تعال بيننا أقم عندنا وخذ من قُلوبنا لك مسكنا….. ميلاد الفرح، دعوة يتردد صداها على الأرض الميلاد كيف قدمه لنا الكتاب المقدس:

ما أعذب البشرى واللقاء أجمل … “فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ فَقَدْ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ، وَهذِهِ هِيَ الْعَلامَةُ لَكُمْ. تَجِدُونَ طِفْلاً مَلْفُوفاً بِقِمَاطٍ وَنَائِماً فِي مِذْوَدٍ، وَفَجْأَةً ظَهَرَ مَعَ الْمَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ، يُسَبِّحُونَ اللهَ قَائِلِينَ: الْمَجْدُ لِلهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ؛ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ”(لو 2: 10، 11، 12،13،14)، الميلاد هو الحقيقة التي تشير بأن الله لم ينسانا، ولن يتخلى عنا، وهو دائما معنا، وسيقف إلى جانبنا في جميع ظروف حياتنا لأن رسالة الميلاد هي بشرى الخلاص والسلام والمحبة والفداء والعطاء و كل كنوز الحياة والغفران للعالم بأسره وهذه الحقيقة يُؤكدها الكتاب المقدس، وليبتدئ الميلاد بقبول صاحب العيد فادياً وملكاً لحياتنا، ومحبّته نعيشها في كل حين لا باللسان فقط، بل بالعمل والحق.

اخوتي الاعزاء دعونا نظهر المسيح لمن هم حولنا، ما دام المسيح فينا وبإيماننا وباحتفالنا بالميلاد، أما حان الوقت الذي فيه نصنع مغارة لرب في قلوبنا، فينمو طفل المغارة في حياتنا، انه الزمن الذي فيه يتحوّل يسوع إلى مقيم دائم وليس مجرد زائر فبدون ذلك لن ننال التبني والميراث وسنبقى قاصرين تحت أركان العالم والخطية.

كل عام وأنتم بخير تتبادلها عقولنا وقلوبنا يوم ميلاد المسيح:

لنحتفل بمجيء الله الى الانسان لكي يعود الانسان الى الله” أشرق نورا على المسكونة وظهر الملاك من السماء لرعاة في المنطقة مبشرًا إياهم بميلاد المسيح، وظهر في إثره جندٌ من السماء حسب المصطلح الإنجيلي، مُسبحين وشاكرين، أما الرعاة فقد زاروا مكان مولده وشاهدوه مع أمه ويوسف وانطلقوا مخبرين بما قيل لهم من قبل الملاك، ولذلك هم أول من احتفل بعيد الميلاد وفق التقليد. ولعلّ زيارة المجوس الثلاثة هي من أشد الأحداث اللاحقة للميلاد ارتباطًا به، نسبة الى الهدايا التي قدموها وهي الذهب وألبان والمر، “وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا”(مت 2: 11).

وهناك اشارات تصف هذه الزيارة، المجوس الثلاثة أو الملوك المجوس أو الحكماء الثلاثة من الشرق، هم ثلاثة أشخاص ذكروا في إنجيل متى 2 الذي يقول إنهم أتوا “من المشرق إلى أورشليم، وهم من الشخصيات المرتبطة في الروايات التقليدية عن احتفالات عيد الميلاد وهم جزء مهم من التقاليد المسيحي، فالمجوس ربما قدموا من العراق أو إيران حاليًا، “قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ”(مت 2: 2).

ونجم الميلاد ظهر في السماء وقام بهدايتهم من بلادهم إلى موقع الميلاد، وكان النبي بلعام قد أشار إلى، نجم من يعقوب، وأشار الباحثون إلى أن النجم اللامع المذكور في إنجيل متى قد يكون اقتران كواكب المشتري وزحل والمريخ في اثناء الميلاد*، وإن قدوم المجوس مع الرعاة يحوي إشارتين الأولى لاجتماع الأغنياء والفقراء حول يسوع والثانية اجتماع اليهود والوثنيين حوله أيضًا، بما يعني عمومية رسالة يسوع لجميع البشر، والأحداث اللاحقة للميلاد تشير الى ذلك.

الميلاد الذي يغمر قلوبنا ويعطينا البهجة والفرح وبكلمات تعال بيننا، أقم عندنا واللقاء اجمل:

تعال بيننا أقم عندنا وخذ من قُلوبنا لك مسكنا/ هب لنا عيونًا ترنو إليك واجعل حياتنا ملكًا لديك فنعرف طعم الهنا ألا استجب منا الدعاء/ أمح الضغينة من صدورنا وأزرع كلامك في ضميرنا فنحصد حبَّ العطاء ألا استجب منا الدعاء/ نحن جياعُ أنت خبزنا نحن عطاش أنت ماؤنا / فمنك يطيب الغذاء إلا استجب منا الدعاء.

عندما يتكون المسيح فينا ويأخذ مكانه في حياتنا، يقول بولس الرسول، “وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ»، إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ للهِ بِالْمَسِيحِ”(غلا 4: 7،6،5،4)، ما أحوجنا اليوم جميعا لمناسبة عيد ميلاد المخلّص (نور العالم) أن نفتح عيوننا جيدا لنملأها من نور المسيح. فنختار لحياتنا ما هو صالح وجيد وأفضل في هذه المجتمعات ولا ننقاد الى الباطل الذي يقتل حياة الله فينا، المسيح ولد لنمجده في حياتنا، في أجسادنا وارواحنا. به وحده تطمئن قلوبنا، هو رسول السلام ومانح السعادة والفرح لكل انسان آت الى العالم.

دور كنيسة المسيح في الاحتفال بعيد الميلاد الذي يعد يوم مقدس مُلزم في الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية ورئيسي في الكنيسة الأنكليكانية، وفي الكنائس اللوثرية وعلى هذا النحو، وقداس عشية الميلاد وقداس يوم عيد الميلاد في الكنيسة دورًا مهماً واحتفاليا والحضور الى الكنائس من المؤمنين الأعلى خلال السنة الطقسية. يحتفل المسيحيين في عموم العالم بعيد تكريم مولد يسوع الذي حدده آباء الكنيسة موعدا للذكرى، ورمزًا لكون المسيح شمس العهد الجديد و”نور العالم” الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان وختان يسوع، ويتنوّع تاريخ حلول الزمن المذكور بتنوع الثقافات المسيحية غير أنه ينتهي عادة في 6 يناير بمناسبة العماد (عيد الغطاس)، وهو تذكار معمودية يسوع.

عيد الميلاد في كنيسة المهد، بيت لحم:

ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح من ليلة 24 ديسمبر كانون الاول ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الغريغوري واليولياني غير أنه ونتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير، رغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة ومنذ مجمع نيقية عام 325م قدموا لنا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، والبابا بيوس الحادي عشر في الكنيسة الكاثوليكية قد ثبّت عام 1921 الحدث على أنه في منتصف الليل رسميًا، والميلاد كاحتفال بين مليارات البشر حول العالم، يترافق معه احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة عند أغلبية المسيحيين، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وانشاد الترانيم الميلاديَّة وتناول عشاء الميلاد، ومع هذه العادات الاحتفالية المرتبطة بالميلاد يحتفل أعداد كبيرة من غير المسيحيين عبر العالم بالعيد أيضًا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم، وفي بعض دول في الوطن العربي.

من هو مولود بيت لحم:

لم يعش على الأرض شخص اثار انتباه البشرية و تفكيرهم في كل العصور ومنذ اكثر من 2000عام كشخص الرب يسوع المسيح، فمنذ أن وُلد في بيت لحم إلى هذا اليوم وألوف من المفكرين والفلاسفة في كل العصور يتحدثون عنه، ويحللون شخصيته، ويحاولون أن يدركوا سر عظمة حياته، فشخصية المسيح لا يمكن أن تُعرف عن طريق التفكير البشري، أو دراسة البيئة والظروف التي عاش فيها، ولكننا نراها ساطعة مثيرة على صفحات الكتاب المقدس، فهو وحده الذي يعلن لنا وبوضوح من هو مولود بيت لحم، وهذه البركة السماوية الرائعة تؤكد أن هذا الوليد المجيد تهتم به السماء يقينًا إنه “الوليد الإلهي” الذي قال عنه إشعياء في النبوة، “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ، لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ، غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا”(إش 9: 7،6).

ويلذّ لنا ونحن نعيّد ذكرى ميلاد الفرح:

في وبحسب إنجيل لوقا نقرأ أنه عندما ذهبت القديسة العذراء إلى أليصابات وسلّمت عليها كما الاتي، “وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ، فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ، فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي، فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، فَقَالَتْ مَرْيَمُ: تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ”(لو 1: 50،40).

وإذا وضعنا في أذهاننا أن أليصابات كانت سيدة بارّة وتقيّة تعرف الرب وكلمته، وأنها كانت يهودية تعرف الوصايا العشر وتعرف الوصية، “ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلًا: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي”(خر 20: 3،2،1) ومع ذلك فهي تقول للقديسة العذراء: فمن أين لي هذا أن تأتي أمّ ربي إليّ؟ لخرجنا بنتيجة منطقية هي: أن الوليد هو نفسه السيد الرب الإله الذي قال عنه الملائكة للرعاة: وُلد لكم اليوم… مخلّص هو المسيح الرب. ولا شك أن كلمة الرب تعني “الله” كما هتف الشعب الإسرائيلي أمام إيليا على جبل الكرمل قائلين: الرب هو الله! الرب هو الله! (1ملوك 39:18).

ان الكتاب المقدس يرينا في اجزائه تجلي واضح أن الوليد العجيب كان هو نفسه “الله ظهر في الجسد”، كما يعلن ذلك الكتاب المقدس فلنقرأ معأ هذه الآيات، “أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُس، فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا، وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ، وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا”(مت23،22،21،20،19،18:1).

فيسوع الذي قال عنه الملاك ليوسف هو “عمانوئيل” المذكور في نبوة إشعياء، “وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ”(إش 7: 14)، الذي تفسيره “الله معنا”، لا يسع للمرء أمام هذا الإعلان السماوي إلا أن يقول مع بولس الرسول: “وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ”(1 تي 3: 16).

قد حل الولد المطلوب … ضمن المذود فوق التبن مولودا رائعا محبوب … معبودا فاق في الحسن فلنجث ايها الشعوب … قدام ابن البتول البكر ولنهده كل القلوب … بالحب البر والشكر……..

إخوتي وأخواتي الأعزّاء، الميلاد هو الوقّوف للتأمّل بذاك الطفل يسوع، سرّ الله الذي يتأنّس في التواضع والمحبة، ولنتقبّل الطفل في نفوسنا، ولنجعل من مشاعره وأفكاره وأعماله هي مشاعرنا وأفكارنا وأعمالنا، ونظهر روح الفرح والتجدّد والنور الذي جلبته لنا هذه الولادة إلى كلّ حياتنا، كي نكون نحن أيضًا نور الله للآخرين.

أتمنّى لكم جميعًا من جديد زمنَ ميلاد يباركه حضورُ الله، و ليغمر الفرح قلوبنا عندما يأخذ المسيح مكانه في حياتنا، ولد المسيح فلنمجده، المسيح جاء من السماء فلنخرج للقائه، المسيح على الأرض لنسير خلفه “أيها الأخوة المباركون هكذا بدأ القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات عظته ليلة عيد الميلاد المجيد عام 380 م وأوضح معنى الاحتفال بالعيد بقوله، لنخلـع انساننا القديم ونرتدي الجديد، كما اننا متنا في آدم نحيـا بالمسيح، نولد مع المسيح ونصلب ونموت وندفن معه، احتفالنا اليوم بمجيء المسيح الينا يكتمل حينما يكون احتفالا بالعودة اليه. في مثل هذا اليوم، أشرق نورا على المسكونة وظهر الملاك للرعاة:

“فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ فَقَدْ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ”(لو 2: 10 – 11).

بارك يا رب هذه الأيام وامنحنا القدرة على تمثلها في حياتنا، ولكنيستك الجامعة المقدسة الرسولية البركة والطريق والقدرة لخدمة المؤمنين …الى الرب نطلب.

اعداد بتصرف د. طلال كيلانو

_____________________________________________________

هناك نظرية أخرى، وهي الأقرب للتقليد، باعتبار المسيح، ولد نحو العام 2-0 قبل الميلاد، وتقوم على احتساب السنوات الخمس عشر لحكم طيباريوس قيصر من حكمه منفردًا عام 14، هذا يجعل العماد نحو 28-30 أي الميلاد نحو 2-0 قبل الميلاد/الميلاد، داعموا هذه النظرية يؤخرون تاريخ وفاة هيرودس الكبير لنحو العام 4 للميلاد.

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …