طقوس ومراسيم دينية وعادات وتقاليد أعياد القيامة المجيد

  • مقدمة:
    قيامة الرب يسوع المسيح هي أساس الأيمان المسيحي، لقد قام يسوع من بين الأموات، كما قال الى تلاميذه: في اليوم الثالث سوف أقوم. لذلك نستطيع أن نثق أنه سيتحقق كل ما وعد به. وتثبت قيامته المجيدة بالجسد بأن الرب يسوع المسيح هو الحي، وأن نثق من أننا سنقوم معه لأنه قد قام حقاً قام، فليس للموت النهاية بل هناك حياة مستقبلية، القوة التي أعادت يسوع للحياة متاحة لنا لتعيد نفوسنا المائتة روحياً الى الحياة، وقيامته هي أساس شهادة كنيسة المسيح في العالم.
  • عيد القيامة من أهم الأعياد المسيحية:
    يُعد عيد القيامة من أهم الأعياد المسيحية، ويطلق عليه البعض عيد الفصح بحسب أصل تسميته اليهودية الأولى، لأنه مرتبط بخروج الشعب اليهودي من مصر، كما جاء في أسفار العهد القديم. أما عيد القيامة عند المسيحيين مرتبط بأيمان بقيامته المجيدة، كما ورد في أسفار الأناجيل الأربعة في العهد الجديد، (متى، مرقس، لوقا، يوحنا)، وأثبت قيامته بظهورته بعد قيامة المجيدة.
  • عيد القيامة حسب التقويم القمري:
    عيد القيامة يتم أحتسابه على أساس التقويم القمري وليس على أساس التقويم الشمسي، لذلك عيد القيامة هو العيد الذي لا يوجد له تاريخ ثابت في التقويم الميلادي يأتي بعد أن يكون القمر بدراً قبل الأعتدال الربيعي يوم 21 أذار، حيث يتساوى ساعات الليل والنهار. ويكون الأحتفال بالعيد ما بين يوم 22 آذار حتى نهاية شهر نيسان تقريباً. ودائماً يقع يوم الأحد، لأن في يوم الأحد حدثت قيامة الرب يسوع المسيح.
  • العيد أيمان وصلاة وخشوع:
    ينبغي الأحتفاء والأحتفال بأيام الصوم الكبير المقدسة المباركة، بكل أيمان وخشوع وروع ورجاء ومحبة، وهي فترة أيمانية يعيش فيها المؤمنون بالتضرع والصوم والصلاة والتوبة. ويمارسون بعض الممارسات والطقوس والعادات والتقاليد في هذه الفترة الزمنية متوخين ومعبرين عن هذا الأيمان الذي يحتاجه الأنسان المكون من المادة والروح. والمرء يحتاج دائماً الى ما هو منظور ومحسوس حتى في مجال الأيمان وعبادة اللـه تغدوا له وسيلة ليعيش الأيمان في روحه. يقول القديس يوحنا الأنجيلي: وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. يوحنا1: 14. وكما أتخذ اللـه جسداً فعلى الأيمان أن يتجسد، ويتم ذلك من خلال مختلف العلامات والرموز والصور والأشكال والتقاليد الأيمانية للانسان المؤمن. ومن الطبيعي تختلف الطقوس والتقاليد من شعب الى أخر ومن بلد الى أخر كل حسب طريقته الخاصة به والمناسبة لبيئته وأيمانه، وفي النهاية تبقى جميعها تعابير أيمانية وروحية يعيشها المؤمنين مع الرب يسوع المسيح. وللأعياد القيامة لها طقوس ومراسيم دينية وعادات وتقاليد كثيرة ومنوعة ونقدم بأيجاز عنها لزيادة المعرفة والأيضاح:
  • أربعاء الرماد:
    لا يوجد ذكر في الكتاب المقدس عن يوم أربعاء الرماد، لكن ممارسة التوبة والحداد والحزن موجودة الكتاب المقدس، ونقرأ في سفر صموئيل الثاني: فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً. 13: 19. وفي سفر دانيال: فَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى اللهِ السَّيِّدِ طَالِبًا بِالصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، بِالصَّوْمِ وَالْمَسْحِ وَالرَّمَادِ. 9: 3. يبدأ الزمن الكنيسي من يوم أربعاء الرماد بأقامة القداديس والصلوات، وأثناء أقامة قداس أربعاء الرماد يُرسم علامة الصليب من قبل الأب المحتفل على جبهة رؤوس المومنين المتواجدين في الكنيسة، كدليل الى الندم والتوبة، وتذكير الأنسان أنك من التراب وتعود الى التراب كما جاء في سفر التكوين: بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ. 3: 19.
    كيف يتم صنع الرماد؟ يتم جمع أغصان الزيتون أو سعف النخيل من بقايا أحد الشعانين لسنة الماضية، ويتم حرقة وسحقه بشكل ناعم، ثم يحفظ في أطباق. وخلال قداس يوم أربعاء الرماد يتبارك وينثر بالماء المقدس من قبل الأب المحتفل.
  • الصوم الكبير:
    يبدأ الزمن الأربعيني من يوم أربعاء الرماد، حتى يوم أحد القيامة. ولغاية القرن الثالث للميلاد لم يكن للكنيسة أي تركيز سوى على الثلاثية الفصحية (العشاء الأخير، الصلب، القيامة) كانت مركز ومحور الأيمان المسيحي، ومن القرن الرابع بدأ الزمن الأربعيني، وبداً بالأحد الأول من الصوم الكبير، وأن المسيحي لا يصوم يوم الأحد، فكان الصوم ستة وثلاثون يوماً فقط. ومع القديس “غريغورس الكبير” عام 950 – 604 م، أصبح الزمن الأربعيني، أربعين يوماً بأضافة أربعة أيام قبل الأسبوع الأول من أربعاء الرماد. والرقم أربعون مأخوذ من الكتاب المقدس بسبب الرموز التي يحملها، وقد ذكر الرقم أربعين في أكثر من موضِع، فمثلاً نجده في بعض الآيات أدناه:
  • أَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ. فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ. تكوين 7: 4-5.
  • صعود النبي موسى جبل سيناء. ثُمَّ سَقَطْتُ أَمَامَ الرَّبِّ كَالأَوَّلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لاَ آكُلُ خُبْزًا وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً، مِنْ أَجْلِ كُلِّ خَطَايَاكُمُ الَّتِي أَخْطَأْتُمْ بِهَا بِعَمَلِكُمُ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. لأَنِّي فَزِعْتُ مِنَ الْغَضَبِ وَالْغَيْظِ الَّذِي سَخِطَهُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ لِيُبِيدَكُمْ. فَسَمِعَ لِيَ الرَّبُّ تِلْكَ الْمَرَّةَ أَيْضاً. وَعَلَى هَارُونَ غَضِبَ الرَّبُّ جِدًّا لِيُبِيدَهُ. فَصَلَّيْتُ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ هَارُونَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ. وَأَمَّا خَطِيَّتُكُمُ، الْعِجْلُ الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ، فَأَخَذْتُهُ وَأَحْرَقْتُهُ بِالنَّارِ، وَرَضَضْتُهُ وَطَحَنْتُهُ جَيِّدًا حَتَّى نَعِمَ كَالْغُبَارِ. ثُمَّ طَرَحْتُ غُبَارَهُ فِي النَّهْرِ الْمُنْحَدِرِ مِنَ الْجَبَل. وَفِي تَبْعِيرَةَ وَمَسَّةَ وَقَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ. وَحِينَ أَرْسَلَكُمُ الرَّبُّ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ قَائِلًا: اصْعَدُوا امْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ، عَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَلَمْ تُصَدِّقُوهُ وَلَمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِهِ. قَدْ كُنْتُمْ تَعْصُونَ الرَّبَّ مُنْذُ يَوْمَ عَرَفْتُكُمْ. فَسَقَطْتُ أَمَامَ الرَّبِّ الأَرْبَعِينَ نَهَارًا وَالأَرْبَعِينَ لَيْلَةً الَّتِي سَقَطْتُهَا، لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ إِنَّهُ يُهْلِكُكُمْ. التثنية 9: 18-25.
  • مسيرة الشعب اليهودي أربعين سنة في الصحراء. وَتَتَذَكَّرُ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لاَ؟ التثنية 8: 2-5.
  • سير أيليا النبي: فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ، وَدَخَلَ هُنَاكَ الْمُغَارَةَ وَبَاتَ فِيهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ يَقُولُ: مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟. ملوك الأول 19: 8-9.
  • صيام أهل نينوى أربعين يوماً على يد النبي يونان: فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً للهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى. يونان 3: 3-4.
  • صوم السيد المسيح أربعين يوماً في البرية: ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. متى 4: 2.
    الرب يسوع المسيح نفسه دافع عن تلاميذه، لعدم قيامهم بفريضة الصوم، بقوله: وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. مرقس 2: 19-20.
    ويعلمنا الرب يسوع في أنجليه المقدس، وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. متى6: 16-18.
  • ممارسة درب الصليب:
    خلال أيام الصيام المقدس تقيم الكنائس كل يوم جمعة ممارسة درب الصليب، وهذه الممارسة عرفتها الكنيسة الأولى بصورة مبسطة، وأحبتها لأرتباطها الوثيق بالمسيح وسيرته وفدائه. ولقد وصف الأنجيليون الدرب الذي سلكه السيد المسيح بصليبه الى جبل الجلجلة، مروراً بأماكن مختلفة في أورشليم. فأحيت الكنيسة ما وصفوا، وراح المؤمنون يحاولون التعبير عن تكريم تلك الأماكن التي سار بها السيد المسيح حاملاً صليبه. ومنذ القرن الثاني، كما تشير الى ذلك الأكتشافات الأثرية. كما أن الرحالة ” أتيريا ” في القرن الرابع تقول: أنها شاهدت في القدس ثلاثة مباني أقيمت على جبل الجلجلة تكريماً لآلام السيد المسيح، وأن المؤمنين كانوا يطفون فيها ويصلون، وهذا التطواف أصبح النواة الأولى لممارسة درب الصليب المستقبلية.
    أما بمعناها الحالي فقد ساهم قيامتها القديسون العظماء أمثال ” برناودوس دي كليرفو 1153، وفرنسيس الأسيزي 1226، وبونافنتورا دي با نيويجو 1274 ” كما أسهم كذلك أقبال المؤمنين على الحج الى قبر السيد المسيح، وأستقرار الرهبان الفرنسيسكان في الأرض المقدسة منذ عام 1233 وكانوا حماةً لها ورعاة لمقدساتها. وقد نشأت في القرن الخامس عشر في بلدان عديدة ثلاث ممارسات مختلفة تدور كلها حول الآم المسيح وترتبط بدرب الصليب الى الجلجلة. وهذه الممارسات هي: عبادة دروب الآم المسيح، وعبادة كبوات السيد المسيح وهي سبعة، وهي طواف بين الكنائس. وقد تكون الدورب أو المسيرات سبع أو تسعة أو أكثر، وعبادة وقفات المسيح، وهو في طريقه الى الجلجلة كوقفته مع أمه مريم العذراء، وفيرونيكا ونساء أورشليم، أو كتوقفه بأمر الجنود الرومان، ومن هذه العبادات الثلاث التي أندمجت معاً ولدت ممارسة درب الصليب بمعناها الحالي.
    وأما بشكلها المعروف اليوم وبمراحلها الأربعة عشر وبترتيبها المألوف عندنا اليوم، فقد نشأت أولاً في أسبانيا وخصوصاً في الأواسط التي كثر فيها الرهبان الفرنسيسكان، ومنه أنتلقت الى جزيرة سردينيا، وهي آنذاك كانت مستعمرة أسبانيا ثم دخلت الى أيطاليا. وهناك وجدت لها داعياً كبير ورسولاً لا يعرف التعب هو القديس ” ليوناردس دي يورتو مار يتسو 1751 ” وهو راهب فرنسيسكاني فقد أقم بمفرده أكثر من 572 درب صليب في أنحاء البلاد. وكان أشهرها تلك التي أقامها في الكولوسيوم بتكليف من البابا بندكتوس الرابع عشر في 27 كانون الأول 1750م، في ذكرى السنة المقدسة آنذاك. وبقيت على شكلها هذا حتى أيامنا هذه. ويبقى تاريخ صلبه هو أعظم يوم في حياة ربنا وفادينا ومخلصنا يسوع المسيح في يوم موته فدية للعالم.
  • أحد الشعانين أو أحد السعف:
    كانت نبؤة زكريا قبل مجيئ المسيح: اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. زكريا9: 9.
    السيد المسيح عند دخوله أورشليم ليتم سره الفصحي المقدس. إذ ركب الرب يسوع المسيح على الحمار داخلاً إليها، وكانت جموع الشعب قد أصطفت على جانبي الطريق في أستقباله وهم يمجدون اللـه ويلوحون بأغصان النخيل والزيتون، فرشوا ثيابهم والبستهم على الطريق تحت أقدام الحمار حينما يمر أمامهم. وعلى حق في هتافها: هُوشَعنا في العُلى، هُوشَعنا لابْنِ داوود، مُبارَكٌ الآتي بأسم الرب، كانوا يعترفون بأن المسيح هو المسيا الذي ينتظرونه، وهذا كان واضحاً من قولهم إبن داوود. كانت صرختهم طلباً للخلاص وإعتراف بأن المسيح قادر أن يخلصهم. وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، انْتَهِرْ تَلاَمِيذَك! فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ. لوقا19: 39-40. وإستاء رؤساء الكهنة ومعلمي الناموس من ذلك، وَقَالُوا لَهُ: أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ؟ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحاً؟ متى21: 16.
    وفي هذا العيد تشهد أحتفالات واسعة في الكنائس بزياح يشترك الأباء الكهنة والشمامسة حيث تقرع النواقيس وتصدح أصوات جوقة الكنيسة والشعب مرنمين بأناشيد وتراتيل ومزامير وصلوات العيد. وبهجة كبيرة خاصة للاطفال بوجوههم الملائكية وملابسهم الزاهية الجملية. حاملين الشعانين من أغصان الزيتون وسعف النخيل والشموع.
    في بداية القداس يبارك الأب المحتفل أغصان الزيتون ويتم توزيعها على الشعب الحاضر في الكنيسة. وبعد ذلك تبدأ قرأءة القراءات الطقسية والأنجيل. وعيد الشعانين له مفاهيمه العالية والسامية كيف يتعايش المؤمنين المحبة والسلام والتسامح والغفران في حياتنا، وكيف نسمح أن يدخل في يسوع الى أفكارنا وقلوبنا وأعمالنا بكل فرح وسرور ونتعلم منه هذه المبادى السامية حملين أغضان مثمرة بالعطاء والحُب. وبعد يوم أحد الشعانين يدخل المؤمنين في أسبوع الآلام المقدس المملوء بالذكريات المحزنة الأليمة وهي من أهم مراحل الخلاص والفداء.
  • معنى كلمة أُوصَنَّا:
    كلمة أُوصَنَّا أو هوشعنا،هي كلمة من أصل عبري وكانت جزءاً من هتاف الجموع عندما دخل السيد المسيح إلى أورشليم: أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!. متى21: 9. كثيراً ما يكون الإعتقاد أن كلمة ” أُوصَنَّا ” إعلان للتسبيح، مثل كلمة هللويا، ولكنها في الواقع طلب للخلاص. ونجد أصل الكلمة العبري في مزمور 118: 25، الذي يقول: آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ!. لهذا فإن المعنى الحرفي لكلمة أُوصَنَّا هو نتوسل إليك أن تخلَّصنا أو رجاءً أنقذنا!
  • خميس الأسرار أو الفصح:
    يسمى خميس الأسرار أو خميس الفصح، ويعرف أيضاً بالخميس المقدس وهو عيد ويوم مقدس. وهو ذكرى العشاء الأخير لرب يسوع المسيح مع تلاميذه في العلية، وفي مساء هذا اليوم غسل فيه يسوع أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم وترك لهم هذه الوصيته. حديث الرب يسوع مع القديس بطرس: فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ! أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ. قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا! أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ. قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ. وفي هذه الليلة هو أستذكاراً خروج الشعب اليهودي من مصر، ويقيم اليهود حسب شريعة موسى والتقليد اليهودي في أول أيام الفطير، عشاءاً خاصاً يتناولون فيه خبزاً فطيراً لأن أسلافهم ليلة الخروج لم يجدوا الوقت لتخمير الخبز فأكلوه فطيراً. وبهذه المناسبة أحتفل بها السيد المسيح مع تلاميذه الأثنى عشر. وبعد أن تناولوا العشاء، قدم الرب يسوع المسيح وقال: أَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ. ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ: خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله. وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي. وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. لوقا 12: 17 – 21.
    وهذه بعض الأحداث التي حدثت في مساء العشاء الأخير: فقد تنبأ يسوع أن يهوذا سيخونه، وأن بطرس سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك. وركز الرب يسوع في هذه كلامه، على المحبة معتبراً إياها العلامة الفارقة: بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن تحبون بعضكم بعضاً.
    بعد العشاء، غادر يسوع ومعه التلاميذ إلى جبل الزيتون، حيث كان يمضي أغلب وقته فيه ، وأخذ معه بطرس وأبنا زبدي، ثم أنفرد بنفسه لكي يصلي في بستان الجثسيماني، وأعلن عن حزنه وقد ظهر له ملاك من السماء يشدده، وعندما فرغ من صلاته، عاد إلى التلاميذ، فوجدهم نيام، وبعد برهة قصيرة، حضر يهوذا الإسخريوطي برفقة حرس الهيكل وجنود الرومان وعدد من الشيوخ والكتبة، وكانت العلاقة المتفق عليها بين يهوذا والجنود، أن من يقبله يكون هو المطلوب أعتقاله، وإذا قبله، حاول بطرس الدفاع عنه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة ملخس، فأعادها يسوع بمعجزة، وفي حين هرب القسم الأكبر من التلاميذ، بعدها قبضوا على وأخذوه يسوع إلى مقر رئيس الكهنة، بعد خيانة تلميذه يهوذا الأسخريوطي مقابل 30 قطعة من الفضة له، وتسليم يسوع الى رؤوساء الكهنة والكتبة والشيوخ اليهود ومحاكمته بتهمة التجديف.
    وقبل الفصح بستة أيام كيف ودهنت قدمي يسوع بعطر الناردين الخالص ثم مسحتهُ بشعرها، فملات الرائحة الطيبة العطرة أرجاء البيت كله. الذي كان ييستخدم في مسح الملوك، وأعتبرت مريم مليكها السيد المسيح، فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ يوحنا12: 3-5. وهي كانت تقليد من تقاليد اليهود سابقاً.
    في يوم خميس الأسرار تقام القداديس في الكنائس، وأثناء القداس يقوم الكاهن بغسل أرجل المختارين في تلك كنيسة، كما فعل يسوع بغسل أرجل تلاميذه. وأسس هذا السر العظيم يكون عهده المقدس لتلاميذه الأطهار، وضع أمامنا كل آلامه من أجلنا، في أنسحاق قلب، وتوبة صادقة، لكي نستعد للتناول الفصح معه، وقدم الخبز هو جسده المقدس والخمر هو دمه الزكي وقد تختار الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات ومزامير معينة من العهدين القديم والجديد لما فيها من مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة اللـه مع البشر.
  • الجمعة العظيمة:
    يوم الجمعة هو أعظم يوم في حياة ربنا وفادينا ومخلصنا يسوع المسيح في يوم موته فدية للعالم. وفي هذه الجمعة العظيمة الحزينة الشبيه بجو الموت وظلام القبور، حيث خيم الظلام على الأرض كلها، وأحتجبت الشمس عنها، وأنشق حجاب الهيكل من الوسط، وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ. لوقا23: 46. وتقام ممارسة درب الصليب في الكنائس حيث يقف الكاهن أمام في كل مرحلة من مراحل درب الصليب ويقرأ مضمون المرحلة، وبعدها يصلي الشعب مرة أبانا الذي، ومرة السلام علـيكِ يا مريم، والمَجدُ لِلأبْ والأبن والروح القدس. وبعدها يقال : إرْحَمْـنَا يَــا رَبْ إرْحَمْـنَا وبعد كل بيت من ترتيلة درب الصليب تقال الردة: أيَّتها الأمُ القـديسَة إجعَلي جْرُوحَ وَحِيدكِ فِي قلبي مُـنْطـبعة.
  • سَبْتُ النُّورِ أو السبت المقدس:
    سبت النور أو سبت المقدس أو سبت الفرح، وهو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل يوم أحد القيامة. سبت النور يسبق يوم عيد القيامة وبذلك فهو يعد تحضيراً له. تُقام القداديس في معظم الكنائس مساء أو ليلة السبت، بعد أن تضاء الشمعة الفصحية يتم أستقبال النور منها من قبل الأب المحتفل، ومنها تضاء شموع الحاضرين في الكنيسة، وهي ترمز لقيامة الرب يسوع المسيح من القبر، لأنه هو نور العالم.
  • الشمعة الفصحية:
    ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ. يوحنا8: 12. تضاء الشمعة الفصحية في سبت النور وهي ترمز الى قيامة السيد المسيح من القبر وأنتصاره على الموت، والذي هو نور العالم، تبقى هذه الشمعة طيلة الزمن الفصحي بجانب الهيكل المقدس مضاءة أثناء الأعياد والأحتفالات الدينية وترمز الى حضور السيد المسيح القائم بين الشعب المؤمن في كنيسته المقدسة.
  • قداس أحد القيامة:
    قداس عيد القيامة له معاني أيمانية مقدسة في أعماق كافة المسحيين، حيث تذهب العوائل مساء أو ليلة يوم السبت، أو صباح أول يوم أحد عيد القيامة الى الكنيسة، لحضور القداس الألهي، وتناول القربان المقدس. بعد الأنتهاء من القداس، يتبادلوا الشعب الحاضر التهاني مع بعضهم بقيامة الرب يسوع، (المسيح قام – فترد التحية) ( حقاً قام ) أو ( عيد سعيد ) أو ( كل عام وأنتم بخير ). بعد ذلك تذهب بعض العوائل لزيارة المقابر والصلاة على أرواح موتاهم من أفراد العائلة أو الأهل والأقرباء.
  • الزيارات العائلية ومائدة العيد:
    يسبق أيام قبل الأحتفال بالعيد عدة تحضيرات كثيرة فيتم فيها تحضير البيت وتزينه بزينة ملائمة حيث تفرش المفارش الخاصة بالعيد ويطغي اللون الأصفر والأخضر بالالون ورود وأزهار الربيع. والبعض يقومون بنصب شجرة صغيرة وتوضع عليها بعض الأشكال البيض والأرنب والوزهور. وأول يوم عيد القيامة يجتمع أفراد العائلة في بيت الجد والجدة وبحضور الأبناء والبنات والأحفاد لتناول وجبة غداء او عشاء لبعض الأطباق المنوعة الشهية بعد أنتهاء فترة الصوم بأضافة الى حلويات وأنواع من المشروبات.
  • البيض الملون:
    تلوين البيض ويقدم كهدية في أول يوم من عيد القيامة، هو تقليد قديم يعود الى قبل المسيحية. كان البيض يلون بألوان مختلفة أحتفالاً بعيد الربيع الذي تتفتح في الأزهار. أدخلت هذه العادة الى المسيحية وأعطيت رمزاً مسيحياً له علاقة بقيامة السيد المسيح من الموت، كان تعبير البيض رمزاً للحياة، لذلك درجت ضمن التقاليد المسيحية على تلوين البيض وتقديمه في عيد الفصح لأنه رمزاً الى قيامته المجيدة، على أعتبار أن الصوص يشق قشرة البيض ويخرج منها حياً. بالأضافة الى ذلك ذهب بعض الناس قديماً الى أبعد من ذلك وشبهوا قشرة البيض الخارجية الصلبة بالعهد القديم أي عهد ما قبل المسيح، وشبهوا الزلال أي بياض البيض بالعهد الجديد، والمح الداخلي أي صفار البيض الذي يحوي على نطفة الحياة بيسوع المسيح الذي هو القيامة والحياة.
  • أرنب عيد الفصح:
    ورد أسم حيوان الأرنب في الكتاب المقدس في مرتين في قائمة الحيوانات النجسة التي منعت الشريعة عن أكلها، وسبب تحريم أكل الأرنب، جاء في سفر لاوين: لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا” وَالأَرْنَبَ، لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفًا، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 11: 6. وأيضاً في التثنية: إِلاَّ هذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا، مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ الْمُنْقَسِمَ: الْجَمَلُ وَالأَرْنَبُ وَالْوَبْرُ، لأَنَّهَا تَجْتَرُّ لكِنَّهَا لاَ تَشُقُّ ظِلْفًا، فَهِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ. 14: 7.
    في أسطورة أخرى رأى البعض أن خروج الأرنب من جحره تحت الأرض يرمز إلى خروج يسوع من قبره، فأصبح الأرنب بذلك جزءاً من أحتفالات عيد القيامة. وفي أسطورة أخرى، يحضِر الأرنب، الذي يُطلَق عليه أرنب عيد الفصح أو أرنب الربيع، حامل سلالة مملوءة بالبيض الملون والحلوى، لتوزيعها على الأطفال في منازلهم في الليلة التي تسبق عيد الفصح، بنفس طريقة، سانت كلوز أو بابا نوئيل تقريباً لتقديم الهدايا عشية عيد الميلاد المجيد، وأحياناً العب مع الأطفال في الحدائق.
  • حلويات العيد:
    قد مارس المؤمنين منذ العصور الماضية ليجعلوا من الحلوى والمعجنات التي يصفونها رمزاً يذكرهم بصاحب العيد، وتقوم العوائل وبالأخص النساء بشراء مواد ومسلتزمات لعمل الحلويات والمعجنات المحشوه بالتمر أو التين والمكسرات لعمل وخبز وحلويات والمعمول والكليجة والكعك المنقوش يشير الى أكليل الشكوك الذي وضع على رأس فادينا أثناء محاكمته بدل تاج الملك وهو يرمز الى الآلام التي قاساها المسيح لأجل نداء الأنسان وعمل تللك المعجنات التي تأخذ من رموز العيد. وحتى في يوم أحد الشعانين توزع معجنات خاصة بالعيد بعد الأنتهاء من القداس. وشراء أنواع الشكولاتة بأشكال البيض أو الأرنب من الأسواق لتقديمها هدايا للأطفال والعوائل واضاً.

كل عام وكل شعوب العالم لتحتفل بقيامة ربنا ومخاصنا يسوع المسيح من بين الأموات وأنتصاره علية، ولتكن شفاعة أمنا مريم العذراء التي سارت وتحملت عذابات أبنها الوحيد في درب الآلام والأوجاع وموته على الصليب. ولتكن كل أيامكم فرح وسرور وبهجة، وأن يحل السلام والأمان لكافة شعوب العالم.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …