ثلاثية المجال الحيوي لبركة حضور القداس الإلهي في الحياة..ج2  

هو يبارك جمعنا ويقدس شعبنا الذي حضر وتنعم بقوة الاسرار المقدسة المحية الإلهية وبعلامة الصليب الحي تكنون موسومين ومحفوظين من كل اذية خفية وظاهرة الان والى الابد …أمين.فَكَانَتِ الْكَنَائِسُ تَتَشَدَّدُ فِي الإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي الْعَدَدِ كُلَّ يَوْمٍ”(أع 16: 5)”بيتي بيت الصلاة يدعي”(أش7:56).

المقدمة والتمهيد:

هو يبارك جمعنا ويقدس شعبنا الذي حضر وتنعم: 

جمال كنيستنا يزينه وجودنا مجتمعين فيها نحن المكلفين ان نذهب إليها طالبين البركة والنعمة، فضلا عن عطية الله في المغفرة التي باركها الرب يسوع واعطانا الكثير منها ولمرات عدة، ايه الأحبة لا تسمحوا للمهام والاعمال ان تبعدكم عن الحضور الى بيت الرب، عليكم اختبار البركة والرحمة ونيلها بأنفسكم، ولا تسمحوا لأحد ان يبعدكم عن الكنيسة ولا تستمعوا اليه حين يقول إن الله في كل مكان فلماذا عليّ الذهاب اليها لأكون معه؟ هنا يجب ان تكون أجابتكم واضحة وقاطعة مفادها ان جمالنا الروحي والفضيلة التي نسعى الحصول عليها هي في روحانية الحضور ومسيحانية البركة التي أسست لها الكنيسة عبر سر الافخارستيا ولنقول جميعنا مقبول من يدك يا رب بكل الفرح والشكر والعرفان. “هذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ، أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَم، ………. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌ، مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ، كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي، هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ”(يو 6: 50…،58)، “إِلَى جَمِيعِ الْمَوْجُودِينَ فِي رُومِيَةَ، أَحِبَّاءَ اللهِ، مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(رو 1: 7).

  https://m.facebook.com/Tureek.Alrub/videos/847160285393321/  ترنيمة ربي جسدك           

“لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ”(مت 18: 20).  

ان وجودنا في الكنيسة هو لأدامة وجودنا المسيحي وأن نكون نحن رموزها وواقعها الحقيقي ولنتبارك بما تقدمه من خدمات روحية وايمانية تحفظنا من الفساد، وتسندنا بصلواتها، حينما نكون معها ستقدم لنا المزيد وتزدهر بوجودنا الى انقضاء الدهر.

 *ايها الكرام انقلوا  خبرة التواجد في الكنيسة الى خاصتكم ولا تفوتوا الفرصة عليهم الاختبار ذلك بأنفسهم    لأنها وجدت لتعَلْن للعالم انها باقية في الأزمنة السابقة واللاحقة وتتمدد رغم كل الصعاب والاضطهادات، انشئها الرب يسوع المسيح حين كلف تلميذه بطرس وقال له “وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا”(مت16: 18) .

*وجودنا في الكنيسة هو كرامة وبركة، يستلزم الحشمة والخشوع والمحبة التي نحن مجتمعين من اجلها، والهدف من شركتنا مع جماعة المؤمنين أعضاء جسد المسيح، هو اللقاء به عبر تيار الروح القدس والحكمة التي ترافقه ونشارك بقبولها مع جميع الحضور من يد الرب المحيي. “يَا رَبُّ، أَحْبَبْتُ مَحَلَّ بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ”(مز 26: 8  ) . 

  *ايها الأحبة الكنيسة هي مشفى الخطأة ومن المؤكد ان وجودهم في الكنيسة فعل تتم معالجته بعطية الغفران بشرط ان يبذلوا قصار الجهد للبقاء في النعمة وبركة الغفران فضلا عن لقائهم بيسوع المسيح. “وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ” (مز 27: 4).

*نذهب لسماع كلام الرب ونذهب للقاء به من اجل خلاص نفوسنا. فمشروع الخلاص لم ينتهي على الصليب فقط، انما هو مستمر من خلال مراجعة الواجبات والالتزامات التي علينا القيام بها كمسيحيين وكرسل.

*أعزاءي احْتِرَامُ قُدْسِيَّةِ الكَنِيسَةِ التي نذهب اليها كمؤمنين في الخليقة جديدة لنلتقي بالرب هو الاشتياق الذي يقودنا ويرافقنا للقاء والمشاركة بالقداس وهو السبيل للعيش من جديد آلام وموت وقيامة يسوع المسيح له المجد، حيث يكون هو محط أنظارنا لنكون على خط الشروع الأول للأيمان وبعد ذلك نضيف كل يوم نحضر فيه الى الكنيسة مجموعة جديدة من المعرفة والخبرة فيه. 

قوة الاسرار المقدسة المحية الإلهية:

الله الآب، كشفَ عن ذاته فالتقى بالإنسان من خلالٍ مشتركات الحوارٍ في الايمان، وقدم له عهداً من خلال علاقة محسوسةٍ تناولت جميع حاجاته وقال له، “اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ، ……. فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ”(مت 7: 11،7،6)، سجلت هذه كمحاولة من الانسان التقرّب من الله من خلال استخدامه لما ورد في الكتاب المقدس من تعليم فسجدَ لله شاكراً متضرعاً بشفاعة الايمان وعبر عن ذلك من خلال الصلاة وتقديمَها في كل مناسبة يلتقي بها معه، كما وإنّ حضور المسيح الخلاصيّ بقوّة الرّوح القدس من خلال الكنيسة، الذي أشار اليه  الكتاب المقدس  في نصوص متعددة، أن هذه النّعمة هي نعمة الخلاص، إذ بدونها يصبح الإنسان مفتقرًا لينابيع الحكمة والخلاص، “وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ”( أع 2: 47 )، أيّ لحضور المسيح بشكل عميق وحقيقيّ في حياته. 

الكنيسة هي الجسد والمسيح الرأس، هي خادمة التدبير الالهي والروحي والمجتمعي يُريدها الله بشخص المسيح يسوع أن تجمع البشرية وتعرفهم على ما يقدمه لهم من عطايا وبركات ونِعم: فضلاً عن الدَّليلُ على كَونِنا أَبناء اللهَ حين أَرسَلَ  ابنِه ليعلمنا ان نصلي لله قائلين: “فَقَالَ لَهُمْ: مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا، أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ، خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ، وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ”(لو 11: 4،3،2).

اسرار الكنيسة تعني كل حقائق الإيمان، واهم ما تعنى به هو سر التجسد والفداء، وما ورد في الكتاب المقدس من أحداث وطقوس والرموز دينية اخرى … هذه كلها كانت تدعى “أسراراً” ومقدسات، وعلى مدار أحد عشر قرنا من نشأة المسيحية، لم تعرف الكنيسة في الشرق أو الغرب تحديدا لعدد الأسرار الى القرن الثاني عشر خططت الكنيسة للاحتفاظ بسبعة منها مقدسة بمعانيها الواسعة في الحياة والتي أسسها السيد المسيح لكي تعطي النعمة وتمنحها من خلالها.

وفي ختام الجزء الثاني من الموضوع 

قرائنا الأعزاء المهم ان إتحادنا بالمسيح يبدأ بالمعمودية ويستمر بالأفخارستيا، وبلاهوته الحي المحيي، وعند اتحاده بنا أعطانا الحياة أبدية، وهزم الشيطان وأعطانا سلطانا عليه، “هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ”(لو 10: 19)، وبانتصاره على الخطية صارت وصيته سهلة لمن يتحد به بمعنى “اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ ، لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ”(مت 11: 30،29).

علينا ان نرى في الصليب قوة الله، القوة المخلِّصة، القوة المانحة القوة الدافعة نحو حياة القداسة، القوة التي تبعد عنا الأزمات والضيقات. 

 اعزائي لندعو جميعا من الاب القدير حماية كنيسته والمؤمنين الى انقضاء الدهر ونقول…بارك يارب كنيستك الجامعة المقدسة الرسولية ….. الى الرب نطلب.

انتظروا الجزء الثالث سيتضمن تكملة لأسرار الكنيسة وتتمة لبركة حضور القداس ……

د. طلال كيلانو

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

يوحنا المعمدان الشاهد للنور وصديق العروس

يوحنا المعمدان الشاهد للنور وصديق العروس تقوم شهادة يوحنا بن زكريا أساسياً بأنه ليس إلا …