في أحدى المناسبات العائلية كان الأب والأم والجدة يفتخرون بخدمة أبنهم في أحدى الكنائس كل قداس يقام فيها. ودار هذا الحديث والحوار في هذه المناسبة الاجتماعية الجميلة، فتدخلت أمراة كبيرة وقورة في الحديث وأبدت رائها بكل أحترام وتحدثت مع الأم بالذات التي كانت تتباها بأبنها الوحيد ودخلت في الحديث أيضاً جدة الطفل وقالت لهما: أن كانت رغبة ولدكم في خدمة الكنيسة كما تقولون دائما في الكنيسة مع الأباء الكهنة لماذا لم تشجعوه على دخول الكهنوت ويصبح كاهن في المستقبل؟ ولكن المرأة لم تتوقع رد رادع من الأم والجدة حول رائها، ولماذا تتدخل في شؤون العائلة ولا يحق لكِ بهذا؟
فأجابت المراة بكل احترام: أولاً انا لا أعرفكم ولكن هذه الصدفة جمعتنا بهذه المناسبة الجميلة وأنتم تتحدثون عن شؤونكم الداخلية بالطول والعرض وأنا ساكت، ولكن حديثكم الجميل جذبني حول خدمة ولدكم في الكنيسة شجعني انا أبدي رائي وأعتبرتهُ أحد أحفادي الصغار.
بعدها قامت المراة الكبيرة وزوجها وقدما أعتذرهما للعائلة وغادرا المكان بكل احترام وجلس في مكان أخر بعيد عن الجدل الغير مجني. مع الأسف الشديد من بعض العوائل يطلبون من الأباء الكهنة بخدمة أبنائهم داخل الكنيسة وخدمة القداس والمذبح، او تقديم ترتيلة، ونرى الأباء والأمهات والمحبين داخل الكنيسة حاملين هواتفهم النقالة لالتقاط الصور وتسجيل مقاطع الفديو وهم داخل الكنيسة بتشكيل غرفة عمليات أعلامية سريعة لوضعها في مواقع التواصل الاجتماعي من داخل الكنيسة قبل أنتهاء القداس، للحصول على كلمات وعبارات المديح.
نتسائل هل أصبح المذبح المقدس مسرح لتقديم العروض والقدرات؟
الجواب متروك للجميع بصمت؟
شامل يعقوب المختار