الخير ينثر روح القداسة والشر ينثر العنف
د-بشرى بيوض
ان تنقية القلب والعمل حول أشجار الفضائل وتنظيفها من الرذائل كتنظيف الأرض والشجر من الحشائش الضارة، وذلك بالآلة التى أعطاها الله للإنسان وهى العقل الحكيم المفرز
وكما أن الفلاح إذا فلح الأرض ونظفها ولم يبذر فيها زرعاٌ جيداٌ تنبت فيها الحشائش بكثرة، كذلك الإنسان إذا جاهد ضد الرذائل واستطاع بنعمة الله أن يقتلعها من قلبه ومن حياته، ولم يزرع فى قلبه ونفس الفضائل والجهادات المقدسة، يعود إلى الرذيلة بشراهة أكثر مما كان، ويكمل عليه قول الرب (إذا خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز فى أماكن ليس فيها مايطلب راحة ولا يجد ثم يقول أرجع الى بيتى الذى خرجت منه فيأتى ويجده فارغاٌ مكنوساٌ مزيناٌ ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أخرى أشر منه، فتدخل وتسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله) (مت 12: 43 -45)
ان الروح الشريره والفكر الشرير يفارق الإنسان بالإيمان المستقيم والمعمودية المقدسة والتوبة الصادقة والأعمال الصالحة فيجول الروح الشريرعند راحة وفى إضرار المؤمنين المتمسكين بالله وليس فى الخاصية الشيطان لأنه مستريح فيهم أصلاٌ، فإذا لم يجد وكان الإنسان الذى خرج منه لم يزرع فى أرض قلبه الفضائل المضادة لتلك الرذائل التى سبق واقتلعها، فمثلاٌ لو اقتلع روح الزنا عليه أن يغرس فى قلبه روح الطهارة والعفة
وإذا اقتلع الكذب يقتنى الصدق، وإذا اقتلع الكراهية يقتنى المحبة، وإذا اقتلع القساوة يقتنى الرحمة, وإذا اقتلع الظلم يقتنى العدل وإذا اقتلع العصيان يقتنى الطاعة وإذا اقتلع الصلف يقتنى الوداعة؛ فإذا لم يفعل ذلك واكتفى بإقتلاع الرذيلة ولم يسع فى اقتناء الفضيلة يصبح قلبه خاوياٌ فيأتى الروح النجس أو الفكر النجس فيسكن ويستريح فى ذلك القلب الخالى، وان الأرواح السبعة النجسة هي روح الشهوة – الرياء – محبة المال – الغضب – الكبرياء- عدم الاحتمال – الكلام الباطل.
عندما يأتي الروح القدس لداخل حياتك, كل شئ تفعله يتحول إلى نجاح اي ان القوة التي يجذب بها الروح القدس الناس بدون أن يعلم الكثير منهم فهم يأتون, ونفس تلك القوة ستبدا في جلب النجاح والرضى لداخل حياتك هل تعلم لماذا؟ لان الله يحب البشر ويحب أن يباركهم. ولهذا السبب أحضرك الله لهذا العالم- ليباركك ويرضيك. وبذلك أعطاك الروح القدس الذي يجعلك تفعل الأشياء الصحيحة التي تطلق البركات ورضى الله على حياتك.
أن الظلمة ليس لها كيان ولا شخصية بل هي حالة غياب النور، كذلك الشرّ ليس له جوهر وبالتالي ليس له طبيعة إيجابية بل سلبية، وذلك لأن لا وجود للشر إلا حين نفعله فقط وعمره قصير للغاية، فلا يوجد أحد شرير بطبعه، لأنه لا يولد إنسان حاملاً الشرّ في داخله، والله لم يصنع شيئاً رديئا قط، لأن كيف لقوة نقية أن تخرج شيء فاسد أو غير صالح للوجود، بل كل ما صنعه الله صالح بل وحسنٌ جداً، ولكن عندما نُعطي بدافع من شهوة القلب شكلاً لما ليس له شكل ولا جوهر أو هيئة، يبدأ أن يكون ويظهر متخذاً الشكل أو الهيئة، لأننا نحن الذي شكلناه بميلنا نحو الباطل، وبذلك جعلنا للظلمة كيان خاص لأننا أدخلناها بإرادتنا وحدنا فقط، فنحن الذين جعلنا الموت يُمسكنا ويُسيطر علينا بالفساد، وبذلك لم نعد نحتمل النور، وهذا هو سرّ هروب كثيرين من محضر الله وعدم القدرة على الصلاة ولا قراءة الكلمة باستنارة وبفهم ووعي وإدراك روحي عميق، ولم تعد تبني حياتنا الشخصية بل قد نتخذها على غير القصد منها ونستخدمها في دراسة أو دفاعيات.. الخ، بدون أن نجد لها موضعاً فينا فلا تسكننا وتصير نور لطريقنا نحو حضن الله
ولا يوجد قط طريق آخر للتخلص مما صنعناه بأنفسنا غير بعودتنا إلى نفوسنا لنعي إنسانيتنا المخلوقة على صورة الله القدوس لنُصبح نحن المثل الذي يُعبَّر عن شخص جلاله، لذلك علينا أن نرفض بل كل ما هو خارج عن طبعنا الإنساني المخلوق على صورة الله المملوءة بهاء، وهو رفض كل ميل باطل في قلبنا نحو أي شبه شرّ، وذلك بذكرالكلام المحب للرب وللناس على شفاهنا لأنه مكتوب
وباسم الرب دعوت
لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح (2كورنثوس 4: 6)
فلنحمل إرادتنا دائماً حسب ما نلنا من نعمة على أن نميل نحو الصالحات فقط ونلتفت الى كلمة الله نهاراً وليلاً ولكي نُبيد بقوة الخيرات الأبدية الكامنة في كلمة الله والبعد عن كل الشرور، فيهرب العدو منا مع كل أفكاره التي تجعلنا نعود لإنسانيتنا التي حررنا منها ربنا يسوع المسيح
وبهذه الطريقة المستمدة من قوة الايمان او بنعمة من المسيح نستطيع التخلص من الخطيئة ونقول مع مار بولس
أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني
فبأي الة نتزود نحن المؤمنين بقوة الايمان هذه؟؟
ان الالية الاكثر فعالية هي
التي مكوناتها (الصوم والصلاة والصدقة) وسائر الممارسات الروحية الاخرى، وبخاصةً الصلاة التي تشكل الوسيلة الاولى لدخول السيد المسيح الى ذات الانسان
ولما كان السيد المسيح هو الخير الاعظم والصلاح الكلي، فان الشر لا يتجرأ ان يظهر حتى نفسه
د-بشرى بيوض