قَالَ يَسُوعُ: ارْفَعُوا الْحَجَرَ! فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا”
تقيم خورنة مار توما الرسول الكلدانية / هولندا / كنيسة هوخفين التجمع الثقافي الرابع تحت شعار (قال يسوع: أرفعوا الحجر) (يوحنا11: 39)، السبت الموافق 25 / 11/ 2023 وبهذه المناسبة اود ان أشارك موقع الخورنة – (ماذا يمثل لنا الان هذا الحجر الذي طلب يسوع رفعه)
احبتي القراء الكرام لنتفق ان ما تم ادراجه اليوم ضمن المقال رؤيا شخصية لتفسير بعضاً من أجزاء المعجزة وانا اعتقد ان لدى البعض منكم تفسير ورؤيا أخرى حولها، لذلك اطلب منكم الاحتفاظ بهذه الآراء الى يوم لقاءنا في التجمع الثقافي لكي نتداولها مع الحضور وراعي الكنيسة بالشرح والتفسير لطفاً.
المقدمة والتمهيد:
ماذا يمثل رفع الحجر الذي طلب يسوع المسيح ابعاده عن قبر لعازر في حياتنا اليوم…..
نحن مطالبين ان نرفع الحجر يوميا عن الزوايا التي تؤدي الى الانزلاق نحو ما يعيق اتصالنا بالحياة الروحية كذلك في الكيفية التي تمكننا من استيعاب حجم ما يحيط بينا من مشكلات وصعاب تؤدي الى الموت الخطيئة هذا من جانب والأخر هو، هل الجميع مؤهلين لكي يتمكنوا من رفع هذا الحجر والمضي بسلام الى حياة أفضل، هذا السؤال يمكننا جميعاً الإجابة عليه إذا ما عملنا بمضمون التعليم الكتابي، “قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا” (يو 11: 26،25).
المناسبة التي أعطت المعنى لرفع الحجر: النُّص الإنجيلي (يو11: 11، الى43):
“لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: لِعَازَرُ مَاتَ، وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، لِتُؤْمِنُوا، وَلكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ، فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ، لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ، فَلَمَّا أَتَى يَسُوعُ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي الْقَبْرِ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: سَيَقُومُ أَخُوكِ، قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، قَالَتْ لَهُ: نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، الآتِي إِلَى الْعَالَمِ، ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي الْبَيْتِ يُعَزُّونَهَا، لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلًا وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى الْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ، فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي، فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ، وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ قَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ، بَكَى يَسُوعُ. فَقَالَ الْيَهُودُ: انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ” فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضًا فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ، قَالَ يَسُوعُ: ارْفَعُوا الْحَجَرَ! قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّام، فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا”(يو11: 11، الى43).
أصدر الرب يسوع المسيح أمره “ارفعوا الحجر”:
أتى الرب يسوع المسيح إلى بيت عنيا القريبة من أورشليم وقف أمام القبر وقال: “ارفعوا الحجر، أرادة مرثا ان تثني يسوع عن اصدار الأمر بكلماتها: “يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام” لكنه دعاهم لرفعوه في هذه اللحظات الإيمانية، تحقق قوله: “إن آمنتِ ترين المجد الله”.
لذلك يليق بنا أن نؤمن دون تأخير في تنفيذ وصيا لرب وعلينا أن نتذكر القول: “لا تتأخر في الرجوع إلى الرب، ولا تؤجله من يوم إلى يوم” (سي 5: 7)، وقوله: “لا تقل لصاحبك اذهب وعد، فأعطيك غدًا، وموجود عندك”(أم 3: 28). عندها عم الصمت والترقب لما سيحدث ومرثا معهم: “فرفعوا الحجر” وهنا يقول لنا يسوع ارفعوا هذا الثقل، وتمتعوا بنعمة الايمان، وأعطي المزيد للذين يؤمنون” “فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدُّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ”(غل 3: 21-22). لذلك “ارفعوا الحجر” ولهذا قد عظمت الآية فآمن كثيرون بالسيد المسيح عقب هذه المعجزة:
لتحليل لما ورد عنها أعلاه يمكن القول:
انها مشاعر ومشاركة المتألمين وأمام الجموع التي لم تدرك بعد كيف تواجه الموت، وقد وجدت في الدموع شهادة حيَّة عن محبة الرب يسوع نحو لعازر، أن كل ما صنعه الرب يسوع كان بحكمة الإلهية لكي تنتفع الجموع بصنع المعجزة، بكى الرب يسوع في صمت، واضطرب ثم تنهد حين تسائل عن موضع القبر… وأثار في المجتمعين رغبة في معرفة ما سيفعله وكل ما فعله كان ليؤكد طبيعته البشرية، كي يؤمن الكثيرون بما سيقوم به، وحتى يتممها بحضورهم، وينتفعون بعظمتها، بكى الرب يسوع نفسه أيضًا من أجل لعازر الذي سيقيمه إلى الحياة، بلا شك كي يعطينا مثال أن نبكي على موتانا، ومع إيماننا بأنهم يقومون إلى الحياة.
الدروس المستفادة من المناسبة التي أعطت المعنى لرفع الحجر والنُّص الإنجيلي (يو11: 11، الى43):
قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا، في كل يوم كان ينزل إلى أورشليم في النهار، وفي المساء يصعد إلى بيت عنيا ويبيت هناك.
1- في بيت عنيا كان المسيح يتردد عليها، لأنه كان يحب الأشخاص الذين فيها، وقد ذكر الإنجيل عن لعازر أن المسيح كان يحبه، قد أرسلت أختا لعازر رسالة الى المسيح: هوذا الذي تحبه مريض. لنستفيد من هذه الرسالة نحن أيضاً ونقرر تبادل المحبة مع الرب يسوع كي يحبنا نحن أيضاً ويزورنا بأثرها ويحضر معنا في كل حين وعندما نبحث عنه لذلك علينا ان نرسل في طلبه يومياً المسيح الذي يُحبنا كثيراً يغفر لنا كل حين ويدعونا للعدول عن ارتكاب الخطيئة بأنواعها، فلا بد أنه كانت في لعازر صفات أحبه المسيح من أجلها. ولذلك كان يتردد على هذه الأسرة ونحن مطالبين أيضاً ان نمتلك نفس صفات لعازر….
2- صباح يوم يسمى جمعة لعازر، تقيم الكنيسة احتفالا بالقداس للتذكرة بالمعجزة العظيمة، معجزة إقامة لعازر من بين الأموات بعد أن كان له في القبر أربعة أيام. أهمية هذه المعجزة، من حيث إن لها دلالة لاهوتية ضخمة، لأنها أعظم جميع المعجزات التي صنعها المسيح، لقد أقام المسيح أمواتاً، لكن هذه المعجزة حركت مشاعر الناس، لدرجة أنه كما يقول الإنجيل في هذا المساء، أن هناك كثيرين ازدحموا في بيت عنيا في تلك الليلة.. ونحن ايضاً مطالبين ان نحضر الى الكنيسة لمشاركتها بتذكار الاحتفال بأقامة لعازر.
https://kaldany.ahlamontada.com/h32-page جمعة لعازر تذكار أقامة لعازر من القبر
3- المعجزات التي لها الدلالة اللاهوتية وترك الأخرى كما قال في نهاية الإنجيل: “وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ”(يو 21: 25). لأنها لو كتبت لست أظن أن العالم كله يسع الكتب المكتوبة، وإنما هذه قد كتبت لكي تؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم الحياة.
4- قال لها يسوع: سيقوم أخوك، فذهب تفكيرها للقيامة الأخيرة فقالت: أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير، “قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا”(يو 11: 26،25)، “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ”(رؤ 1: 8)، كان هذا هو الدرس الذي ينقص مريم ومرثا، وينقصنا نحن ايضاً أن نعرف عن المسيح أنه القادر على كل شيء، وعندما اقترب المسيح من القبر قال: ارفعوا الحجر، فهنا كانت الإجابة العملية التي امتد صداها إلى كل الأجيال وتبيّن فعلا أنه هو القيامة وأنه هو الحياة.
5- لنتعلم أننا في طلباتنا المادية أمام الله، سيستجيب لها في الوقت المناسب وكلنا قد مرت عليه مثل هذه التجربة، وأن إيماننا في المسيح يجب ألا يكون كإيمان مرثا ومريم قبل إقامة أخيهما لعازر، وهو أن المسيح قدرته فقط على أن يشفى المرضى، ولكن ليكن إيماننا بقدرة الرب يسوع المسيح على أقامه الموتى لأنه هو القيامة وهو الحياة.
في الختام ايه الأحبة الرب يسوع قدم لنا هذه المعجزة، وأظهر لنا الحاجة إليها ولكي تكون صرخة من الرب يسوع تدفعنا الى فتح الأربطة كضرورة نحو غلبة الخطيئة والموت، وأعاده لعازر حيًا. فإن الرب ينقذنا حتى من عاداتنا السيئة ويعيدنا الى حياة النعمة كما اعاده لعازر هذا الذي له أربعة أيام ميتًا فإنه بالنسبة للرب وحده يُحسب راقدًا هذا الذي يريد الرب أن يقيمه.
القراء الاعزاء ارجوا ان نكون قد تعرفنا على المناسبة التي تم اختيارها كشعار للتجمع الثقافي لكنيسة هوخفين الكلدانية لتكون أنظارنا، نحو واهب الحياة والقيامة، الإله القدير وحده الذي يبادر دومًا بالمحبة ….. الرب يبارك حياتكم ويمنحكم الصحة والسلامة ويمنح كنيستنا المباركة والعاملين فيها الامكانية والقدرة على خدمتها ……….. الى الرب نطلب.
د. طلال كيلانو 2023 /11/ 18