من نحن في المسيح
ان أعظم الأعمال التي يمكن أن نعملها في هذا العالم هي التي تؤول إلى منفعة أبدية. ولا شيء تحت الشمس يثبت ويدوم إلا ما له علاقة بالفداء الذي صنعه الرب يسوع المسيح
ان رسالة المسيح واضحة للجميع ولم تتوانى يوماً على قبول الإنسان الخاطىء إذن الانسان الخاطئ جاء إليه معترفاً بخطاياه وبأنه لا يستطيع أن ينال الخلاص بنفسه، .لأن هذا هو هدف الله الوحيد أن يخلّص ما قد هلك وينقذ الخاطىء من الخطيئه “الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” 1تيموثاوس 4:2
ان الرب أعدّ كل شيء من أجل أن يرجع الإنسان إليه، وأما خطوة الرجوع فهي قرار جدّي وحازم يتخذه الإنسان بقبول نعمة الله المميزة والمخلصة فتبقى الرسالة واقفة على باب قلب الإنسان حتى يسمح لها بالدخول فتتغلغل وتدخل وتغيّر كل شيء من الفساد إلى القداسة ومن الخطيئة إلى البراءة ومن الظلمة إلى النور
ان المولود من الروح يصبح عنده شغفا لكلمة الله، فيتمسك بالكلمة في قلبه وذهنه فيصبح الكتاب المقدس الصديق اليومي المحب لديه، فتظهر له الأمور في فكره ووجدانه بوضوح عن طبيعة الله المميزة و صفاته الرائعة وعن المحبة الإلهية التي لا توصف لا بالوصف التعبيري أو بالكلام المنمق. فهذه الرحلة الممتعة التي يبدأ فيها المولود من الروح تحتاج إلى حياة الصلاة مع الله، لطلب العون وسط التجارب والصعوبات، وأيضا تحتاج إلى المثابرة والتعمق في الغوص بأسفار الكلمة، لكي يتغذى يوميا فيمتلىء من بركات الله، عندها يستطيع أن يكون بركة كبيرة وشاهدا عظيما عن ما فعل المسيح في حياته فيكون وردة مشعة وسط الأشواك
إذا ظننت في نفسك أنك ستحب الذي يحبك فقط و تتواصل وتلتقي بالذين يستمعون إليك والذين تنسجم معهم على كل الاصعده، هذا سيجعلك تدور في دائرة ضيقة جدا وحلقة ضعيفة لن تؤثر في الآخرين، ولن تستطيع تقديم رسالة الله إلى الذين لا يشاركونك الرأي في أمور كثيرة، فالمسيح جاء من أجل الجميع ويريد الخير للكل، ليس فقط لك وللذين تحبهم أنت، فإذا كنت تريد أن تطيع وصايا الله فما عليك الا أن توجه نظرك إلى الذين لا يحبونك أيضا، فهكذا تظهر المسيحية الحقيقية من خلالك “لأنه إن إحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم. أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك. وإن سلمتم على اخوتكم فقط فأي فضل تصنعون. أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل (متى 5: 46)
ان شبابنا اليوم يعيش متسلقا جبال الوهم يركض حينا ويتعب حينا آخر، أحيانا يمسك بيده إيجابيات ما يحصل من تقدم في هذه الحياة فينتج أمور رائعة ومفيدة له وللجميع من حوله. و يمسك حينا آخر بيده الأخرى فساد هذا العالم .
نحن في المسيح، نتوحد مع الله ولا نصير بعد عبيداً للخطيئة (رومية 5:6-6). ونحيا مع المسيح (أفسس 5:2)، ونتحول لصورته (رومية 29:8)، ونتحرر من العقاب والسير حسب هوى الجسد، ولكن نسير بحسب الروح (رومية 1:8)، وكجزء من جسد المسيح مع المؤمنين الآخرين (رومية 5:12). فللمؤمن الآن قلب جدي (حزقيال 19:11)،”مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح (أفسس 3:1)
فينتج خطرا وتمرد عن الله خالق كل شيء، فيغرق الشاب في سراب الخطية الغدارة التي تريد أن تهلكه فترميه أرضا ولهذا كلمة الله تحذر
الشباب من فساد هذا العالم الشرير ومن الوقوع في شرك إبليس فتقول لهم بكل جدية احذر من خطر الخطيئة .
فعندما نكون في المسيح نبتهج بمخلصنا الذي يجعل كل الأشياء ممكنة . اذن في المسيح نحن محبوبون، ومغفور لنا، ويعدنا الله بالخلاص. وفي المسيح نحن متبنون، ومبررون ومصالحون ومختارون ومنتصرون، ومملؤون بالفرح والسلام ونمنح معنى حقيقي للحياة
د-بشرى بيوض