الحضن الدافئ والامين والابدي

في كل يوم ومع كل إشراقة شمس وغروبها ومع كل شهيق أشعر بعطاء وروح أمي معي فهي الاوكسجين لحياتنا بحكمتها وعطائها ومبادراتها وبذلها وتعفّفها عن الإساءات وعدم السماح لكائن من كان برد الإساءة إلا بالإحسان.‏

أمّك ثم أمّك ثم أمك الى اخر نفس في الحياة. ذكرتها الكتب المقدسه بالتعظيم والاكبار وكذلك احترمها واعزها العقلاء دوما.

فالأم لي ولكل شخص هي الملاذ والحضن الدافيء ومصدر الخيروالامن المريح والكتف الصلب الذي تتكئ عليه من ملمّات الزمن

لذا أتلعثم ويصيبني العيُّ والإعياء وأغصُّ بحرفي حينما أحاول أن أتكلم أمي جبل المكارم والأخلاق والكرم والنّبل والمروءة والصّبر والوفاء وحسن التربية والسيرة العطِرة وعفّة اللسان وكفّ الأذى والتحمّل والتغاضي والعفو عن أذى الآخرين القريب والبعيد الطود الشامخ
دومًا الكتابة عن الأم احس بانتقال مباشر إلى السماء، انتقالٌ من الحالةالصلبة إلى الحالة الملائكية حيث تسبح الأراوح في ملكوت الله..‏ تناديني أمي “يا وليدي” أشعر أن ملاكًا مباركا يطوف بي في كل الكون.
‏يعود بي الزمن حيث ذاك الصغير والذي لا يكبر أبدًا على صوت أمه .
كم أبكي شوقًا لتلك الأيام
‏حينها يتجلى الحب في أعظم معانيه.

وأصدق صوره.‏حبٌّ غير مشروط بنفعٍ أو انتظار مصلحة

.‏حبٌّ ابدي ينتشر في البدن ويتعمق ويزيد ويزيد
‏يعطي ولا يأخذ
‏حبٌّ يبني ويتعمق ويشيد
‏حبٌّ يتجلّى بأيقونةٍ حابسةٍ للكلام، مانعة للتفكير
‏حبٌّ فطري وغريزي اصيل ولا فيه اي انتظار نفع
‏لا يمكن إلا أن يكون حب الأم

وانظر الى الكتاب المقدس والذي جعلها من وصاياه الرئيسيه والاساسيه وهو اكرامها في الوصايا العشره مع الاب.فقد صوّرهما كقلب واحد
‏في وصفٍ فريد وكأنك تنظر إلى تلك المرأة وهي سعيده رقيقه ممتلئه حبا وعطفا ووجِلة
‏ إلا حب ابنها والخوف عليه
‏تحنو، وتعطي، وتخاف، وتجفل
‏بلا اعتراف اومقابل او محاسبه او تردد للحدود ولا تتغير مع تقلبات الزمان بأهله

امي يا حصني الوحيد في الحياة.
‏يا بوابتي للسماء
‏إنكِ يا ملاكي قوتي بين السماء بالأرض
‏وقلبكِ هو جنتي في الدنيا قبل الأخرة
‏يا حبل الله المتين
أعرف كيف أن الرجال الكهول وأنا أوّلهم يعودون أطفالًا ودعاء في أحضان أمهاتهم إنها لحظاتٌ خالدةٌ مشحونه بالمحبه المتناهيه، لا تقاس بعمرالأرض ولا بمقاييس البشر

وأعرف أيضًا كيف تستطيع أمّي خياطة جروحي بتلك النظره الحنونه والإبتسامة الساحرة أو بأحدى التعليقات الصائبه والمفاجئة التي تجعلنا نغرق سويّاً في الضحك المستمر الممزوج بالفرح والسعاده فنشعر بانناُ ملوك ايامنا .

ساعات احس بقلب كئيب متعب

محبط لظروف الحياة المنهكه

فترممه أمي بابتسامه ساعات
‏تمزقني الحياة، فتعيد أمي حياكتي
‏تحاصرني الأيام بالخيبات، فتملؤني أمي بالدعوات

بالنسبة لي هي النهر الذي اغتسل واتنقى فيه من الخطايا فكفوف أمي ودعواتها حين تقول مودعةً ابنها حين يخرج (استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه).

بقلم: د. خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …