أذاعة الفاتيكان
“حتى في يومنا هذا لا يزال هناك في بعض البلدان من يقتل باسم الله، أو من يُسجن لأنه يحمل إنجيلاً أو صليبًا” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديس مرتا وقال أنه بكى لدى سماعه خبر صلب بعض المسيحيين
تمحورت عظة الأب الأقدس حول القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من إنجيل القديس يوحنا حول أعجوبة تكثير الخبز والسمك ومن سفر أعمال الرسل الذي نقرأ فيه عن الرسل الذين ضُربوا بالعصي من قبل المجلس. وتوقف الحبر الأعظم عند ثلاث نقاط للتأمل الأولى محبة يسوع للناس واهتمامه بمشاكلهم، فالرب لا يهتم فقط بالذين يتبعونه، بل يعظ ويحب ويرافق جميع الناس بوداعة وتواضع، ويتحدث كمن له سلطان أي بقوة الحب! أما النقطة الثانية فهي الغيرة، غيرة السلطات الدينية التي كانت في ذلك الزمان والتي لم تكن تطيق أن ترى الناس تتبع يسوع، وهذا موقف سيّئ! إن الغيرة والحسد هما أبناء الشيطان الذي وبسبب غيرته دخل الشر إلى العالم. لقد كان هؤلاء الأشخاص يعرفون من هو يسوع حقيقة، وهم نفسهم دفعوا لحراس القبر ليقولوا بأن تلاميذ يسوع قد سرقوا جسده
تابع الأب الأقدس يقول: لقد دفعوا ليسكتوا الحقيقة، إنهم أشخاص أشرار، وقد كان الشعب يعرفهم ولذلك لم يتبعهم. وهؤلاء الأشخاص عينهم قال عنهم يسوع “تحمّلون الناس أعباءً ثقيلةً لا تمسوها بإصبع”، فهم لم يقبلوا تواضع يسوع ووداعة الإنجيل، لم يقبلوا الحب، ودفعوا مقابل الحسد والكراهية. وأضاف الحبر الأعظم يقول: لقد كان بين علماء الشريعة “رجل حكيم” اسمه جملائيل، وقد سعى لتحرير الرسل من قبضة المجلس. فهؤلاء قد استغلوا سلطتهم ليسيطروا على الشعب… وبهذه السلطة عينها كانوا قد ألقوا القبض على الرسل ولكن بعد أن أصغوا إلى كلام جملائيل، “دَعَوا الرُّسُلَ، فضَرَبوهم بِالعِصِيّ، ونَهَوهُم عنِ الكَلامِ على اسمِ يسوع، ثُمَّ أَخلَوا سَبيلَهم” إنه تصرف ظالم ولكنهم كانوا أصحاب السلطة في ذلك الوقت وكان باستطاعتهم أن يتصرفوا كما يحلو لهم. وما أكثرهم هؤلاء الأشخاص في عالم اليوم
تابع الحبر الأعظم يقول: لقد بكيت عندما رأيت في وسائل الإعلام خبر صلب المسيحيين في أحد البلدان غير المسيحي. لا يزال هناك في يومنا هذا أناس تقتل وتضطهد باسم الله، ونرى العديد كالرسل يسرّون لأنهم وُجدوا أهلاً لأن يُهانوا من أجل اسم يسوع، وهذه هي النقطة الثالثة: فرح الشهادة! إذا النقطة الأولى هي محبة يسوع للناس والدرب التي علمنا إياها ودعانا لسيرها. النقطة الثانية هي رياء المسؤولين الدينيّين الذين حبسوا الشعب في كمٍّ من الوصايا وفي شريعة باردة وقاسية ودفعوا ليخفوا الحقيقة، أما النقطة الثالثة فهي فرح الشهداء المسيحيين، فرح العديد من إخوتنا وأخواتنا الذين وعبر التاريخ سرّوا لأنهم وُجدوا أهلاً لأن يُهانوا من أجل اسم يسوع، وما أكثرهم في زمننا هذا! فكروا أنه في بعض البلدان هناك من يُسجن لمجرد حمل الإنجيل، أو من يدفع غرامة لأنه يضع علامة الصليب، لكن قلوبهم تفرح بهذه الإهانة من أجل يسوع! لنتأمل اليوم في هذه النقاط الثلاث لأنها جزء من تاريخ خلاصنا