ما يزرعه الانسان اياه يحصد

 ان الانسان مدعو لكى يزرع للروح لا للجسد من أجل أن يكون فى فرح مع الله لا من أجل سعادة زمنية عابرة من أجل أن ينمو فى معرفة الله والفضيلة لا لكى يسعى فى طريق الشر وبغضة النور لكى يسلك فى عمل الخير والصلاح وبروح البر الذى فى المسيح لا بكسل وتراخى فيذهب عمره سدى والله سيحاسب كل إنسان على وقته وكسله وما أخفاه من وزنات لأنه عادل وسيجازى كل احد على تصرفه الردىء نحو ما أُعطى من وزنات ان كل إنسان سيحصد ثمار عمله عاجلاً أم أجلاً، فيجدر بك أن تزرع ما يجعلك تحصد فرح وبهجة وإنتصار ، حسب إرادة الله والإنجيل وتدبير الروح القدس ، ولا تدع الوقت يمر بك دون أن تزرع للروح ، بل جاهد واضعاً أمامك كل حين عاقبة الذين تصرفوا رديئا حسب الجسد وأفكاره فحصدوا كل ندم وحزن وهلاك حقًا ما يزرعة الانسان فإياة يحصد فمن أضاء سبيل الأخرين أضاء الرب سبيله ومن عمل على ضلالهم عاد عليه ضلاله .فاهتم بعمل الخير ومساعدة من حولك ، وأبعد عن الأدانة وأي شر مهما كان مقنعًا والظروف المحيطة بك تساعدك عليه وثق أن الخير يكافأ في النهاية ببركات كثيرة جدًا ان من يفعل الشر ويمتلىء قلبه بالعجرفة وحب الذات ينحنى بإرادته للظلمة فلا يقدر أن يبصر الله فلا شركة للنور مع الظلمة (2كو6: 14) ومن أبصر الله فلقد أبصر النور فالله نور والنور يضىء له الطريق فيعرف الحق أن الظلمة ليس لها كيان ولا شخصية بل هي حالة غياب النور كذلك الشرّ ليس له جوهر وبالتالي ليس له طبيعة إيجابية بل سلبية، وذلك لأن لا وجود للشر إلا حين نفعله فقط وعمره قصير للغاية فلا يوجد أحد شرير بطبعه لأنه لا يولد إنسان حاملاً الشرّ في داخله والله لم يصنع شيئاً رديئا قط لأن كيف لقوة نقية أن تخرج شيء فاسد أو غير صالح للوجود بل كل ما صنعه الله صالح بل وحسنٌ جداً، ولكن عندما نُعطي بدافع من شهوة القلب شكلاً لما ليس له شكل ولا جوهر أو هيئة يبدأ أن يكون ويظهر متخذاً الشكل أو الهيئة، لأننا نحن الذي شكلناه بميلنا نحو الباطل وبذلك جعلنا للظلمة كيان خاص لأننا أدخلناها بإرادتنا وحدنا فقط، فنحن الذين جعلنا الموت يُمسكنا ويُسيطر علينا بالفساد، وبذلك لم نعد نحتمل النور وهذا هو سرّ هروب كثيرين من محضر الله وعدم القدرة على الصلاة ان العمل الشريريبدا بمجرد فكرة واحدة فأفكارنا قادرة على تلويثنا وجرنا إلى الخطيئة. وسماحنا لأفكار أن تتركز على الشهوة أو الحسد أو البغضة أو الانتقام والكذب لذالك فان هذا كله يؤدي إلى أعمال شريرة ان في قلب كل انسان نبتة صالحة فان سقاها بالخير تفرعت وصنعت له بستانا وان سقاها بالشر فسدت وافسدت ارضه وما حوله لذالك فان الخير والشر خصمان لدودان عنيفان يعملان داخل الانسان وهما في صراع مستمر منذ دخل الشر ساحة الانسان وكلٌ منهم يحاول التغلب على خصمه وبخاصة الخير من حيث كونه من صنع الله الذي القى بذرته في الانسان وتركها تنمو لذا فعلينا علينا أن نرد الكراهية بالحب و بالأحسان فنغير بذلك مشاعر المسئ وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم : هناك طريق تتخلص بها من عدوك ، وهي أن تحول ذلك العدو إلى صديق لانه من يصنع الخير هو من الله، ومن يصنع الشر، فلم يبصر الله لانه اذا وصلت الى المحبة تكون قد وصلت الى الله ان كل انسان زارع ـ إما لجسده او للروح . وايماننا وافكارنا وكلماتنا وافعالنا هي البذار الذي نزرعه للأبدية ـ إما أبدية البركة والهناء ، او أبدية التعاسة والشقاء . فكم يجدر بكل واحد منا ان يفكر ماذا سيكون حصاده لقد قال الرب يسوع في كلامه مع نيقوديموس عن ضرورة الولادة الجديدة المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح و اخيرا لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ 

 (3 يو 1: 11)

 د – بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

براعم أيمانية نمت وأزدهرت في بلاد المهجر

+ كنيستي: كانت منذ الأزل وأول كلمة: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللـهِ، …