برنامج صلاة فرق الوردیة لشھري تموز وآب 2018 العدد 433

تأمل في نصوص الإنجیل برفقة العذراء مریم
برنامج صلاة فرق الوردیة لشھري تموز وآب 2018 العدد 433
موضوع تأملنا السنوي اعتبارا من شھر أیلول 2017 ولغایة شھر آب 2018 ھو:
“فرح الخلاص”
الإفتتاحیة الخاصة بفرق صلاة الوردیة ـ التنظیم الدولي
الصعود نـحـو الفـرح
منذ بضعة أسابیع احتفلنا بعید الصعود، وھناك شاھدنا الملائكة یدعـون الرسل لكي لا یبقوا واقفین ینظرون إلى السماء. إننا أمام مشھدٍ مغایر ونحن نـمـ ُّر بأیام شھري
ّ تموز و ل مسؤولیة تسلق الجبال لنبلغ قـمـم
لى ونتحمـ
ّ آب. علینا ْ ان ننظر إلى العـ ـھا الشامخة … ا نصعد. ُ
فإلى ھناك ھیـ
ً ـ سنجد أنفسنا انـنــا في المكان المناسب، وذي الامتیاز للقاء الر ِّب. یوم عـید التجلي، وقف الر ّب یسوع
عندما نكون على الأرض، فوق الأراضي المرتفعة ـ كالجبال مثلا
على جبل طابور محا وا مجده البھي الذي بھرھم وساعدھم لیجتازوا مرحلة الخوف والرھبة التي مــ ّروا بھا خلال ساعات آلام ًطا بثلاثة من تلامیذه الذین اختارھم لیشاھد
ِ َع حـٌد لحیاة معلمھم.
یسوع وعـذاباتھ التي انتھت بموتھ ووضعھ في القبر. ھكذا ُوضـ
ّ على نف
ّ لم یكن تصرف مریم مخالف ق طرق جبل الكرمل الضیقة والملتویة لنصل إلیھا ونرجو شفاعتھا، ًا لما فعلھ ابنھا. إننا سوف لن نستطیع ْ أن نجدھا إلا
ًا علینا ْ أن نتسلـ
س العلو. إذ
حینئذٍ سیكون الزمن قـد وصل بنا أواسط شھر آب أي یوم احتفالنا بعید أنتقالھا إلى السماء بالنفس والجسد.
یومذأك سوف نتأكـ على قمم الجبال الشامخة لن تبلغ البتة علو السماء. لذا یجب علینا أنْ نواصل الصعـود رافعین أنظارنا نحو ّد أننا لسنا مدعوین لنبقى على الأرض. وسنلاحظ ْ أن أ
السماء التي لأجلھا ُخلـقـنا، ومن أجلھا أی ًضا تحتفظ قلوبنا باشتیا ثیب لا یمكن وصفھ وتصّوره. ٍق ك
ّ عـلـ الة لتـرتفع ّ لھذا السبب یجب علینا خلال أیام شھري تـمـوز وآب ْ أن ُنركـ ظارنا على ما یفوق علو القمم الشامخة أ ْي إلى السماء! لننتبھ لما ُتـ منا الطقوس الكنسیة الواسطة ّز أن
الفـعـ
لى حیث الفرح الذي لا حدود لھ.
ُ
بنا نحو العـ
ھناك سنشارك الملائكة فرحھم عندما سیشاھدون العذراء مریم مرفوعة بمجد عظیم یوم عید انـتـقالھا إلى السماء بالنفس والجسد. مـع الجند السماویین سنحتفل بتكلیل
العذراء مریم لتكون ملكة السماء والأرض وسنختتم كذلك أیام شھر آب.
نظ ًرا لكثرة المناسبات التي ُیمكننا خلالھا ان نشارك السماء أفراحھا، فعلینا د ًوما ْ أن نتجھ بأنظارنا وعقولنا نحوھا. فإلى ھناك والفرح السماوي یلفنا!
الأخ والأب الراھب الدومنیكي
Louis-Marie Ariño-Durand
المرشد الدولي العـام
2
ً ثـ َّم ل لندرك
نؤمن أولا
شھادة تـ كلود – ُقـّدمھا ماري
تدعـونا الطقـوس الكنسیة الخاصة بشھر حزیران للاقتراب أكثر من قلب یسوع الأقدس وقلب سیدتنا العذراء مریم المحبول بھا بلا دنس أصلي. یتمیز
شھر حزیران من كل سنة بكونھ تقلیدًیا شھر المناسبات والأفراح كالراسمات الكھنوتیة والمناولة الأولى والزیجات ومھرجانات النشاطات الدینیة
المسیحیة والانتماء إلیھا. في أدناه ستجدون اعزاءنا شھادة أخویة تخ ُّص من یواجھون معّوقات دائمة ـــ لأسباب مختلفة ــــ تمنعھم من قبول الأسرار وخاصة سّر القربان المقدس
الغذاء الروحي ا ُ لمحي للنفس والجسد.
موضوع ھذه المعّوقات موضوع محزن ومقلق للكنیسة جمعاء وعلى وجھ الخصوص الأكلیروس باعتبارھم المسؤولین عن تنشیط العلاقة بین المؤمنین والله الكلي القداسة. وفي الوقت
ذاتھ ُیشكل ھذا الموضوع فقرة رئیسیة في جدول أعمال اجتماعات أولئك المسؤولین ونقاشاتھم الرسمیة. ما یھمنا في الأمر لیس فقط المشاركة وتقدیم المقترحات: حیث ھناك من ھو
مع المقترح ویقبلھ ومن ھو ضـده ویرفضھ. وھناك أی ًضا ـــ علینا أن نقول بكل صراحة ـــ أن ھناك من لھ “رأي استھزاء” بسبب الإحباط الذي یجده بین أعضاء عائلتھ أو أصدقائھ
الكاثولیك المتحمسین، رغم أنھ في غالب الأحیان من المتحملین المسؤولیة شخصًیا، ّ أما السبب الأساس لھذا الموقف ھو عـدم الذھاب إلى الكنیسة والاشتراك في قبول الأسرار
المقدسة.
برعایة العائلة المقدسة وتحت أنظارھا الحنونة، ودون أي تردد، یسرني أنْ أقدم لكم الشھادة التالیة:
كثی ًرا ما تظھر المناقشات العلنیة َّ أن قضیة معّوقات الاقتراب من تناول القربان المقّدس قضیة شخصیة صرفة للغایة ولمناقشة موضوعھا علاقة بإرادة الله، لا أَّنھا استجابة لحاجة ماسة
ان ناقصة. إنَّ ارادة الله ھي التي تخلق الفراغ الذي یؤدي إلى الاھتداء و
یح ُّث على فتح طری التقارب والتقاء قلب المؤمن بقلب المسیح ضمن فضاء الفراغ ٍق إیم ٍ
المخلوق والذي لا یمكن لأحد السیر فیھ سوى الله وحده. عند ذلك ستكون المواجھة لسوأل آخر ھو: من ھو ذلك الإلھ الذي یؤمن بھ المؤمن المعني بالموضوع؟
وھل ھو الإلھ الذي یبحث عنھ ذلك المؤمن؟
موضوع شخصي بحت، لھ وق ُع عظی م أثـ ٌر كبیر وخاصة ُم إذ الموضوع، ھو ، وسیكون لھ القدرة لرفع ولمغفرة الذنوب. لمرافقة الكنیسة لھذا الحدث المھ ًا ھذا
عن النقاط الدقیقة الراصدة التي تـنیرھا أضواء ضعیفة موضوعة على امتداد طریق الإیمان: قد تكون ُ وحیة التي تمكـن من التمیز والتدقیق في البحث ّ المرافقة الر
ھذه الأنوار نتیجة لتأثیر نظرة عابرة أو كلمة بسیطة، أو حركة أو اشارة بسیطة، أو تصرف أخوي رحیم. یخبرنا القدیس “ھیلیر” في تعلیقھ على شروحات
ً: “كثیرة ھي الطرق الى ال
ر ّب، إضافة إلى أنـھ ھو نفسھ الطریق”. عدا ذلك الر ّب یسوع المسیح ھو نفسھ أی ًضا كلمة الله. وكلما اقترب منھ َّ المزمور 127 قائلا
المؤمن أكثر، كلما قوي برھان الفعالیة المنتظرة، ویزداد تأثیرھا ھذا لیكّون شھادة واضحة لحضور الله الفعلي في الأحداث والتطورات.
ُعـطي نعمة الروح القدس جرأة ثابتة، وارادة راسخة تھدف التكامل التام ضمن أحضان الكنیسة،
عندئذٍ سیصبح العماذ الذي نالھ المؤمن ذو فعالیة اقوى، وستـ
ّم والتـعـلیم.
لـ
َ
وللدفاع عنھا، وإلى التعاون مع الآخرین في میادین الخدمة والتعـ
3
ستتوضح معالم ارادة الله ھذه وستتعـزز بالمشاركة الفعلیة أي حضور الذبیحة الإلھیة التي فیھا یدعـو الر ّب یسوع المسیح جمیع المؤمنین ودون تمیز
بین ھذا وذاك.
طالما نحن مدعـوون، علینا ْ أن نكون منتبھین ومصغیین لكلام الله الذي غالًبا ما نحفظھ على ظھر قلوبنا ونستطیع أن نردده على شفاھنا بسھولة
ّ “وبأسلوب شبھ میكانیكي”. منذ التحیة الافتتاحیة الم رنا بنعم الرب یسوع
تبادلة في بدایة الذبیحة الإلھیة، سنجد الكلمات التي نرددھا على الفور ُتذكـ
ومحبة الآب وشركة الروح القدس.
وبعـد أنْ جاءت لحظات تقدیس التقدمات وأصبحت جسد ودم الرب یسوع الفعلي، سیحین وقت الدعوة للتقدّ م للتناول حسب الطقوس المرعیة.
ان راسخ ـــ وھو نفس الإیمان الذي
ذ یقول: “طوبى للمدعوین لھذه الولیمة”؛ علینا عندئٍذ التقدم بكل إیم ٍ
عندما سنسمع الكاھن ُیبشرنا بسعادة سننالھا عند تناولنا القربان المقدس إْ
َّ یجب علینا ْ أن نطلبھ یومًیا ـــ نحو الكاھن الذي یوزع القربان. الآن علینا ْ أن نتذكـ ھ یجب على الذي یقترب إلى الله ْ أن یؤمن ّر ما قالھ الرسو
ل بولس: “بغیر الإیمان یستحیل رضا الله لأنـ
بأنھ موجود وأنـ 11 :6 (عند الإقتراب للتناول، یجب أنْ تكون الأذرع بشكل صلیب على القلب/الصدر بكل خشوع وتواضع، متذكرین َّھ ُیجازي الذین یبتغـونھ” (رسالتھ إلى العبرانیین
العذراء مریم المتواضعة من أعماق قلبھا أثناء لحظات تبشیرھا بحبلھا الإلھي العجیب. لنخطو خطواتنا برفقة مربم شفیعتنا الدائمة أمام ابنھا. لنتذكرھا تقول لابنھا الذي حضر معھا
ذًة بفی ٍض وغزارة غیر متوقعة وكأنھا رحیق أزھار لم یحلم أحد أنْ یتلذذ بمذاقھا! حقیقة سّر
ّر یسوع للمدعوین خم ًرا لذیً
حفلة الزواج في قانا الجلیل: “لم یبقى لھم خـمـر”. للحال وفـ
توفر تلك الخمر لم یكن لیعرفھا أحـدٌ من المدعوین سوى العذراء وخـدم الحفلة الوحیدین الذین علموا بنفاذ الخمر.
وأنت، صدیقي / وصدیقتي اللذان تدافعان عن مصلحة اخوتك وأخواتكِ علیكم عند تناولكم حسب الطقوس الموضوعة ْ أن ُتح ّضـروا قلوبكم وتجعلوا من أذرعكم التي على شكل صلیب
“عر ًشا لملككم”. لا تنسوا عند تناولكم السري ھذا ْ أن تذكروا كل الذین لا یستطیعـون التناول بسبب معـّوقاتھ. مشاركتكم لھؤلاء روحًیا تعادل لا بل تفوق قیمة كل النقاشات ورفع الدروع
الحامیة للصدور التي ھي نفسھا بمثابة ُمعـّوقات.
ما ُیعـّول علیھ ھو التعلیم الذي جاء في إنجیل متى الاصحاح 6 العدد 4 الذي یقول: “لتكن صدقتَكم/ أعـمالكم الصالحة في الخفیة، وأبو َكم الذي یرى في الخفیة ھو ُیجازیكم”.
ا
لنصلي معـ فـرح الخـلاص ً
لنتأمل أی ًضا في الس ّر الرابع من أسرار المجد: انتقال العذراء مریم إلى السماء بالنفس والجسد
1 مسؤول الفرقة أو الشخص الذي یستضیف اعضاء الفرقة في بیتھ.
2 القارئ الأول 3 القارئ الثاني م المرتل الذي یبدأ الألحان ج الجمیع سویة –
– ماري ـ كلود پـیــس
إیـپـــاریشیة نـیـس
4
1 َّ ان التعلیم الإنجیلي الذي سنصغي إلیھ والخاص بشھري تموز وآب من ھذا العام ھو: ن ٌص مأخوذ من سفر رؤیا یوحنا الاصحاح 19 الأعداد 1ـ9 مع ت ّ أمل في
الس ّر الرابع من أسرار المجد/ انتقال العذراء مریم إلى السماء بالنفس والجسد. ھذا الن ّص وھذا الت أملنا السنوي الذي كان بعنوان ّ أمل سیساعـداننا لنصلي ولنختتم ت
“فــرح الخلاص”.
ًا شدیًدا ـ
ّ
ّھ حب
ُحب
ُحـ ّدثنا عن مشاھدة الرائي ـ أي یوحنا الرسول الذي كان یسوع ی
ُعلن س َّر الإنتقال. حیث ی
یكشف لنا سفر الرؤیا المرحلة النھائیة من الخلاص كما أنھ ب
ً دون انقطاع برنین خلاب وممجدة قائلة: ” ـلـویـــــا”
ھل . ّ لجماھیر غفیرة ترنم من شدة فرحھا لمشاركتھا في ولیمة الحمل منشدة
2 ھا إننا مجتمعـون بفرح مرة أخرى في دار أحد أعضاء فرقتنا لنصلي برنامج صلاتنا الشھریة، راجین من الر ّب إلھنا البركة لھذه الدار وساكنیھا الذین استقبلونا
بترحاب ومحبة.
ِ َعـت وانتقلت إلى السماء بالنفس والجسد، مشتركین في الإصغاء إلى كلام الله طالبین الشفاعة ممجدین الله ومشاركین
3 إننا سنعیش ھذه الفترة من الوقت برفقة العذراء مریم التي ُرفـ
ُربھ.
الأحیاء الذین ھم قـ
3 یا لسعادتنا الغیر المحدودة لأننا بین المدعوین للمشاركة في ولیمة الحمل. لنبدأ صلاتنا الاحتفالیة بتمجیدنا الله قائلین ثلاث مرات: “قدوس أن َت یا ر ّب”، ثَّم لنواصل الصلاة قائلین:
م و ج باسم الآب والابن والروح القدس، آمین.
صلاة إلى الروح القدس
ـ َّم أیھا الروح القدوس، وثـبـ ْت في أعماقنا فرحك و َ سلامك، بحیث تجعل قلوبنا تشترك مع الأحیاء ال
5
ّ م و ج حبك یا مریم غـا م كـونـي أمـنـا (ان ِت عذراء أن ِت أمنا)
ـنــا یا أ َّم ا ُ لمعـظـ
یـة الـمـ X 2ُ
ابنك أوصاكِ بنا في الصلیب أعطانا إیـاكِ في شخص الحبیب (انتِ عذراء أنتِ أمنا) X2
1 یا مریم، یا َمن انتقلت إلى اعالي السماوات، نرج ِوك أن َتھبینا د ًوما الرغبة، لنذھب للقاء الرب إلھنا ولنعیش في فضاء محبتھ الغزیرة.
لنصغ (فصل من سفر رؤیـا یوحنا الاصحاح 19 العدد 1ـ9 ٍ (لكلام الله
للویا! الخلاص والمجد والقدرة لإلھنا،
ٍ 1 1 كثیٍر في السماء یقول: “ھِّ
ٌ أحكامھ. دان البغ ِّي ا ُّلمشھرة (العاھرة) التي أفسدت ٍ لجمع
َس ِمـعـ ُت بعـد ذلك مثل صو ٍت عظیم 2 فح ٌّق وعـدل
للویا َد الدھور”. ِ الأرض ببغائھا، وانتقم عبیده”.
! ف َّ إن ُدخانھا یتصاعـد أبـ 4 فجثا الشیوخ الاربعة والعشرون والحیوانات الأربعة ساجدین & الجالس َ منھا لدم 3 وقالوا مرة ثانیة: “ھِّ
ّقـونـھ من صغا ٍر وكبار”. ِّلویا”
على العرش وقالوا: “آمین! ھل 5 وخرج من العرش صوت یقول: “سِّبحوا إلھنا، یا جمیع عبیده الذین یـتـ
ٍ 2 6 كثیٍر ومثل خریر میا ٍه غزیرة
للویا! َّلأن الر َّب إلھنا القدیر قـد م َ لك. 7 لنفرح ونبتھج جد الله ْ ُت مثل صوت جمع
ِـعـ ومثل دو ِّي رعوٍد شدیدٍة یقول: “ھِّ
ُ ! ولُنـمـ رس َ و َسمـ
، فقد حان عـ
ّ الحمل، وعرو ُسھ قـد تزیـ 8 ان الناعم ھو أعمـال البـ ّر التي یقوم بھا القدیسون. ّنت
ًا خال ًصا”. ف َّ إن الكتـ
ُ و ُخ 9 وقال لي الملاك: ” ْب: طوبى للمدعوین إلى ّولت أن تلبس كّتاًنا بـ ّراق
ُكتـ
أ
ھذ الكلا ُم كلا ُم “. لیمة عـ الله حـ ٌّق ُ و ر ِس الحمل”. وقال لي : ”
ّل بصمت وھـدوء ولـ لحظات قلیلات ھذا الاستحضار السماوي المدھش.
3 لنتأمـ
انعكاسات وتأثیر ھذا السر
َّھ ُیـلقي نظرة عن عالم المستقبل وتنعكس انواره على ما لا یزال ُیحي البشریة في
ـتـب بأسلوب الرموز، إنـ
ُ
1ُ یعَتَبر سفر رؤیا یوحنا آخر أسفار الكتاب المقدس. فقد كـ
َّھ
مختلف أرجاء العالم. إَّنھ ُیـرینا العالم وقـد ُسلـ ا ُتشیر أی ًضا إلى العالم الفاسد الذي ُیرمـز إلیھ بــ ّم إلى أیدي قوى الشر التي ُیعـ ّرفھا بــ “ا ُ لم َّشھرة” أي العاھرة. كما أنـ
“مدینة بابل” التي تجاھلت الله واحتقرت الضعفاء الذین ُیسمیھم الصغار، واضطھدت المؤمنین.
یأتي ذكر مدینة بابل الجدیدة والعظیمة ثانیة، في الفترة التي عاش فیھا المسیحیون الأولون، ولكن كإشارة إلى الامبراطوریة الرومانیة التي امتدت حـدود أراضیھا
ِّ براطور الروماني “نیرون” عـدًوا لدوًدا وطاغیة رھیبة الشعوب التي سیطرت علیھا. كان الام
لتحیط البحر الأبیض المتوسط التي فرضت ثقـافتھا الوثنیة على كل
للمسیحیین.
نا سفر الرؤیا بخراب قادم المخیمان على أجوائھ. من جھة أخرى سیتمتع المسیحیون الذین بقوا أمینین لعقیدتھم ٍ ُیـنـبـُئ سیحـل بالعالم ی ًوما ما، بسبب الظلم والطغیان
بفرح ریم وجمھرة الملائكة والقدیسین. لحـــن قد نلتِ مریم ٍ عظیم في السماء نالوه لثباتھم في إیمانھم. بحسب الطقوس السماویة سیحتفل شھداء الإیمان بانتصار المسیح مع العذراء م
لى
ُ
العـ
6
َّ السماوات
ُ وم و ج ك رجـا ومـلا كـل
لى نجـو ِت من دار البلى رحیلـ
ُ
قـد نل ِت مریم العـ
ِم بخیر نغـمات
ملائك اب ِ نك العـظـیـم قد ھبطوا من النعـیم أتـ ِوك بالعـ ِّز الفخـ
ُـرب
2 سیكون الأحیاء في السماء مجتمعین مع بعضھم وھم ُیحیطون بالحمل المنتصر الذي ُیشیر إلى المسیح الذي مات وقـام من بین الأموات. بالق
منھ، سیقف الشیوخ الأربعة والعشرون الذین یرمزون إلى أسباط اسرائیل الاثني عشر وإلى الرسل الاثني عشر أی ًضا. ھناك أی ًضا جمھو ٌر غفیٌر لا
ً
ھـلـ بینما یملأ الفرح الصاخب القلوب. ِّ یـ : ” لویــأ” ًعـّد ولا ُیحصى ُیرنم بصو ٍت عا ٍل قائلا
قا خال ًصا بعـد ْ أن تبّررت بتضحیة یسوع بذاتھ. بھذا أنجز عھد المسیح الجدید
ّھا التي توصف بالعروس التي ُخـّول ْت أن تلبس كتـاًنا بـ ّرا ً
ُرس الحمل، ُتشا ُرك فیھ البشریة كلـ
َّھ عـ
3 إنـ
والأبـدي الذي قطعھ مع شعـبھ بعد أنْ اشتراه بدمھ الثمین الذي سال على خشبة الصلیب.
1 في ھذا المشھد من سفر الرؤیا لا یـرد بوضوح ذكٌر للبتول العذراء مریم. لكن لو واصلنا قراءة النصوص سنجد في الاصحاح الثاني عشر ذكـ ًرا لامرأة ُحـبـلى تكاد ْ ان تضع طفلھا
ویھددھا تنین مرعـب بابتلاع الطفل حال ولادتھ. بعد ولادة الطفل المنتظر. خطف التنین الطفل بعد ولادتھ وأخذه إلى حضرة الله، وھربت المرأة إلى البریة. ھذا الن ّص إشارة واضحة إلى
لـعـت البشریة من براثین الموت الأبـدي و ُرفـعـت إلى السماء بمجد إلھي. تـتـمـة لحن قد نلت مریم الُعلى
ُ
ُقتـ
سِّر الانتقـال. فمع مریم أ
ّ الخـلـیـقـات
ِع وقـدر مـجـ ِدك ُرفــــــــــــع حـتـى لأمـ ِرك خـضع كل
م و ج في رأ ِسك تا ًجا ُوضـ
كـل اللغـات والشعـوب لمد ِحك ُتـنشيء الضروب تھنا بوص ِفك القلوب بـكـل الكرامات
ّدا لمجرى
فا خفیا مضاً
ّخذ القدیس یوحنا موقً
َّھ یشھد ْ أن ھذه الأقوال حقیقیة. بھذا یتـ
2 القدیس یوحنا ھنا ھو شاھد عـیان لكل الأقوال التي سمعھا والمنقولة عما قالھ الله ذاتھ. إنـ
الغنوصیة الذي ینشر نبوءات خاطئة تھدد بتخریب إیمان الكنیسة.
3 لا ُیمكننا الوصول إلى الخلاص ونیلھ من خلال معرفة سّریة وخفیة. بالإیمان بالمسیح فقط یمكننا تحقیق ذلك استنادً ا على ما جاء في الأناجیل المنقولة عن الرسل. تحقـق الخلاص
بفـعـل نـفـ بموتھ وقیامتھ ومن خلالھ استردّ البشر كلھم بعد غفران خطایاھم. ّذه یسوع
ّق المصالحة بین الله والبشر. السماء ھي المكان الذي فیھ سیتحقق
1 ینتھي تاریخ البشریة باللقاء البـھـیج بیسوع القائم من بین الأموات الغافـر للخطایا والذي حقـ
ُ تـتـمـ د لى ّ للبشر وجودھم التام بعد قیامة أجسادھم الروحانیة. ة لحن قـ
نل ِت مریم العـ
م و ج یـا لـیـتـنا یـ ًومـا نـرى اكــلـیــلــك الــمــوقـــرا بین الصفوف الأبـھـرا فـوق الـبـتـولات
یدعوكِ قلبنا الجـزوع نحن بني وادي الدموع لكـي نراكِ مـع یسوع في خـلد نعـمات
كنیسة رقاد مریم العذراء في اورشلیم
7
انعكاسات ھذا السر على حیاتنا
2 لا زال عالمنا تحت سیطرة قوى الشَّر. ففي بعض البلدان والدول لا زال المسیحیون مھمشین ومضطھدین. لـذا تـذّكـر الكنیسة د ًوما في طقـوسھا
ّد رجاءھا في تحقـق وعـود الرب یسوع المسیح.
وصلواتھا الیومیة ھؤلاء المسیحیین وتشاركھم آلامھم ومعناتھم روحًیا وتؤكـ
ا الصلاة
ّ
ّھم ووضعھا أمام الله الجالس على عرشھ السماوي. كثیرة ھي النیات التي ُطلب منـ
ا رفـع كل طلباتنا ورجاء البشر كلـ
ّ
3 في نصوص صلاة خاصة لطلب الشفاعة، ُیطلب منـ
ا ولنكن متعاونین في میدان الصلاة.
ّ
لأجلھأ. لنكن أمناء تجاه ما ُطلب منـ
1 تمجید الله وطلب الشفاعة أمران متلازمان غـیر قابلي الفصل عن بعضھما. فالأفضل أنْ یكون اعـداده والقیام بتقدیمھ بجعل قلوبنا مملوءة بالرجاء. بذلك ستتوفر الفرصة لھـما
لشفاھنا ْ أن تـتـفـتـح لاستقبال محبة الله، كما أنھا ستغذي رجاءنا وستؤدي بنا إلى فرح لحن نشكر ونسجد یا خالقنا إلى اسمك … ٍ و عمیق الجذور.
– م و ج نشكر ونسجد یا خالقنا إلى اسمك كـونـك أعـطـیـت لـنـا ھـذا سَّرك
دائم نطلب لا تجعلنا بعیدین عـنك بل اعـطینا كما وھبت إلى رسلك
ُقـّدم ذبیحة
ً والذي بھ نستطیع رفـعـھ إلى العـ َّزة الإلھیة، ھـو تمجیدنا لسَّر القربان المقدس، َّلأن من خلال الرب یسوع الحاضر فعـلًیا فیھ تقدر الكنیسة أن تـ
2 َّ إن تمجید الله الأكثر كمالا
ِّ الغزیرة التي أنعم بھا على البشریة جمعاء (راجع التعلیم المسیحي الخاص بالكنیسة الكاثولیكیة الـبـنـد 1359 (الخیرات
تمجیٍدھا وشكرھا , عن كل

3 القربان المقدس ولیمة روحیة أرضیة وھـي رمز للولیمة السماویة التي ستكون في آخر الأزمنة واع ٌ ـلان لھا. قبل التناول، ُیعلن الكاھن المحتفل بالذبیحة السریة الإلھیة قائلا
ً “طوبى للمدعوین الى ولیمة الر ّب …” . بعـ ٌض من الكھنة ُیفـضـلون ْ أن یقولوا: ” ا
ُرس الحمل”. ھذا المقطع من صلاة الكاھن: ن ٌّص مأخوذ حرفـیـ
سعـدا ٌء ھـم الذین ُدعـوا للاحتفال بـعـ
من بین نصوص سفر الرؤیا الموحى بھ للقدیس یوحنا.
ُفسح المجال لنا من خلالھ لیكون لنا حصة في
1 یجب علینا عندما نشترك في تناول القربان المقدس ْ أن نؤمن بثقة تامة َّ أن ملكوت الله یقترب و َّ أن الر َّب یسوع المسیح حاضٌر بیننا ویـ
حیاتھ الإلھیة.
1 لنتأمل الآن في ھذه الأفكار لبعض اللحظات.
َّ الجـیاع والعـطشانـیـن
م و ج الرب قـد قـال في إنجیلھ یا مؤمنین تعـالـوا یا كـل
من یأكلني ویشرب دمي حقـا یقین قـط لا یجوع ولا یعطش في كل حین
َّھ خاطئ، لكنھ رغم ذلك
2 قبل التناول یشترك الحاضرون في صلاة تقول ما معناه: “یا ر ّب لس ُت مستحقا ْ أن أستقبلك …” معنى ھذه العبارة اعترا ٌف المؤمن العلني بأنـ
فھو مدعـو لتناول القربان المقدس؛ و َّ ان الجمیع سیجتمعون ی ًوما في السماء حول مائدة ولیمة الحمل.
8
ّ أن ھناك آخرون قد لا یحضرون البتة
َّ البشر، وحضور الكثیرین منھم قـد یكون حضو ٌر عرضي، و ً
3 إننا نعلم جیـًدا رغم ذلك َّ أن سّر القربان المقدس لا یجمع كل
للاشتراك في الذبیحة الإلھیة أو قـد یشعرون أنھم غیر مستحقین المشاركة. لكل ھؤلاء نقول: “المشاركة في الذبیحة الإلھیة دعوة لعـمل مؤسس على الفطنة
والبصیرة الثاقبة”.
1 فھل نحن نعیش حسب روح الإنجیل وتعالیمھ القویمة؟ وكیف ھو استقبالنا للأشخاص المتألمین ضمن إطار فرقتنا ھـذه؟ وكیف نظھر رجاءنا في ما یعني
ّ ملكوت الله ا مكاًنا مناسًبا في قلبنا أو
ا، ھل ُنعطي لكل فرد منـ
؟ ھـذا بغض النظر عـن خط مسیرتنا الحیاتیة الخأصة بكل واحد منـ في سیاق محادثاتنا وتصّرفاتنا؟ َّ
م و ج ھـذا القـربان مـن یأخـذه في الإیمان ینال فیھ نعـمة ورحـمة وأی ًضا غـفران.
من یأخذه بالخطایا وما یكون ندمان ُیھلك نفسھ مع الأشرار بـ بحر النیران
ّد
صلاة نـ بھا الله ونطلب بھا شفاعة امنا العذراء مریم ُمجـ
2 المجد لك یا رب، إلھ الكون لتحضیرك لنا الارض والسماء الجدیدتین في آخر الأزمنة.
م و ج َ لك المجد والثناء إلى أبد الآبدین.
ّھا.
َّ َك وھبت لنا ابنك یسوع الذي ضحـى بحیاتھ من أجل خلاص البشریة كلـ
3 المجد لك یا رب، إلھ الكون لأنـ
م و ج َ لك المجد والثناء إلى أبد الآبدین.
َّ َك وھبتنا الروح القدس الذي یـدفعنا لننشد َ لك د ًوما ونرنم أیات الشكر دون توقف.
1 المجد لك یا رب، إلھ الكون لأنـ
م و ج َ لك المجد والثناء إلى أبد الآبدین.
2 إننا نتحـد یا ربنا وإلھنا مع جمیع اخوتنا في البشریة لنصلي إل َ یك قائلین :
م و ج “أبانا الذي في السموات، لیتقدس اسمك، لیاتِ ملكوتك لتكن مشیئتك كما في السماء كذلك على الأرض أعـطنا خبزنا كفافنا الیوم واغفر لنا خطایانا كما نغفر
نحن أی ًضا لمن أخطأ إلینا ولا َتدعـنا ندخل في التجربة لكن نجینا من الشریر آمین”.
3 أیتھا البتول القدیسة مریم، عندما نحتفل بعید الانتقال نت ّأمـل بسر رفع جسدك الطاھر إلى السماء الذي ھو بمثابة تمھید لتجلـینا نحن أی ًضا، لذا نرجو عـونك كیما لا
نسأم من الصلاة قائلین :
9
م و ج “السلام عل ِ یك یا مریم، یا ممتلئة نعـمة الر ُّب م ٍعك مباركة أن ِت في النساء، ویسوع ثمرة بطنك الذي رفـعـك بمجد إلى السماء مبا ٌرك، یا قدیسة مریم، یا
والدة الله، صلـ طأة الآن وفي ساعة موتنا آمین “. ّي لأجلنا نحن الخ
1 یا مریم، یا أ َّم الحنان الوالدي، إننا نصلي إلیكٍ ونرجو شفاعتك أمام الرب إلھنا من أجل اھتداء كل الذین یعیشون في إیمان قلق ومن أجل شفاء المرضى ولینال
المدنفون الرحمة والعون والمغفرة، ولیمنحھم حضورك جمیًعا في مسیرة حیاتھم الثقة والشجاعة والإیمان الراسخ ومحبة حقیقیة / الذي محبتھ للبشر غیر
محدودة.
م و ج “السلام عل ِ یك یا مریم، یا ممتلئة نعـمة الر ُّب م ٍعك مباركة أن ِت في النساء، ویسوع ثمرة بطنك الذي رفـعـك بمجد إلى السماء مبا ٌرك، یا قدیسة مریم، یا
والدة الله، صلـ الخطأة الآن وفي ساعة موتنا آمین “. ّي لأجلنا نحن
2 یا مریم، یا ینبوع الرجاء الذي لا ینضب، إننا نصلـي إلیك ونرجو معونتك لاخوتنا المضطھدین، الذین یعیشون في خو ٍف دائم وای ًضا من أجل الأسرى والمعزولین ولتكن شفاعتك من
ً روحیة وجسدیة.
أجلھم عوًنا وتعـزیة
ّ م و ج “السلام علیكِ یا مریم، یا ممتلئة نعـمة الر ُّب م ٍعك مباركة أن ِت في النساء، ویسوع ي لأجلنا
ثمرة بطنك الذي رفعك بمجد إلى السماء مبا ٌرك، یا قدیسة مریم، یا والدة الله، صلـ
نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا آمین “.
لب منھ أن یصلي من أجلھا وعلى نیات الحبر الأعظم البابا
ُ
ا صلاة ما بقي من المرات العشرة من السلام الملائكي على نیاتھ الخاصة والنیات التي ُطـ
ّ
3 الآن لیكمل كل واحد منـ
فرنسیس ونیات الكنیسة جمعاء.
م و ج المجد للآب والابن والروح القدس، آمین.
ا البابا فرنسیس أن ُنصلي من أجلھا
ّ
النیات التي طلب منـ
1 لنصلي من أجل الكھنة منھوكي القوى من شدة التعب، والمتألمین بسبب حیاتھم الانفرادیة في سیاق حیاتھم الرعـویة، فیجدوا المعونة الروحیة والتعزیة
المشجعة من خلال الصداقة مع الرب ومع اخوتھم في الإیمان.
الة.
ّ
2 لنصلي أی ًضا من أجل ْ أن تكون القرارات الاقتصادیة والسیاسیة وسائل تجد بھا العوائل التي ھي كنز الأنسانیة الحمایة الضروریة والفعـ
مھامنا الرسولیة لشھري تموز وآب عام 2018
ذا شھوًدا حقیقیین للبشرى السارة بالخلاص. ولنكن
1 الاحتفال بعید انتقال العذراء إلى السماء ُیسبب للكنیسة المزید من النمو في الرجاء. إننا نعلم َّ أن لتاریخنا البشري معـنى. لنكن إً
لأخوتنا قـدوة لشجاعة ھادئة عند مواجھة الصعوبات.
10
ّة الأفعال الحسنة المزینة باطار القداسة.
لـ
ُ
ُرس الحمل، لذا یجب علینا أن نلبس حـ
2 إننا مدعوون منذ الآن إلى عـ
3 لنجعـل من فرقتنا ھذه علامة دلالة مشیرة إلى الملكوت السماوي الآتي؛ وذلك بمضاعفة روابط اھتماماتنا وارتباطاتنا وصداقاتنا.
م و ج ترنیمة الختام:
أبــنــاء أ كـنیسة السلام ٍّم أبــنــــــاء أ بالحب والوئام مـاجــــــــــدة ٍّم واحــــــــدة
شعارنا سا الملك للمسیح أشدو أناشید المـــدیـــح النصر للمسیح ٍم صریـح
فینا المسیح عامل ما دام في القلوب حب صحیح شامل في الیسر والخطوب (الردة)
بالحب أوصانا المسیح في لیلة العشاء سقانا من قلبٍ جریح محبة الإخاء (الردة)

لمن یرغب في مساعدة تنظیم فرق صلاة الوردیة ـ الفرع الدولي الاتصال بــ :
https://www.donnerenligne.fr/international-equpes-du-rosaire/faire-un-don
…………………………………………………………………

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …