بشارة يوحنا: حنان الله: (لوقا 1: 1- 25)

  هل أنت تلتقي بالله ــ في محبتــــك إلى الكنيســـة..؟   

بداية السنة الطقسية، تبدأ الكنيسة معنا رحلة إيمان جديدة والبداية مفرحة. فالله بادرَ كعادتِه ليعملَ في تاريخ البشرية وبِشكلٍ عجيب، فيُرسل مَلاكَهُ لزكريا الشيخ حاملاً بشارةً لا تُصدّق، ومن خلال زكريا إلينا جميعاً: الرب لم ينسَ، الرب دبَّر، عظيمٌ هو في تدبيرهِ، ورحوم في قُربِهِ: يوحنّا: تَحنُّن الربُّ. الرب يعود إلى الإنسان ليُؤكّد له أنه يحبّه ولم ينساه لأنَّه لا يُريد أنْ يترك الإنسان في التَيهِ والضَلال، فيَسقط حزيناً يائساً، مثلما لا يُريد أنْ يودّع زكريا الشيخ الحياة حزينا، بل يُريد أن يُكمّل ويُكلل إيمانه، بولدٍ يتَمجَّد مِنْ خلالهِ اسم الله.    

الشريف تأوفيلس شخص مهم …. يعني مُحِب الله؛ قد يكون شخصاً معروفاً في الجماعة  الّتي تتلمَذ فيها؛ أو وثنيّاً يُقدم له لوقا “دفاعاً” عن الإيمان المسيحي؛ أو أي مؤمن، يوجّه لوقا الإنجيل إلى مُحبّ الله، لكي يقرأه ويتأمّل فيه، ويعمل به. لهذا فهو يؤكد على أمانتِهِ في كتابة إنجيله وتسلّمَه التعليم الصحيح، كي يُثَبِّت تأوفيلوس وكل مَن يقرأ كتابِه، في الإيمان الحَق كما أنَّه يؤكِّد على أنَّ الإيمان بالبُشرى لا يعتَمد على قصص هذا أو ذاك…. بل على شهادة أُناس عاشوا الأحداث كلها.   

هيرودس هو هيرودس الكبير الذي عاش بين 37 ق.م.-4 ب.م. واليهوديَّة هي أرض اليهود عامة أي جنوب فلسطين ولا تشمل مدينة الجليل.   

فرقة أبيّا هي ثامنة الفرق الأربع والعشرين، الّتي كانت تتَناوب أسبوعيّاً على خدمة الهيكل في أورشليم (1 أخبار 24: 1-19). أما عمليّة حرق البخور فهي رُتبة يوميّة كانت تُقام في الهيكل قبل ذبيحة الصباح وبعد ذبيحة المساء وهذا كان مَطلب الله مِنْ الشعب في تكريس المذبح (خروج 30: 6-8). بعد التَبخير يخرج زكريا ليبارك الشعب لا يقدر لأنَّ الله هو الّذي يُبارك كما يقول في سفر العدد الفصل 6: “22 وكلَّمَ الرَّبُّ موسى فقال: 23 ((قُلْ لِهارونَ وبَنيهِ: بِمثْلِ هذا تُبارِكونَ بَني إِسْرائيل وتَقولونَ لَهم: 24 يُبارِكُكُمُ الرَّبُّ ويَحفَظُكُم، 25يُضيءُ الرَّبُ بِوَجهِه عَلَيكُم ويَرحَمُكُم. 26 يرفَعُ الرَّبُّ وَجهَهُ نَحوَكُم. ويَمنَحُكُم السَّلام! 27 هكذا يَجعَلونَ اسمي علامةً على بَني إِسْرائيل، وأَنا أُبارِكُهُم)) . مِنْ ثَمَّ مَقصد القدّيس لوقا أنَّ الله سيُبارك الشعب بيسوع المسيح.   

الخوف: هو شعور الإنسان الخاطئ في حضرة الله الكُلي القداسة؛ هذا ما حصل لجدعون (قضاة 6: 22-23) ومنوح والد شمشون (قضاة 13: 22) وأيضاً زكريا هنا، ومريم والرعاة والرسل و…   

الولد بركة الله للوالدين (مزمور 128)، مع هذا يشدد لوقا الإنجيلي على أنَّ إليصابات كانت عاقِر وكبيرة في السّن، ليجعل مِنَ الحبل بيوحنا عملاً إلهيّاً عجيباً. مثل هذا الحدث نجده في الكتاب المقدّس: سارة (تكوين 16: 1)، ورفقا (تكوين 25: 21)، راحيل (تكوين 30: 22)، …   

صفات يوحنا: هو النذير لله لذا فهو لا يشرب خمراً ولا مُسكراً (الفصل 6 من سفر الخروج)؛ يسير بروح إيليا لأنَّ شعب الله كان ينتظر عودة إيليا: “ها أنا أُرسِلُ إليكُم إيليَّا النَّبيَّ، قَبلَ أنْ يجيءَ يومُ الرَبِّ العظيمِ الرَّهيب” (ملاخي 3: 23)؛ يمتلئ مِنَ الروح القُدس، هذا يعني أنَّ يوحنا يقف على عتبة العهد الجديد، فينال الروح القُدس مثل القدّيس اسطيفانوس في سفر أعمال الرسل (7: 54) وغيره مِنَ الأشخاص الّذين تكرَّسوا للربِّ وهُم في أحشاءِ أمهم مثل أرميا 1: 5، إشعيا 49: 1، 5). موقعه الصحيح هو رسول أمام الملك القادم مُعِد للطريق لا غير.   

أنجيل اليوم هو فرح الإنسان العائش بوجود الله في قلبِهِ أو مَجيء الله للسكن فيما بيننا وهناك مَن يشهد بذلك، يوحنا (الله يَحن) زكريا/ إليصابات ثم مريم ويسوع. ويسوع الّذي هو حقيقة مسكن الله الأرضي. فيا مسيحي، يا مؤمن، هل تستطيع أنْ تأخذ مكانك الصحيح في أنْ تكون مُبشِّراً لله وسط جماعتك. أنتَ الّذي أصبحت أبن الله في العماذ؟ هل تستطيع أنْ تقول لجماعتك ( توبوا فقد أقترب ملكوت الله). هل تستطيع أنْ تَتوب أنتَ أولاً.    

علينا أنْ نعود الى الرب ولا نقطع الأمل لأنَّ الرب ينتظرنا في نهاية الطريق مهما تبين لنا مِنْ مستحيل، ففي وسط المستحيل هناك الله ينادينا.. في وسط الصعوبات علينا نحن أيضاً أنْ نُنادي الله بأيمان. هكذا فلنبدأ مِنَ الآن أنْ نستَعد لميلاد يســــوع المسيح كي يولد في قلوبنا نحن أيضاً ويزرع السلام فينا كي نكون أداة السلام. 

بقلم: الاب الدكتور سامي الريس

عن الاب سامي الريس

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …