تضعف القدرات الجسدية وربما العقلية للإنسان كلما تقدم بالسّن ما يؤدي لتغيرات جذرية في نمط حياته واحتياجاته، والبعض قد يمسي عاجزاً كلياً أو جزئياً عن الحركة و العمل و عن كسب قوته، وإذا لم يكن له أبناء يساعدونه، قد يضطر إلي مد يده لطلب المعونة؟ هذا فضلاً عما يدركه من ألم نفسي واحباط عندما يجد نفسه قد غادر القدرة على التكيف مع المجتمع ويعاني الإهمال لتصل حاله الى ان يفضل الموت لنفسه، لكن من لديه الإيمان ربما سيحاول إيجاد سبيل للتغير. بعض الدراسات إشارة الى ان هناك تفاوت كبير بين الرجال والنساء المسنين في العدد فالنساء أكثر عددا حول العالم في العمر بين 65و 100 سنة على مقياس يستخدم للإشارة إلى التوازن بين الذكور إلى الإناث، وبالرغم من الفجوة بين الجنسين فالمرأة تواصل التقدم في العمر وتنخفض معدل الوفيات قياسا بالرجل. المسنين يحتاجون إلى رعاية مستمرة. والعناية بهم هي جزء من رد الجميل** وواجب الرعاية يتطلب بعض المهارات الخاصة، في الأنشطة اليومية الروتينية، وهنا تختلف أنواع رعاية المسنين باختلاف ظروفهم من حيث العمر والقدرات البدنية والصحة، فالبعض يتمتع بصحة جيدة حتى آخر العمر الأمر الذي قد لا يتوفر لمسن آخر فيحتاج لمساعدة أكبر***.
ومن أبرز جوانب رعاية المسنين يمكن أن نذكر:
الأساسية: التي لا يمكن الاستغناء عنها مثل الحركة في المنزل والقدرة على تلبية الاحتياجات من طعام وشراب والعناية بالنظافة الشخصية، وانشطة المعيشية اليومية بحسب الأساليب الشخصية والقدرة و يمكن لبعض المسنين أن يستغني عن بعضها في حال العيش مع أحد أبنائه.
الصحية والطبية و تناول الادوية: في بعض الحالات يعاني كبار السن من ازمات صحية تحتاج لعناية طبية شبه دائمة وقد لا يستطيع أفراد أسرهم تقديمها لذلك يتم اللجوء إلى مراكز العناية بالمسنين لتقديمها، ويضاف الى ذلك ما قد يعانيه كبار السن من مشاكل في تحديد نوع الدواء وتذكر مواعيده وغيرها من الأمور الطبية التي قد يحتاجون فيها لمساعدة أحدهم.
الاجتماعية: قد يبقى المسن مع أبنائه او بجوارهم وأن يقوموا بزيارات دورية له وفي حال كان يعيش لوحده بالإضافة الى اهمية البقاء في الحي الذي اعتاد عليه وعلى الجيران والأصدقاء فيه.
الغذائية: نظراً لطبيعة أجسام كبار السن الصحية وما قد يعانوه من أمراض أو ضعف جسدي فهم يحتاجون للعناية بغذائهم والتأكد بأنهم يحصلون على الغذاء الكافي والمفيد لهم.
ومن الملاحظ قد لا يرغب أو لا يحتاج بعض المسنين إلى الرعاية الدائمة أو العيش في بيوت أبنائهم. وقد يفضلون الحياة في المجتمع مع أناس من نفس المرحلة العمرية، أو قد يكونوا قادرين على الاستقلال بأنفسهم. أياَ كانت الظروف علينا مسئولية المتابعة إن كانوا بحاجة إلى المساعدة بمختلف جوانبها او ان كانوا يقيمون في دار للمسنين نقوم بتقييم الظروف المعيشية حتى نتأكد من توافر العناية المرغوبة والمناسبة لهم، ولا نسمح لهموم الحياة أن تطغي على حياتهم فخدمة الله هي في خدمة الآخرين، وخاصة أفراد عائلاتنا.
إكرام المسنين ليس مقصوراً على ما تقدم أعلاه بل أوجب الكتاب المقدس ذلك: “اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ” ( 1بط 5: 5) أن نعتني بالشيوخ والمسنين، لذلك جاءت الوصية، “أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ” (خر 20: 12)، وليس مستغرَبا ان يكون احترام المسنين أحد المطالب الاساسية في الشريعة التي اعطاها الله للبشر “مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ، وَتَخْشَى إِلهَكَ. أَنَا الرَّبُّ،” (لا 19: 32)، ويقصد من ذلك ان علاقة الفرد بالله لا تكون بالقول انه يحب الله ويسيء معاملة المسن، والذي يجب ان يلتزم به الإفراد نحو كبار السن هو في الكلام والتصرف والاهتمام بشيخوختهم وعجزهم فضلا عن الاحترام لمشاعرهم والسهر على تدبير إعاشتهم، “وَلكِنْ إِنْ كَانَتْ أَرْمَلَةٌ لَهَا أَوْلاَدٌ أَوْ حَفَدَةٌ، فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلًا أَنْ يُوَقِّرُوا أَهْلَ بَيْتِهِمْ وَيُوفُوا وَالِدِيهِمِ الْمُكَافَأَةَ، لأَنَّ هذَا صَالِحٌ وَمَقْبُولٌ أَمَامَ اللهِ.” (1 تي 5: 4)، “وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ.” (1 تي 5: 8).
ويستمر الكتاب المقدس في ايضاح الكثير بشأن الاهتمام بالمسنين كما: في التعليم المقدس أثره البعيد على اعمال ومواقف توجب اظهار المحبة للوالدين والمسنين والاهتمام بهم “اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ.” (غل 6: 2)، “َأيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هذَا حَقٌّ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ” (اف ٦:١-٣)، “لاَ تَزْجُرْ شَيْخًا بَلْ عِظْهُ كَأَبٍ، وَالأَحْدَاثَ كَإِخْوَةٍ، وَالْعَجَائِزَ كَأُمَّهَاتٍ، وَالْحَدَثَاتِ كَأَخَوَاتٍ، بِكُلِّ طَهَارَةٍ”(1تي ٥:١-2)، وهم يظهرون محبتهم بدافع الوصية التي تأمرهم بذلك، فضلا عن الشعور بالمسؤولية الانسانية. وبحسب بطرس البشير “طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ”(1 بط 1: 22)، كانت طابيثا وتعني غزالة “دوركاس” تعتني بالأرامل المحتاجات، “وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا، الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالًا صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا، وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ، فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ، وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا، وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا، أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ، فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ، فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَابًا مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. (أع ٩:٣٦-٣٩).
ليس مستغرَبا ان يكون هناك إساءة في معاملة المسنين لدى البعض في يومنا هذا، فمنذ زمن بعيد انبأنا الكتاب المقدس بأن الناس في “الايام الأخيرة” لهذا النظام سيكونون، “وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ” (٢ تيم ٣:١،5).
فالكتاب المقدس يعبر عن رفضه الأساه قي معاملة المسنين، وهم ذوو قيمة كبيرة في معظم ما ورد عنهم فيه من اهتمام وارشاد وتعليم، ويعبّر عن ذلك، “تَاجُ جَمَال: شَيْبَةٌ تُوجَدُ فِي طَرِيقِ الْبِرِّ”(أم 16: 31) ويعطي التلميذ يعقوب سببا آخر لنعتني بالمسنين، “اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ” (يع ١:٢٧)، هذه الآية تلفت الانتباه الى ان المسنين ذوو قيمة رفيعة في نظر الله، وهذا لا يكفي بالامتناع عن اساءة معاملتهم، بل ينبغي ان نهتم بهم اهتماما مخلصا بالقيام بأعمال تعود عليهم بالفائدة “لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ”(يع 2: 26).
وفي تباين مع ما تقدم يظهر لنا ان هناك من يسيئون معاملة المسنين، فالبعض يعتبر كبار السن عبئاً وليس بركة، فعندما يكون المسنين اوالوالدين بحاجة الى رعايتهم، فإنهم يتناسون سريعاً تضحيات هؤلاء الإباء او المسنين، وبدلاً من أن تفتح البيوت لهم حين يكون ذلك آمناً وممكناً فإنهم يودعون في بيوت المسنين ضد رغبتهم الشخصية أحياناً. وقد لا نقدِّر الحكمة التي اكتسبوها عبر حياتهم الطويلة، وربما التقليل من نصائحهم باعتبارها ” وقديمة”.
العبرة فيما تقدم: المجتمع البشري مطالب بالقيام بواجبه حيال المسنين ورعايتهم، و هذا لامجال تشكلت ونشطت الكثير من الهيئات الخيرية الممولة من محسنين أو من منظمات العمل الانساني او من بعض الدول، للاهتمام بهم في إطار انساني واجتماعي وبالتزامن مع جهود كنيسة المسيح في كل مكان وبموجب وصايا الرب يسوع وتعاليمه الرسولية ومن منطلق المسؤولية في الرعاية التي أوصي بها والذى اعتبر أساساً للعمل الصالح، فبحسب متى البشير: “ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي، مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ، فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ”(مت 25: 34 الى 40).
وأخيرا لابد ان نكون سويا قد استوعبانا أسلوب العمل مع الشيخوخة والمسنين ومتطلباتها والتي سنصل اليها جميعنا بعد عمر طويل، وليطمئن من يقرا هذه المعالجة المعرفية للموضوع انها دعوه الى تغير أفكاره واتجاهاته نحو المسنين والشيخوخة …
بارك يا رب في عمر جميع البشر والمسنين على وجه الخصوص امنحهم حسن المقام والختام، ولكنيستنا القدرة على خدمة الإنسان الذي هو تاج الخليقة وأيقونة الله التي على صورته ومثاله. انه الإنسان المفتدىَ بدم المسيح وصليبه، وقد أعطانا الرب يسوع الدرس عندما كان خاصعًا لوالديه “ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا.” (لو 2: 51)، وحين أوصى الرب يسوع يوحنا الحبيب بأمه العذراء، “فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ، يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: هُوَذَا أُمُّكَ، وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.” (يو 19: 27،26) … الى الرب نطلب
د. طلال كيلانو
————————————————————————
*”لاَ تَرْفُضْنِي فِي زَمَنِ الشَّيْخُوخَةِ. لاَ تَتْرُكْنِي عِنْدَ فَنَاءِ قُوَّتِي.”(مز 71: 9).
**”وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَلِيقُ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ: أَنْ يَكُونَ الأَشْيَاخُ صَاحِينَ، ذَوِي وَقَارٍ، مُتَعَقِّلِينَ، أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالصَّبْرِ. كَذلِكَ الْعَجَائِزُ فِي سِيرَةٍ تَلِيقُ بِالْقَدَاسَةِ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، غَيْرَ مُسْتَعْبَدَاتٍ لِلْخَمْرِ الْكَثِيرِ، مُعَلِّمَاتٍ الصَّلاَحَ، لِكَيْ يَنْصَحْنَ الْحَدَثَاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ وَيُحْبِبْنَ أَوْلاَدَهُنَّ، مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللهِ”(تيطس 2: 1-5).
***كيفية التعامل مع كبار السن: 1– المسن يحتاج للحنان والعطف ويجب ألا نبخل عليه بذلك مع عدم فرض رأي معين عليه بل كرر مرات المحاولة لإقناعه، فهو لا يتحمل الإلحاح عليه ومطالبته بالإسراع في قبول أمر ما واستعجاله ويجب أن نعطيه الوقت الكافي لإنجاز ما يريد، كما يجب عدم مؤاخذة لعدم اكتراثه لأن هذا يعني فقط أنه يحتاج إلى وقت أطول للتفاعل مع الأحداث.
2– يجب أن ندرك أن المسن يستمتع بالحديث عن الماضي لأنه يتذكره أكثر من الأحداث القريبة ولأنه يشعر باستعراض تجاربه وخبراته، فعلينا ألا نحرمه من ذلك بتفاعل اعجاب.
3– إن قصور السمع والبصر لدى المسن يجعله يبتعد شيئاً فشيئاً عن أحداث الواقع وذلك يوجب علينا التحدث بصوت مسموع ومحاولة جذب المسن للواقع بإخباره بما يدور من حوله وأخذ رأيه ومداعبته لأن ذلك مما يؤخر في عملية الانفصال عن الواقع والتي تحدث في الشيخوخة المتأخرة أو الهرم.
4– إلقاء التحية على المسن، وإذا كنا لا تراه يومياً، فنصافحه ونقبِّله أو نقبِّل يده والحديث بما يرغب الاطمئنان عنه وأخباره وما يسره سماعه، والاجابة عن لأسئلته، وأن نعلم اننا في يوم من الأيام وأن طال بنا العمر سنجلس مكانه.
5– نحرص قدر الإمكان على منع قيامه لعمل ما يرغب تقديمه أثناء وجودنا معه وننظر بما ليس ضرورياً إلا إذا كانت رغبته في ذلك، وعلى مائدة الطعام فنبدأ بصحنه أولاً ونقرِّب إليه البعيد مما يرغب في أكله، لا تدعه يقوم لفتح الباب أو استقبال الزائرين أو للرد على الهاتف أو لإحضار شيء ونبقى جالسين.
6– نشاركه في رحلة أو زيارة ونحمل ما يخصه، ولا ندعه ينتظر ذلك، ونتفقد امامه إحكام غلق الأبواب منزله.. ولا نضطره على فعل ما يكره القيام به وان تكون مشاركته إيجابية ومفرحة له.
7– لا نرفع صوتنا في وجه المسن ساخطين، ولا نحاول اظهار غضبنا أمامه، ونبتعد عن صيغة الأمر والتوبيخ، فإذا كان لا بد من التذكير فليكن ذلك بلطف وهدوء.
8– إذا كان المسن في ضائقة مالية وتتمكن من مساعدته، فمن الواجب عليك أن تبادر فوراً لقضاء حاجته كي لا يضطر للطلب منك فضلاً عن الطلب من غيرك.
9– عند انتقال المسن من سكنه الذي تعود عليه إلى مكان آخر، يحب إخباره عن المكان والزمان والناس من حوله ليظل مرتبطاً بواقعه، ونذكره دائما انه في مرحلة عمريه متقدمة ولابد له من التعامل بواقعية مع معاناته.
هذا ملخص الموضوع مترجم باللغة الهولندية :
Verwerp mij niet ten tijde van de ouderdom; verlaat mij niet nu mijnkracht vergaat.. Psalmen 71 Hoe behandelde de Bijbel de zorg voor ouderen:
De fysieke en misschien mentale vermogens van een persoon verzwakken naarmate hij ouder wordt, wat tot radicale veranderingen in zijn levensstijl en behoeften leidt. sommigen kunnen geheel of gedeeltelijk niet meer in staat zijn om te bewegen, te werken en in zijn levensonderhoud te voorzien. als hij geen kinderen heeft om hem te helpen, moet hij misschien zijn hand uitstrekken om hulp te zoeken? Dit komt bovenop de psychologische pijn en frustratie die hij ervaart wanneer hij merkt dat hij het vermogen om zich aan de samenleving aan te passen en verwaarlozing lijdt totdat hij liever voor zichzelf sterft, maar wie gelooft, kan proberen een manier te vinden om te veranderen.
De Bijbel geeft uiting aan zijn verontrustende afwijzing van het behandelen van bejaarden, die ook van grote waarde zijn in hem en zijn dienstknechten, en het zegt: “Een kroon van schoonheid: een schaduw gevonden op het pad van rechtvaardigheid” (Spr 16:31) en geeft de student Jacob nog een reden om de ouderen te bezoeken: Voor God, de Vader, is alleen dit reine, zuivere godsdienst: weduwen en wezen bijstaan in hun nood, en je in acht nemen voor de wereld en onberispelijk blijven.. Jakobus 1:27 Als we hen slecht behandelen, moeten we oprechte aandacht aan hen schenken door werken te verrichten die hen ten goede komen Want zoals het lichaam zonder geest dood is, zo is ook het geloof zonder de werken dood. ( Jakobus 2:26 ).