ليمتلى بالايمان الروح القدس قلوبكم

د-بشرى بيوض
ان الامتلاء بالروح القدس يتطلب من الشخص، الايمان ، بالإضافة إلى المحبة والسلام
ان الروح القدس انما هو مصدر الحياة الروحية في الإنسان، ومصدر نموّها المستمر، إلى أن يصل المؤمن إلى حالة الكمال عند دخوله السماء وينال النصيب الأبدي المعيَّن لأولاد الله. لذلك فهو يستحق شكرنا ومحبتنا وعبادتنا له مع الاب والابن الى الابد.
ان بولس الرسول يوصي بهذا: لا تُحزنوا الروح القدس الذي به ختمتم (أف 4: 30) وقد سمعتم كيف علمنا بولس عن أمرين: يبقى الروح القدس فينا عندما نخطئ ويكون حزينًا بسبب الخطيئة، فيقول: لا تُحزنوا روح الله الذي فيكم ، فهو فينا، ويحذرنا ألاَّ نخطئ، وبالتالي لا نحزنه، ولا نطفئ عمل الروح القدس في نفوسنا. وكما يقول بولس الرسول ايضا في موضع آخر: “لا تطفئوا الروح” (1 تس 19: 5)
فلذالك اطرحوا عنكم الكَذب، وتكلموا بالصدق كل واحدٍ مع قريبه فالروح القدس يُسمى «روح الحق»
رسالة بولس الرسول الى اهل افسس
اصحاح
4
25 (لذلك اطرحوا عنكم الكذب، وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه، لاننا بعضنا اعضاء البعض. 26 اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم، 27 ولا تعطوا ابليس مكانا. 28 لا يسرق السارق في ما بعد، بل بالحري يتعب عاملا الصالح بيديه، ليكون له ان يعطي من له احتياج. 29 لا تخرج كلمة ردية من افواهكم، بل كل ما كان صالحا للبنيان، حسب الحاجة، كي يعطي نعمة للسامعين. 30 ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. 31 ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. 32 وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح )
لا يليق بنا أن تخرج من أفواهنا كلمات رديئه، أو كلام هَزَل، أو كلام غير مقبول او غير لائق. إن أية كلمات لا تمجد الرب، تُحزن الروح القدس الساكن فينا)
وعلينا، ليس فقط ألا نقول ما لا يليق، بل أن نقول كل ما كان صالحًا حسب الحاجة، كي يُعطي نعمة للسامعين
ان الروح القدس هو المعزّي (يو 14: 16)، أي انه يطيّب قلب المؤمن عند الحزن والألم واليأس، وقد أرسله الينا الرب يسوع بعد صعوده الى السماء، ليمكث معنا حتى مجيئه، لياخذنا الى بيت الآب
وهو روح الحق الذي لا يقبله العالم لأنه لا يراه ولا يعرفه ويقاوم تبكيته وأما المؤمن فيعرفه لأنه فيه ومعه في كل الظروف، ووظيفته هي ان يشهد للمسيح (يو 15: 26) وان يبكّت العالم على الخطيئة وعلى برّ وعلى الدينونة (يو 16: 7)، أي ان الروح يقنع الناسي انهم خطاة وانهم غير كاملين وان يسوع هو الوحيد الكامل والبار وان الدينونة أكيدة .
أما المؤمنين، فان الروح يرشدهم ويخبرهم عن فضائل يسوع، وهدفه لتمجيد الرب، فكل عمل لا يعود بالمجد على الرب يسوع ليس من عمل الروح القدس
ومن أسماء الروح القدس في العهد الجديد «روح الله» و«روح المسيح» و«روح الرب» و«روح الموعد» و«وروح الحياة» و«روح النعمة» و«روح الحق» و«روح المجد» و«المعزي». وكل هذه الأسماء وكل ما قيل في عمله يدل على أقنوميته ومجده الإلهي، وعلى أهمية عمله فينا، واحتياجنا الكلي إليه
ان الريح تهبُّ حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي وإلى أين تذهب. هكذا كل من وُلد من الروح (يو 3: 8). فكما أننا لا نقدر أن نرى الهواء، وإنما نستدل على وجوده من تأثيره ونتائج قوته، كذلك لا نقدر أن نرى الروح القدس، ولكن نستدل على وجوده من نتائجه وثماره في تغيير أفكارنا وإصلاح سيرتنا. ويشبه عمل الروح فينا تأثير العقل في الجسد، فالعقل يسيطر على الجسد ويحرّكه أو يستخدمه كما يشاء بطريقة لا نقدر أن ندركها. ويصدُق هذا أيضًا على تأثير أفكار إنسان على عقل إنسان آخر وحثّه وإقناعه بقوة فعالة. فكما أننا عاجزون عن إدراك هذه الأعمال، كذلك نحن عاجزون عن إدراك عمل الروح القدس فينا وتأثيره
العظيم وتحويله أفكارنا متى شاء وكيفما شاء، وإظهاره الحق لنا وإقناعنا به وحثنا على اتّباعه
وإن حاجة المؤمن الحقيقي هي ان يمتليء دائماً بالروح القدس ويعتمد دائماً على قوته وحضوره واضعاً ثقته الكاملة في قدرته على أن يحقق المستحيل
صلاة
ايها الروح القدس دعنا نرى كل شئ، وأرنا طريق للوصول الى هدفنا، انت الذي تعطينا قوة المغفرة للاساءة التي ألحقت بحقنا أنت الذي نتوق ونرغب أن تكون معنا وبحياتنا دائما لذا نرغب ونشتاق ان نشكرك من كل جوارحنا وصميم قلبنا على كل المواهب التي وهبتنا إياها في حياتنا ، نحن الذين نرغب ان نكون معك دائما ولا نفترق عنك أبدا مهما كانت المصاعب والمشقات التي نعانيها أو سنأعانيها، نحن نتوق أن نكون معك في فردوسك الملكوتي المقدس. آمين
د-بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …