ان السيد المسيح يدعونا اولا الى إصلاح ذواتنا اي أن نخرج الخشبة من أعيننا قبل أن نعمل على إصلاح عيوب الآخرين وإخراج القذى من عيونهم لأنه عندما نصلح ذواتنا عندئذ مثلنا الصالح سيرتنا الصالحة وحدها تكفي لإصلاح الآخرين لأن الناس بحاجة إلى المثل الصالح أكثر منه إلى الكلام الصالح لذا فيجب اولا العمل على إصلاح الذات لأنه إذا أمضينا وقتنا في انتقاد الآخرين فلا يبقى لنا الوقت لكي نحبهم فمن منا مخول من قبل الله ليدين الناس بل على العكس فان الله يطلب منا الرحمة كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم. لا تدينوا فلا تدانوا والقديس يعقوب يضيف قائلاً أما أنت فمن تكون حتى تدين القريب؟ (يع 4/ 12). السيد المسيح نفسه امتنع عن دينونة المرأة الخاطئة بقوله: وأنا لا أحكم عليك اذهبي ولا تعودي إلى الخطيئة من بعد (يو 8/ 3-11)
ودعا البابا فرنسيس المؤمنين إلى النظر إلى ألنفوس عندما يشعرون بالنفور تجاه شخص ما، لأنه قد تكون الغيرة بداخلهم، أو الغضب المخفي. واعتبر أنه ينبغي أن نحمي قلبنا من هذا المرض، الذي ينمّي فقاعة صابون، تفتقر إلى الجوهر وتلحق الأذى الكبير. كما لا بد أن نقول ذلك للأشخاص الذين يثرثرون وينمنمون على الآخرين ليدركوا أن هذا الأمر ينبع من شر الحسد والغيرة والكراهية ودعا البابا المؤمنين إلى توخي الحذر عندما يشعرون بالنفور حيال الآخر، كي يسألوا أنفسهم عن مصدر هذا الشعور، وشدد على ضرورة أن نسأل الله أن يمنحنا قلباً صافيا ونقياً كقلب داود، قلباً شفافاً يبحث فقط عن العدالة والسلام والمحبة، ولا يريد أن يوذي أحدا لأن الحسد والكره والنميمه والكذب والنفاق وغيرها هي من اعمال الشيطان .
إن
كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون
عنها حسابًا يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر
وبكلامك تُدان (
مت
12: 36 ،
37)
وذلك
لأنه «من
فضلة القلب يتكلم الفم»
( مت
12: 34 )
فالفم
هو أقصر طريق من القلب إلى الخارج
وحين
يقول المسيح هنا إن كل كلمة بطالة يتكلم
بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم
الدين فإنه يقصد الكلمة التي بلا نفع، أي
الكلمة العاطلة (الفارغة)
هذا
النوع من الكلام يتعامل البشر معه باستخفاف
إلا أن الكتاب المقدس يعطيه أهمية كبرى
وإن الكلام الفارغ ثقيل جدًا في موازين
الله
لذا
يجب على الإنسان ان يتكلم بحرص واتزان
ويكون كلامه بالميزان لان كل كلمة لها
ثقلها ووزنها ويكون الكلام برؤية وتأني
بحكمة وتكون أيضًا بفائدة لانه
(
لَيْسَ
مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ
الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ)
مت
15: 11
ان كثيرا ماتعيش الفئات معا في عائلة واحدة او صف واحد او في مجتمع واحد فيتشابكون في افكارهم العلمية والحضارية ولايكون واضحا اول الامر من هو لله ومن هو لابليس ولكن مع الوقت تظهر الثمار. اي الوقت هو الذي يظهر النوايا والثمار ويظهر الحقيقة لان المحبة والتواضع والبغض والكبرياء لاتستمر ساكنة في فرد واحد فمصدر كل منهما مختلف تماما اذن فلنخلع اعمال الظلمة وزرع الزوان ونبعد عن العثرات من الفسق والنميمة والكذب والحسد والخصام وعدم المسامحة والغفران وغيرها بما لايرضي الرب ولنلبس اسلحة النور من المَحَبَّةٌ والفَرَحٌ والسَلاَمٌ، وطُولُ أَنَاةٍ ولُطْفٌ وصَلاَحٌ، وإِيمَانٌ التي ترضي الرب اذن نحن بامس الحاجة في عالمنا اليوم المملوء بالافكار والاخبار الى كلمة الرب القوية والفعالة التي تنقي وتقدس وترشد وتحي نفوسنا
واخيرا كما جاء في (مت 18: 7) ( وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ )
م – اسماعيل ميرزا