حوار داخل رحم االأم …شامل المختار

حوار داخل رحم الأم

الذي سَيُغَيِّرُ فيه الرب يسوع المسيح شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ.

فيلبي 20:3-21.

حُبل بتوأمين في رحم أحدى الأمهات في وقت واحد وعبرت الأيام والاسابيع والاشهر ، وكان التوامان ينمون ، وكلما كان نموهما يزداد ، كلما كان يضحكان فرحاً: ما أعظم ما نحن علية إذ حُبل بنا . . ما أجملها الحياة . . بدأ التوأمان يكتشفان العالم الصغير الذي يعشان فيه.

وحينما أنتبها الى الحبل الذي ينزل إليهما ويعطيهما الغذاء والحياة وهما في رحم أمهما ، كانا يطريان فرحاً وسروراً ويقولان: ما أعظم محبة أمنا لنا ، حتى أنها تجعلنا نشترك في حياتها.

وامتدات من الأسابيع الى الاشهر ، وبدا التوأمان يُلاحظان كم أن شكلهما يتغير شيئاً فشيئاً. فسأل أحدهما الاخر: ماذا يعني لك هذا؟

فرد عليه شقيقه: إنه يعني أن بقاءنا في هذا العالم آتٍ إلى نهايته!

فأجابه الأول: لكني لا أريد أن أرحل ، أريد أن أبقى هنا دائماً.

فرد عليه الأخر: أن الأمر لا خيار لنا فيه. فربما كانت هناك حياة تنتظرنا بعد خروجنا من هنا.

فأجابه التوأم: ولكن كيف يكون هذا؟ فاننا بخروجنا سوف نفقد هذا الحبل الذي يُغذينا بالحياة ، فكيف يمكن أن تكون لنا حياة بدونه؟ ثم هناك برهان أخر ، فكما يبدو أن آخرين كانوا هنا قبلنا ورحلوا خارجاً ، ولم يرجع ولا واحد منهم ليقول لنا إن هناك حياة بعد الخروج من هنا. لا ، لا ، هذه هي نهايتنا ، بل إنه يبدو أنه لا يوجد أم على الاطلاق.
فاحتج التوأم الآخر على شقيقه: لا لابد أن تكون حياة. فلأي سبب آخر جئنا الى هذا العالم؟ وكيف لا نبقى أحياء؟

فرد عليه التوأم الأول: خبرني ، هل رأيت أمنا ولو مرة واحدة؟ يبدو أنها تحيا فقط في تصورنا. وبهذا نكون نحن الذين اخترعنا هذه الفكرة لعلها تجعلنا سعداء.

وهكذا كانت الأيام الأخيرة في الرحم مليئة بالتساؤلات العميقة والخوف الشديد من الخروج.

وأخيرا ، حلت لحظة الولادة ولما أنتقل التوأمان من عالمهما المظلم هذا ، فتحا أعينهما وصرخا من الفرحة ، إذ شاهدا أحلامهما تتحقق بأجمل مما تصورا.

الكتاب المقدس يقول لنا: ان هذا العالم هو بمثابة الرحم الذي سيلدنا الى العالم الجديد او الدهر الجديد او الحياة الجديدة. وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ ، وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. وَلكِنْ شُكْراً للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 1كورنثوس15: 54-57.

حياتنا الارضية في هذا الجسد هي فرصه لنأخذ لنفسنا نصيباً شخصياً مما تممه السيد المسيح في شخصه فيتحول الى مجد أسمه القدوس. والقديس بطرس التلميذ حين رأى لمحة من مجد المسيح في التجلي ، كاد يفقد صوابه من رهبة ما رأى ، حتى انه لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذْ كَانُوا مُرْتَعِبِينَ ، هو والقديس يعقوب ويوحنا. مرقس 6:9.

اتحادنا بالمسيح. أَنَا فِي أَبِي، وَأَنْتُمْ فِيَّ، وَأَنَا فِيكُمْ. يوحنا 20:14.

قال يسوع: وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر

متى28: 20

شامل يعقوب المختار

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …