هل أعيش إنجيل الحياة في عائلتي؟

في مراجعةِ أهم الشهادات الكتابيَّة عن الزواج والأُسرة، والّتي تَحدّثنا عنها في التأملات السابقة، تَمَكّنا مِنْ استيعاب بعض الملاحظات المميزة وفي نفس الوقت أدركنا الأهميَّة الكُبرى والموضوعيَّة الّتي لا يمكن إنكارها عن العائلة. هذا “إنجيل العائلة” له الحَق في أنْ يَتَردَّد صَداه علانيَّة حتّى اليوم في مُجتَمَعِنا العلماني الّذي نَعيش فيه: مُجتَمع علماني وبالتالي مُجتَمع أصَم لديه حساسيَّة وخوف مِنْ هذا الإنجيل. ونحن الّذين آمنَّا بِجمالهِ الراسخ وحُسن توقيتِه وأبَديَّتِه، علينا واجب إعلانَهُ في كُلِّ مَوقف، في وجِهِ كُل استِفزاز، في كُلِّ مرَّة نَشعُر بِه وبأنَّنا نحتاج إليه ويحتاجه الآخرين ولدينا الفرصة في إعلانه.  

لقد حثَّنا البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني مِراراً وتكراراً على أهميَّة عيش إنجيل العائلة في حياتِنا، هذا العيش الغرض مِنْه هوَ مَعرفة كيفيَّة العثور على الكلمات الصحيحة والمقنعة دائمًا الّتي نُريد تقديمها للعالم هكذا قال البابا: “إنجيل الحياة لا يقتَصر على المؤمنين بَل هوَ للجميع.  فمَسألة الحياة والذود عنها وتعزيزها، وإنْ تلقّت مِنْ الإيمان نوراً وقوّة خارِقَين، ليست امتيازاً للمَسيحيين وحدَهُم، بَل تَمُتُّ بِصِلة إلى كلِّ ضميرٍ بَشري يَصبو إلى الحقيقة ويهمَّهُ مَصير البَشريَّة ويَحرص عليه. لا شَكَّ أنَّ الحياة تَتَضمَّن قيمةً قُدسيّة ودينيَّة، إلّا أنَّه لا يمكن القول، وبِأيّ وَجهٍ مِنَ الوجوه، بأنَّ قضيَّة الحياة لا يَنتَبِه لها إلّا المؤمنين: وذلك بأنَّ قيمة الحياة، لِكُلِّ إنسانٍ يستطيع أنْ يُدركها في ضوءِ العقل، ومِنْ ثَمَّ فكُل الناس مَعنيّون بِها حتماً” (البابا يوحنا بولس الثاني، رسالة عامة “إنجيل الحياة”، جبل الديب – لبنان 1995، عدد 101).  

بقلم: الاب سامي الريس

عن الاب سامي الريس

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …