أنتُم في العالَم ولكنَّكُم لستُم منَ هذا العالم

أنتُم في العالَم ولكنَّكُم لستُم منَ هذا العالم
م – اسماعيل ميرزا
اننا لسنا من هذا العالم ولذا فان الانتصار الحقيقي لنا سيكون خارج هذا العالم عندما نعود ونلاقي الرب فنسلمه الوزنات وتذهب روحنا لترتاح في فردوسه لذالك فان العلاقة الوحيدة التي من المُستحيل أن تخسرَ فيها هي علاقتك مع الله .
ان السير الحقيقي مع الله يتطلب من المؤمن بأن يكون دوما جاهزا ولابسا ثياب الإيمان ومتكلّ على دعم الروح القدس، فهذه العدّة الروحية ضرورية للسلوك بالروح، ففي سلاح الله نعمة وقوّة ودفع ليقف فيها المؤمن راسخ وسط هجمات إبليس المتلاحقة. فلنجعل الروح القدس يعمل فينا لكي نتمسك بالأمانة والخضوع و نكون أشخاص نسلك بالروح على ضوء كلمة الله فلذالك عندما تزرع حسب مشيئه الله وعينيك تمتلأ بالحصاد وقلبك يمتلأ بالإيمان سيفيض قلبك بالفرح ولم تشعر بحزن أو إضطراب، ولن تشعر إنك تفقد اي شي أو أنك تعطيها بسبب ضغوط أو إلحاح بل ستعطي وأنت فرح إن العطاء هو أحد مصادر الفرح التي يريدك الله أن تمتلأ بها
ان كل انسان زارع ـ إما لجسده او للروح . وايماننا وافكارنا وكلماتنا وافعالنا هي البذار الذي نزرعه للأبدية ـ إما أبدية البركة والهناء ، او أبدية التعاسة والشقاء . فكم يجدر بكل واحد منا ان يفكر ماذا سيكون حصاده
فكلمة الله هي واسطة الولادة الجديدة . وكلمة الله تزف الينا البشرى عن موت المسيح لأجل خطايانا وقيامته لأجل تبريرنا . فضع ثقتك في المسيح وفي عمله لأجلك تنل الولادة الثانية من الله . وحينئذ تستطيع ان تزرع للروح . وحتى اذا كان زرعك “بالدموع” فانك تحصد “بالابتهاج” . ان الحياة الأبدية هي هبة الله المجانية لكل من يؤمن (رومية 6 :23) ولكن المؤمن الذي يزرع للروح فانه يحصد الآن التمتع العملي بتلك الحياة الأبدية الى ان يتمتع بها على الوجه الأكمل عند الله بحضرة الرب يسوع في الأبدية التي لا تنتهي
ان ما يزرعه الانسان والمكان الذي يزرع فيه ، والكمية التي يزرعها ، والعناية التي يوليها لزرعه كل هذه العوامل تقرر نوع الحصاد فاذا ما زرع الانسان زرعاً جيداً وبوفرة ، كان له الحق بانتظار محصول وافر . وهذا المبدأ ينطبق ايضاً على الامور الروحية
ان الرب يسوع طلب من تلاميذه أن لا تخنقهم هموم الدنيا كما يخنق الشوك الزرع . فأوصاهم قائلاً ( أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم ) مت 6: 31-33 فعلى المؤمن أن ينظر الى الفوق لأنهم أبناء الملكوت ، ليسوا من هذا العالم رغم وجودهم في العالم . وجودهم في العالم له ايجابياته لأنهم ملح العالم والخميرة التي يجب أن تبقى في العجين . في كل مؤمن يوجد مَلَك المسيح وهذا الملك هو المحبة ، وشعاره الصليب ، وثمرته أعطاء النور لبني البشر لكي يشهدوا للحق ويقتربوا من الملكوت ، فالمطلوب من أبناء الملكوت في هذا العالم أن يسالموا جميع الناس وأن يحبوا حتى أعدائهم ، وأن لا يعادوا أحداً ، بل أن يحاربوا مبادىء الشر الكامنة لا في الآخرين فحسب ، بل في ذواتهم أولاً ، ان في كل مؤمن أنسان عتيق يقاوم الأنسان الجديد في نفس الأنسان . أي في كل أنسان هناك معركة بين الخير والشر ، بين الأنانية والتفاني ، بين المسيح وقوى الظلام ، بين النور والظلام ، بل بين ملكوت المسيح ومملكة الشيطان ، فعلى المؤمن أن يثق بقول الرب القائل في يو 33:16
( ثقوا أنني قد غلبت العالم )
تسالونيكي الاولى الاصحاح الرابع ففي
ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ  (
لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ  
فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ  
لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً  
ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ.
لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَم)
لذالك فان العلاقة الوحيدة التي من المُستحيل أن تخسرَ فيها هي علاقتك مع الله
ولَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ من هذا العالم (يو 15: 19)
م – اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …