من أصعب الأشياء على الإنسان واقساها أن تتبدل الأشياء حوله وتتغير كل الثوابت والمفاهيم فى حياته وما اعتاد عليه حقا يصبح وهما وكذبا وما كان آمنا ومريحا يصبح بين ليلة وضحاها موحشا وغريبا.
أشعر فى هذه الأيام أن الألوان تغيرت والوجوه لم تعد كما كانت، وأن الحياة جنحت بنا إلى عالم جديد..
لا أحد يعرف الآن على أى الشواطئ سوف ترسو سفينة حياتنا وكيف سيكون مستقبلنا وقد ينام آمنا ويصحو على كارثة، وقد يجد نفسه وحيدا رغم آلاف الوجوه التى تتزاحم حوله..
كل هذه الأشياء نسميها لعبة الزمن، انه يتغير ونحن لا ندرى لماذا تغير؟
لماذا يسافر الأحباب وتختفى الأشواق وتخبو المشاعر؟
لماذا يفقد الإنسان يقينه بأن الحق هو الغالب، وأن الضمير الحي والانساني هو ألابقي، وأن الحب هو من أكثر المفاهيم إنسانية ونبلا؟
لماذا تجتاح وترعب البراكين والزلازل فرحة الأطفال الصغار؟
لماذا ينزع الموت أجمل الأشياء فينا ويبدو الكون موحشا غريبا؟
لماذا تطاردنا أشباح الخوف والهلع فى كل مكان؟
إننا أحيانا نخاف من أنفسنا. إن الأشياء تتغير وهذه طبيعة الحياة، ولكن ما تغيره الأقدار غير ما يقرره البشر.
إن الأقدار إرادة إلهية لا مهرب منها ولا مفر، ولكن ما يصنعه الإنسان اختيار بشرى وشتان بين ما تقدره السماء وما يقرره البشر..
إن الموت إرادة الله الحتميه ولكل أجل كتاب، ولكن القتل جريمة إنسانية يدبرها البشر وما بين الموت حقا والموت ظلما تتوقف الحياة أحيانا وتلعن القتل فى كل زمان ومكان.
هل هو زمن الموت والقتل معا؟
ليتنى أجد الإجابة؟
تتغير الأشياء حولنا بصورة غريبة، تتغير المشاعر والأحلام والإحساس بالأمان والخوف صار معنا ولصيقنا من كل شيء لم نكن نخاف مسبقا بهذه الصورة الوحشية.
إن الإنسان المبدع المترفع الراقى تغيرت ملامحه مع الاسف.
هل شاهدت إنسانا يحمل ملامح دبابة وهو يطلق سيلا من البذاءة يشبه الرصاص؟
هل شاهدت وجها يحمل ملامح صاروخ قاتل.
ماذا يفعل إنسان مسالم ضعيف وهو يواجه الموت فى كل لحظة؟
هل يستسلم أمام هذا العالم الذى يمارس الوحشية والعنف الشرس فى كل شىء؟!
هل يدمن الخوف، لأن الأمن أصبح حلما بعيد المنال؟!
هل يترك حشود القبح تغتال كل ما بقى من أطلال الجمال والخير والسلام؟.
إن إنسان هذا العصر استباح الإنسان عمرا وأحلاما وأمنا وكرامة،
ماذا بقى له بعد ذلك كله.
بقلم: خالد اندريا عيسى