إِنَّ ٱلَّذِي يَزْرَعُهُ ٱلْإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ  

ان الله هو الفكر او المنطق او العقل الاعظم، وهو النبع لكل حق ومنطق واتزان.. وقد خلق الله في الانسان عقلا. ولكي يكون صحيحا ومتزنا، عليه ان يكون بانسجام كامل وتوافق عميق وحقيقي مع الفكر الاعظم ولكي يكتشف الانسان العقل الاعظم، عليه ان يدرس ويقبل ويفهم ويتبنى كل افكار الله المعلنة في الكتاب المقدس…. وقد وهب الله لنا العاطفة، وهي مرافقة ومعاونة وداعمة للعقل او المنطق الذي فينا ولكي نتجنب الاخطار التي لا حد لها، علينا اولا ان لا ندع عقلنا يسبح في التفكير والتحليل والتعليل من دون ما اعلنه الله في الكتاب المقدس بالاضافة الى ذلك، لا يمكن استبدال المنطق والعقل بالعالطفة التي منحنا الله اياها فالعاطفة رغم اهميتها، عاجزة لوحدها عن التواصل مع الله ومع باقي البشر

ان ما يزرعه الانسان ، والمكان الذي يزرع فيه ، والكمية التي يزرعها ، والعناية التي يوليها لزرعه كل هذه العوامل تقرر نوع الحصاد فاذا ما زرع الانسان زرعاً جيداً وبوفرة ، كان له الحق بانتظار محصول وافر . وهذا المبدأ ينطبق ايضاً على الامور الروحية

ان كل انسان زارع ـ إما لجسده او للروح . وايماننا وافكارنا وكلماتنا وافعالنا هي البذار الذي نزرعه للأبدية ـ إما أبدية البركة والهناء ، او أبدية التعاسة والشقاء . فكم يجدر بكل واحد منا ان يفكر ماذا سيكون حصاده

فكلمة الله هي واسطة الولادة الجديدة . وكلمة الله تزف الينا البشرى عن موت المسيح لأجل خطايانا وقيامته لأجل تبريرنا . فضع ثقتك في المسيح وفي عمله لأجلك تنل الولادة الثانية من الله . وحينئذ تستطيع ان تزرع للروح . وحتى اذا كان زرعك “بالدموع” فانك تحصد “بالابتهاج” . ان الحياة الأبدية هي هبة الله المجانية لكل من يؤمن (رومية 6 :23) ولكن المؤمن الذي يزرع للروح فانه يحصد الآن التمتع العملي بتلك الحياة الأبدية الى ان يتمتع بها على الوجه الأكمل عند الله بحضرة الرب يسوع في الأبدية التي لا تنتهي

ان الانسان مدعو لكى يزرع للروح لا للجسد ، من أجل أن يكون فى فرح مع الله لا من أجل سعادة زمنية عابرة ، من أجل أن ينمو فى معرفة الله والفضيلة لا لكى يسعى فى طريق الشر وبغضة النور ، لكى يسلك فى عمل الخير والصلاح وبروح البر الذى فى المسيح لا بكسل وتراخى فيذهب عمره سدى، والله سيحاسب كل إنسان على وقته وكسله و ما أخفاه من وزنات ، لأنه عادل وسيجازى كل احد على تصرفه الردىء نحو ما أُعطى من وزنات

ان كل إنسان سيحصد ثمار عمله عاجلاً أم أجلاً، فيجدر بك أن تزرع ما يجعلك تحصد فرح وبهجة وإنتصار ، حسب إرادة الله والإنجيل وتدبير الروح القدس ، ولا تدع الوقت يمر بك دون أن تزرع للروح ، بل جاهد واضعاً أمامك كل حين عاقبة الذين تصرفوا رديئا حسب الجسد وأفكاره فحصدوا كل ندم وحزن وهلاك

حقًا ما يزرعة الانسان فإياة يحصد ..فمن أضاء سبيل الأخرين أضاء الرب سبيله، ومن عمل على ضلالهم عاد عليه ضلاله .فاهتم بعمل الخير ومساعدة من حولك ، وأبعد عن الأدانة وأي شر مهما كان مقنعًا والظروف المحيطة بك تساعدك عليه وثق أن الخير يكافأ في النهاية ببركات كثيرة جدًا

ولكي تحافط على نموك الروحي يجب ان تمشي يوميا مع الله فلذالك اعمل على زرع الامانة فتحصد الثقة وايضا

ازرع طيبة فتحصد صداقة وازرع تواضعا فتحصد احتراما وازرع مثابرة فتحصد رضى وازرع تقديرا فتحصد اعتبارا وازرع اجتهادا فتحصد نجاحا وازرع ايمانا فتحصد طمأنينة وازرع عدلا فتحصد فتحصد سلاما

وأزرع خــــيراً فتحصد حبــــــا

واخيرا عندما تزرع حسب مشيئه الله وعينيك تمتلأ بالحصاد وقلبك يمتلأ بالإيمان سيفيض قلبك بالفرح ولم تشعر بحزن أو إضطرار، لن تشعر إنك تفقداي شي أو أنك تعطيها بسبب ضغوط أو إلحاح بل ستعطي وأنت فرح وإن العطاء هو أحد مصادر الفرح التي يريدك الرب أن تمتلأ بها

امين

م-اسماعيل ميرزاً

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …