تأملات يومية في زمن الصوم
+ إعداد: الأب د. سامي الرئيس.
+ تاريخ الأصدار: 11-01-2021.
+ المناسبة: بمناسبة مرور 30 عام لرسامته الهكنوتية.
+ الإهداء: إلى كل مؤمن صادق في عقيدته، باحث عن الحق ساعٍ إلى التحرر من اسر الظلام وعبودية الضلال والإهتداء إلى نور المسيح القائم أهدي كتابي هذا.
+ المقدمة: الصوم الكبير هو وقت الإهداء والتوبة الصادقة والعودة إلى الله الآب. رحلة روحيَّة تَدوم أربعين يوماً. نَقترب مِنْ خلالِ الإصغاء اليَقظ للإنجيل، مِنْ كلمةِ الله ونَستَمِدُّ القوةَّ لِتباعد يسوع المسيح، لأنًنا كما نعرف جيّداً أنَّ الشيطان يواصل مُحاولاتِهِ وإغراآته مِنْ أجلِ إعاقة علاقَتنا مع الَرب. لذا فإن الأمر مَتروك لنا لتَجهيز أنفُسِنا بأسلحةِ الصلاة والصيام، خاصة في هذا الصوم الكبير كي لا نَتيه عن مَحبَّة الله.
هذه الأربعين يوماً تَتميز قبلَ كُلِّ شيئ بذكرى أربعين يوماً ليسوع في الصحراء، عن كفاحِهِ وانتصاره على الشيطان. يلبَس الشيطان ثياب المُغَوّى المُحسِن ليَغوي يسوع، مُبتداً عمَله باستغلالِ الحاجة التي تَظهر بِوضوح أكثر في حياةِ كُلِّ إنسان، وبالأخص في زمن ِالصوم.
فصام أربعين يوماً وأربعين ليلةً حتّى جاعَ يسوع بعد صيامِهِ الأربعيني جاعَ. كانت هذه التَجربة ثابتة في حياة يسوع، ورافقَته مِنَ البداية إلى النهاية، مِنَ المعمودية إلى الموت على الصليب. وفي الإنجيل نَرى، هناك قاسم مُشترك للتجارب: استخدام المادة والتي تُشير إلى: الخبز، العجائب، السُلطة. لكن لم تَنجح مُحاولات إغراء الشيطان أبداً في تحويل مَسار يسوع عن رسالتِهِ.
ما هي الإغراءات؟ إنَّ الإغراء يعني مُحاولة اختبار وإغواء، أي إبعادَهُ وإمالتهُ عَنِ الطَّريق الُمسْتَقِيمِ، استِمَالتهُ إلى الأهْوَاءِ ودَفع نحو شيئ بَغيض أخلاقياً وإنكار الله. نحن أيضاً، مثل يسوع يُجَرِّبُنا الشيطان. الشيطان يتَسلل في حياتِنا في أفكارِنا ويفعل كُل شيئ لإبعادِنا عن الله وعن طريق الخلاص.
فالحياة الروحيَّة إذن هِيَ صراع، مَعركة شاقَّة لا يُمكنُنا الهروب مِنها، ويجب علينا أنْ ندخل فيها بِحذرٍ وثِقة بالنصر. ثُمَّ يمكنُنا نحن أيضاً أنْ نقول، مثل يسوع: ((إبتعد عنَّي يا شيطان! لأنَّ الكتاب يقول: للرّبِّ إلهِكَ تَسجُدُ، وإيَّاهُ وحدَهُ تَعبُدُ)) متى4: 10. مسيرة الصوم تحمل في طيّاتها نداءات ودعوات فهل أنت مستعد للجواب؟ فلنسير معاً مِنْ خلالِ هذهِ التأملات نحو فصح الرب.
+ عرض الكتاب:عند مطالعة وقراءة هكذا كتاب تسير برحلة أيمانية ورياضة روحية من خلال قرءاة النص الأنجيلي والتركيز فيه، لتعيش الحدث من خلال شرح النص، وسوف تجد في كل يوم تأمل في نهاية اليوم. منذ بدء الصوم الكبير حتى تصل الى اليوم الواحد والخمسون والأخير، وأنت تحتفل بعيد الفصح المجيد وتعلن بكل وضوح وأيمان ورجاء صادق.
هليلويا . . هليلويا . .
المسيح قام حقاً . . حقاً قام من بين الأموات.
هذا الكتاب يمكن أن يكون رفيقك أثناء فترة أيام الصوم، ويمكن الأحتفاظ في مكتبتك الخاصة ضمن الكتاب المقدس وكُتب مراسيم درب الصليب، والكُتب الدينية الأخرى، ويمكن أعادة قرائتهُ في بقية الأيام.
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللـه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. يوحنا3: 16.
للجميع: صوم مبارك، فصح مجيد، نور الحياة الجديدة، فرح القيامة العظيمة، ولتكن أيامكم سعيدة مع الرب يسوع المسيح لهُ المجد والأكرام. آمين.
شامل يعقوب المختار