر بالنسبة لنا إطلالة ومغامرة .

الابيض يطلق العنان لنفسه (2)
ونحن في تيه ،
والروح اصابها عطب
وأوراق ربيع العمر تقرقف
ومسامير الشبوبية ترج منخلعة
ومنحدرات العمر صارت أرفع
وعلى الحافات ..أحقا كبرنا؟؟؟!!!

يسكننا عالم
من الصعب …
أن تدخل معه في جدال،
ومن المستحيل…
إن تدرك معالمه ،
وفك طلاسمه
يجرنا للغور في اعماقه
يفرض علينا حصار وقيود،
بصمته دائما واضحة…
حتى ثوران الحكمة
ونضج الفكرة
أحقا كبرنا .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا العالم سيد المفاجأت (3)
أم المفاجأت ،
أب لكـــــــــــــــــــــــل المفاجأت
مفاجأتي العظيمة…
يوم يفاجأني في مصرع ،
وفي مقتلي .

تقضُ مضجعنا اقداره ،
ترهقنا اسفاره
مثل البورصة متغيرة…
ديناره
ومثل الموج…
مجنونة بحاره .
أحقا كبرنا؟؟؟؟

على أيقاع الحياة الجميلة…
دارت فيّ الارض،
وعند معتقلها وصفعاتها
تزلزلت ،
فخذ بيدي أيها الانكسار
وساعدني على النهوض
فوجودنا اكتنفه الغموض (4)
أحقا كبرنا؟؟؟!!

الصراع لازال محتدما وضروسا
بين الحياة والموت ،
والانكسارات تتوالى
رغم انها بلا ضجيج ،
والقطار لازال يجر قاطرة
وقاطرة …
ومقطورة،
ويركب اجنحة الثواني
على دولاب سرعة الضوء.

أولاد الامس …
صاروا اليوم عاشقين !!!
أحقا كبرنا ؟؟؟!!.

زهرة اللوتس…
لازالت تموت وتحيا،
ولازالت تعرف وجهي
وتألفني…
وقلبي يصطفي تحت غبار الماضي (5)
ونسيّ كيف يعيش اللحظة ،؟
وكيف يسرق الاعجاز الادبي من ساقيّ حلوة ،؟
غدِ دائما في تراجع!!!
في غفلة ،
والواقع يحاصرنا .
لم نعرف طعم الحياة !
ليحاصرنا العمر فجأة
حقا كبرنا،
نعم كبرنا .

بقلم: فواز غازي يوسف

عن فواز غازي يوسف

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …