تامل بمناسبة الصوم واسبوع الآلام..بقلم نزار كوركيس

تامل بمناسبة الصوم واسبوع الآلام

“واذا صمتم فلا تكونوا عابسين مثل المرائين،فإذا صمت فاغسل وجهك وأدهن شعرك “متى ص6 -16
ان اول وصية أوصى بها الله ابوينا الأولين أدم وحواء كانت الصوم، وذلك بان اوصاهما بان لا يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر اي “نهاهما عن الأكل “.وكان قصد الله من هذه  الوصية
الطاعة له ولوصاياه وتعاليمه اكثر من حرمانهما من الأكل، ولكن للأسف خالف ادم وحواء وصية الله ولم يطيعانه اي خالفا ولم يصوما بل على العكس اكلا من تلك الشجرة وجرى على الخليقة “البشرية “ماجرى من جراء عدم الطاعة لوصايا الله وتعاليمه،واستمرت البشرية من ذلك اليوم بالعصيان وعدم السماع لكلمة الله.
وعندما جاء الرب يسوع المسيح له كل المجد صام هو أيضا أربعين يوماً وأربعين ليلة ليبين لنا ما للصوم من أهمية في نظر الله. وذلك عندما اقتاده الروح القدس الى البرية ليصوم ويجرب من إبليس “الشيطان “،وكانت الغلبة والنصر للرب يسوع المسيح وذلك بطاعته لوصايا الله أبيه وتعاليمه، حيث كان إبليس يسأل الرب يسوع أسئلة وكان يسوع يرد عليه ويجاوبه على اسئلته من الكتاب المقدس “الإنجيل “اي كلام الوحي الإلهي، اي كان يستعين الرب يسوع المسيح بكلام الله على عكس ابوينا آدم وحواء اللذين خسرا المعركة مع ابليس، لذلك كان النصر للرب يسوع المسيح، والهزيمة والخزي لابليس وانتهت المعركة بهروب ابليس وتركه ليسوع.
ولتاكيد ما للصوم من أهمية أيضاً عندما جاء التلاميذ يسألون الرب يسوع المسيح له المجد عن عدم مقدرتهم إخراج نوع من الشياطين. ،كان جواب الرب يسوع المسيح لهم بان هذا النوع من الشياطين لا يخرج إلا بالصوم والصلاة
وهنا أصبح واضح لدينا اهمية الصوم والصلاة في كل المجالات، وهذا أيضاً ماعلمنا إياه الأنبياء وابائنا واجدادنا واهلنا القدماء
حسن هو يااحبائي ان نحرم أنفسنا واجسادنا من الطعام والشراب وإلى آخره من مشتهيات ومغريات هذا العالم
ولكن المعنى الحقيقي للصوم يكمن في مدى طاعتنا لوصايا الله وتعاليمه وذلك في تطبيقها في حياتنا اليومية بين أهلنا واحبائنا واصدقائنا وزملائنا في اي زمان ومكان. وذلك باجتنابنا عمل الخطيئة وذلك بالتوبة الحقيقية ونبذ وترك كل ما من شأنه يسيء ويخالف اوامر الله ووصاياه، اي بتغيير سيرتنا وسلوكنا من ماهو سلبي الى ما هو إيجابي وفي كل شيء. لنكون أبناء حقيقيين لله تبارك اسمه وذلك بمحبتنا لبعضنا البعض وبمسامحتنا وغفراننا لبعضنا البعض عندما نطلب ويطلب منا المسامحة والغفران، لنستحق ان نكون أبناء الله والملكوت بكل ما للكلمة من معنى وجديرين بهذا الاسم لنسمع مقولة الرب يسوع المسيح  تعالوا يامباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.
اي العمل بما يرضي الله فقط، وليكون أيضاً صومنا وصلاتنا حقيقيين نابعين من قلوب نقية وصادقة في نظر الله لنكون كاملين ومرضيين عند الله، ومستعدين لإستقبال القيامة المجيدة المباركة احسن استقبال وذلك بفرح وسرور عظيمين ونعلن الغلبة والنصر على الخطيئة والموت بربنا يسوع المسيح له كل البركة والمجد

وإلهنا المجد الدائم الى الابد آمين

بقلم نزار كوركيس

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

قراءات الاحد الثاني بعد الميلاد

الخروج 2 : 1 – 10 وتزوج رجل من نسل لاوي بابنة أحد اللاويين فحبلت …