“وَأَمَّا ٱلْمُعَزِّي، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي”….. لنستدعي هذا ٱلْمُعَزِّي المعلم يوميًّا، لكي يذكّرنا بما ينفعنا، كيف علمنا الكتاب المقدس ان نستثمر هذه النعمة التي قدمها الاب لنا…

“وَلْيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ ٱلرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلَامٍ فِي ٱلْإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي ٱلرَّجَاءِ بِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ”(رُو 15: 13)

في أحد العنصرة، شارك قداسة البابا فرنسيس في القدّاس إلهيّ الذي ترأّسه الكاردينال جوفاني باتيستا في بازيليك* القدّيس بطرس**، وألقى قداسة البابا خلاله تعليمه الرسولي الذي أكّد فيه أنّه “في كلّ عصر، يقلب الرّوح القدس مخطّطاتنا ويساعدنا على ان نكون أكثر انفتاحا على الحداثة، ويعلِّم الكنيسة على الدّوام الضّرورة الحيويّة للخروج والانطلاق، والحاجة الفيزيولوجيّة للإعلان عن وجودها المتجدد في كل زمان ومكان، ولكيلا تبقى منغلقة على نفسها”. والرابط ادناه يقودنا الى قراءة تعليم قداسة البابا بالمناسبة….

https://www.vaticannews.va/ar/pope/news/2022-06/papa-francesco-omelia-messa-pentecoste-spirito-santo-ripartire.htm

ومن خلال رؤيا تحليلية لمحتوى هذا التعليم التاريخي اود ان أوضح بعضا من المعاني المقصودة فيه ومعززا هذه الرؤيا بنصوص من الكتاب المقدس وفقا لما ورد في التعليم، وأمل من القارء الكريم ان يتفاعل مع الحدث بما يوازي معانيه الواسعة وان يضعه في مقدمة اهتماماته الروحية ويحمله في ذاكرة الأجيال كي نحتفل بتاريخ حلوله وقدومه سنويا والى انقضاء الدهر.

المقدمة:

الروح القدس قوة روحية، وهو الأقنوم الثالث في اللاهوت. الروح القدس ذو صفات إلهية، ويقوم بأعمال واسعة، ويُنسَب إليه: الإرشاد، والتجديد والتقديس، ورعاية العقل والمعرفة، ومشاعر المحبة والحزن…. وأخرى الكثير، ليس بينه وبين الأقنومين الآخرين اية تمييز في الروحانية، لأنهم متساوون في الجوهر. يروي القديس لوقا ما حدث يوم العنصرة: عندما كان الرسل مجتمعين في العلية، انطلق من السماء دوي كريح عاصفة، فملأ البيت الذي كانوا فيه، ثم ظهرت لهم ألسنة كأنها من نار، فانقسمت ووقف على كل واحد منهم لسان، فامتلأوا كلهم من الروح القدس. كان هذا وصفا خارجيا لحلول قوة روح القدس. يُعرف الروح القدس بأسماء وألقاب عديدة، أغلبها تشير إلى جانب معين من مهامه، وفيما يلي بعضا من الأسماء والأوصاف التي يستخدمها الكتاب المقدس في الإشارة إلى الروح القدس وكما يلي:

المعزي، المرشد، الشفيع، رُوحُ الْحَقِّ المعلن:

“وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ”(يو 14: 16، 17) “وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ”(يو 16: 13)، “وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا”(رو 8: 26).

ختم الله، رباط، وضمان:

“الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضًا، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا”(2 كو 1: 22)، “وَلكِنَّ الَّذِي صَنَعَنَا لِهذَا عَيْنِهِ هُوَ اللهُ، الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضًا عَرْبُونَ الرُّوحِ”(2 كو 5: 5)، “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى لِمَدْحِ مَجْدِهِ”(أف 1: 13-14).

الساكن في المؤمنين:

“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ. وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ. وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ”(رو 8: 9-11)، “الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلًا مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ”(أف 2: 21-22).

روح الله، روح القداسة، روح الرب، روح المسيح:

“فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ”(مت 3: 16)، “وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا”(رو 1: 4). “وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ”(2 كو 3: 17)، “بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا”(1 بط 1: 11).

روح الحياة، روح التبنّي، روح الابن، روح المجد:

“لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ”(رو 8: 2)، “إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ».” (رو 8: 15)، “ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ».” (غل 4: 6). “إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ”(1 بط 4: 14).

المعلم:

“وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يو 14: 26)، “الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ”(1 كو 2: 13).

الشاهد:

“اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ”(رو 8: 16)، “شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ”(عب 2: 4)، “وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقًا”(عب 10: 15).

التعليم الرسولي لقداسة البابا الذي أكّد خلاله ان الرّوح القدس كان وما يزال:

1- الروح القدس يجعلنا أن نرى كلّ شيء بطريقة جديدة، ويعطي الفهم الجديد والكامل للّذين يقبلونه، وبحسب نظرة يسوع، كما عبّر عنها في مسيرة حياته العظيمة، هو يعلّمنا من أين ننطلق، وما هي المسارات الّتي يجب أن نسلكها وكيف علينا أن نسير، “كِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ”(أَعْ 1: 8)، “وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ ٱلْآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى ٱلْأَبَدِ”(يُو 14: 16).

2- مدرسة الرّوح القدس تعطينا تعلّيما لجَميع ما يحيط بنا ويسترعي انتباهنا ويدعونا ان نستدعي هذا التعلم يوميًّا، لكي يذكّرنا أن ننطلق على الدّوام من نظرة الله لنا، وأن نتحرّك من خلال الإصغاء إلى صوته، ونسير معًا، ككنيسة، مطيعين له ومنفتحين على العالم، “فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْر ِآمِينَ “(مَتَّ 28: 19-20).

3- الروح القدس يقترح علينا أفضل طرق التي يجب اتّباعها. لذلك من المهمّ أن نعرف كيف نميِّز صوته عن صوت ودعوات أخرى، “وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، فَٱبْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ ٱلْأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ”(يَهُ 1: 20-21).

4- الرّوح القدس يرينا نقطة انطلاق الحياة الرّوحيّة. وما هي؟ “عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهِي. رُوحُكَ ٱلصَّالِحُ يَهْدِينِي فِي أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ”(مَزَ 143: 10)،”وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا”(حِزْ 36: 27).

5- الرّوح القدس هو ملموس في حياتنا، وليس مثاليًّا: فهو يريدنا أن نركّز على الحاضر، لأنّ المكان الّذي نحن فيه والزمن الّذي نعيشه هما مكان نعمة، “فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: “تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ”(أَعْ 2: 38).

6- الرّوح القدس يذكِّرنا أنّه بدون الحبّ في الأساس يكون كلّ شيء باطلاً، لذلك يعمل على إحياء محبّة الله في قلوبنا؛ وقد اختبرنا حضوره في مغفرة الخطايا عندما امتلأنا بسلامه وحرّيّته وعزائه كما تشير الرسالة الى رومية، “وَٱلرَّجَاءُ لَا يُخْزِي، لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ قَدِ ٱنْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُعْطَى لَنَا”(رُومِ 5:5)، عطيّة منه لكي تستقر فينا روح المحبّة الّتي يضعها، وهو الّذي يجعلنا نشعر بأنّنا محبوبون ويعلّمنا أن نحبّ، إنّه المحرّك لحياتنا الرّوحيّة، “نعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ ٱللهِ، وَشَرِكَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ”(2كُور 13: 14) “وَلْيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ ٱلرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلَامٍ فِي ٱلْإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي ٱلرَّجَاءِ بِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ”(رُومِ 15: 13).

7- الروح القدس يغذّي الذّاكرة الرّوحيّة. ليقول لنا “أنتَم ابناء الله”، أنتم مخلوقات فريدة، ومختارة، وثمينة، على الدّوام: حتّى لو فقدنا الثّقة بأنفسنا، فإنّ الله يثق بنا، “وَأَمَّا ٱلْمُعَزِّي، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ”(يُو 14: 26 )، وبحسب اعمال الرسل، “وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَٱسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَٱمْتَلَأَ ٱلْجَمِيعُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱبْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ ٱلرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا”(أَعْ 2: 3،4 ).

9- الروح القدس يعلّمنا ألّا نقطع علاقاتنا مع الأشخاص والمواقف الّتي تضمنت الإساءة إلينا، وإنّما أن نسمح لها بأن يعلم بها في حضوره وليساعدنا في ايجاد الحل. هكذا فعل مع الرّسل وإخفاقاتهم كي يعزز فينا روح المسامحة للأخرين. “وَمَتَى جَاءَ ٱلْمُعَزِّي ٱلَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ ٱلْآبِ رُوحُ ٱلْحَقِّ، ٱلَّذِي مِنْ عِنْدِ ٱلْآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي”(يُو 15: 26)

10- الرّوح القدس يشفي الذّكريات، فمن خلال إعادة ترتيب الأولويات وما يجب ان نهتمّ به أن نضعه على رأس القائمة كتذكر محبّة الله، ونظرته لنا. وكيف يُنظّم حياتنا ويعلّمنا أن نقبل بعضنا البعض، وأن نغفر لبعضنا البعض، وأن نتصالح مع الماضي، وأن نبدأ من جديد، “إِذِ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ”(رُومِ 3: 23-24).

11- الرّوح القدس لن يقول لنا أنّ كلّ شيء على ما يرام في مسيرتنا في الحياة، هو يصارحنا، ويقودنا أيضًا إلى ان نحزن على خطايانا؛ ويحفّزنا على التّغيير وعلى محاربة الأكاذيب والازدواجية في التعامل مع من يحيط بنا، حتّى لو تطلَّب ذلك جهدًا وصراعًا داخليًّا وتضحية، “إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ”(1يُو 1: 9)، “الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ”(أع 5: 32)

12- الرّوح القدس يدعونا لكيلا نفقد الثّقة أبدًا ولكي نبدأ من جديد على الدّوام، بالمشاركة أوّلاً، دون أن ننتظر أن يبادر الاخرين، بل نحن نبادر نحوهم نلتقي بهم بالرّجاء والفرح وليس بالشّكوى، وبالابتعاد عن مشاّعر الحسد للآخرين، وإنّما بالفرح لنجاحاتهم، “وَٱلنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي ٱلرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ”(1بُطْ 3: 8).

13- الروح القدس كان وما يزال يعلِّم الكنيسة كيف تسير، يدعونا لكي ننسى ذواتنا وننفتح على الجميع وعلى الكنيسة، وبقوته وبأيماننا تستعيد الكنيسة شبابها، لقد كان التّلاميذ مختبئين في العلّيّة، ثمّ نزل الرّوح القدس وجعلهم يخرجون. فبدون الرّوح القدس كانوا فيما بينهم فقط، مع الرّوح القدس انفتحوا على الجميع. في كلّ عصر، الرّوح القدس يعلِّم الكنيسة على الدّوام الضّرورة الحيويّة للخروج والانطلاق.”وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ، مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ”(يو 20: 23،19).

اعزائي المتابعين والقراء نحن جميعا مدعوين الى تسجيل أنفسنا في مدرسة الرّوح القدس لكي يعلّمنا جَميع الخبرات الروحية وتطبيقاتها الحياتية من خلال الاستدعاء اليوميًّ له، ولكي يذكّرنا أن ننطلق على الدّوام من نظرة الله لنا، وأن نتحرّك في خياراتنا من خلال الإصغاء إلى صوته، ونسير معًا، ويحرّرنا ويدعونا. نشكرك يا ربّ على روحك القدّوس الّذي يرافق كنيستك وحماها ولا يزال يحميها ويجدّدها دائمًا، وبركة نِعمكَ على البشر لا حدود لها وعلمتنا ألا ننسى ما هو دورنا بالعمل بهذه النِعم، أرسل علينا من روحك القدوس لتكون المحبة فينا ونكون نحن من أبناءها مطيعين ومنفتحين على العالم” ……..الى الرب نطلب.

اعداد.. د. طلال كيلانو

“وَأَمَّا ٱلْمُعَزِّي، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ”(يُو 14: 26)

*معني كلمة بازيليكا فهو اصطلاح كان يستعمل لدى الإغريق بمعني صالة الملك أو العرش أو القاعة الملكية، إنه ومن خلال ما وصفه الكتاب القدمان الذين يرجحون إنها انشائها إلي عصر ممالك مصر القديمة.

**البابا في أحد العنصرة: الروح القدس ذكرى فاعلة تُشعل وتُعيد إحياء محبة الله في قلوبنا / فاتيكان نيوز: موقع أبونا abouna.org – إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن – الرئيسية /العالم / فرنسيس نشر الأحد، ٥ يونيو / حزيران ٢٠٢٢

الروح القدس الذي حل على الرسل في يوم الخمسين، ولم يبدأوا خدمتهم بعد حلوله عليهم. وكان الامتلاء من الروح القدس شرطًا للخدمة، ليس فقط لدرجة الرسولية، إنما حتى للشمامسة إذ قال الرسول للشعب حينما أرادوا سيامة الشمامسة “فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ.” (أع 6: 3).

الرابط ادناه يقدم لنا / قداسة البابا فرنسيس وهو يتلو صلاة إفرحي يا ملكة السماء تخللها تعليم بعنوان الروح القدس يربط تعاليم يسوع بكل زمن وكل شخص وذلك الأحد 5/6/2022 في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس قال نحتفل اليوم، في عيد العنصرة، بحلول الروح القدس على الرسل، والذي حدث بعد خمسين يومًا من عيد الفصح.

https://www.vaticannews.va/ar/pope/news/2022-06/regina-caeli-domenica-5-giugno-2022.html

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …