الخامس عشر من آب عيد انتقال العذراء مريم بالنفس و الجسد الى السماء
د – بشرى بيوض
من أكثر الأعياد قدماً ومحبة للعذراء مريم الكلية القداسة هو عيد انتقال العذراء مريم لمجد السماوات بالنفس والجسد، أي بكامل كيانها البشري و بكامل شخصها. يُعد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء عقيدة من أهم العقائد المسيحية حول العذراء في الكنيسة الكاثوليكية والعقيدة معناها حقيقة إيمانية.
تحتفل الكنيسة في الخامس عشر من اب من كل عام بإحدى أهم أعياد السنة المكرسة لمريم الكلية القداسة عيد الانتقال. في ختام حياتها الأرضية، انتقلت مريم بجسدها ونفسها إلى السماء، أي إلى مجد الحياة الأبدية، إلى ملء وكمال الشركة مع الله حيث تحتفل الكنيسة والمسيحيون في انحاء العالم بهذه المناسبة المباركة تكريما وأحتفاءا لوالدة الله التي حمل جسدها الطاهر جسد يسوع وقبلت كلمة الله التي اختارها الله من بين نساء العالم لكونها طاهرة قديسة تستحق ان تكون والدة الله لذلك اصعدها الى السماء بالنفس والجسد لكي تكون في الفردوس
إن مريم بانتقالها إلى السماء تدعونا اليوم لنعيد النظر في نوعية إيماننا وصلاتنا ومحبتنا إنها تريد أن ننتقل من اليأس إلى الرجاء ، من الخطيئة إلى البرارة ، من الحقد إلى المسامحة ، إنها تدعونا لكي نزيل الحواجز من أعماقنا فننفتح على الله وعلى الآخرين بالمحبة والتسامح والغفران ، وخاصة الذين يجمعنا معهم الايمان الواحد ، وان لا نجعل من الألفاظ والتعابير الفلسفية واللاهوتية وحتى من الطقوس والمذاهب والقوميات حاجزا يبعدنا ويفرّقنا عن بعضنا بل نتمسّك بما يوحدنا جميعا ، جوهر ايماننا الذي لا يختلف عليه مسيحي حقيقي واحد يعيش في العالم
أن دور مريم العذراء في اتمام المخطط الالهي للخلاص ليس دورا هامشيا, حيث يذكر لنا الانجيل المقدس منذ بداياته كيف ان مريم العذراء كانت مواظبة على الصوم والصلاة والتعبد لله خالق السماوات والارض. وكانت في صلاتها تهتم لعذابات البشرية وانينها وتطلب الخلاص للانسانية جمعاء ناكرة ذاتها لاجل القريب, ومفرّغة نفسها من كل محبة للارضيات لذلك فقد ملأ الله ذاتها بالنعمة ( الممتلئة نعمة. لوقا 28:1), واختار تواضعها (لانه نظر الى تواضع امته. لوقا 48:1) واستجاب لصلاتها فأرسل مخلصا للعالم ( تحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع لانه هو يخلص شعبه من خطاياهم. متى 21:1). وهكذا انتخب مريم العذراء حتى يكون لها دور مهم في هذا المخطط واليها اوكلت مهمة ولادة وتنشأة وتهيئة يسوع المسيح ابن الله ومرافقته على طريق الجلجلة وحتى موته ودفنه وهناك على الصليب توّج دور مريم العذراء في هذا المخطط عندما اوكل يسوع الى امه ان تكون اما لجميع المؤمنين به ( هوذا ابنك. يوحنا 26:19) وهكذا بدأت المهمة الجديدة والازلية لمريم العذراء, وهي ان تتحمل مسؤولية عناية كل اولاد الله والمؤمنين بابنه يسوع المسيح المائت والقائم والصاعد الى السماوات.وخلال الفترة التي سبقت وتلت حلول الروح القدس مارست العذراء مريم دورها كأم لجميع التلاميذ وكل الذين رافقوهم بيد انها استمرت في صلاتها وتعبدها لله حتى يومها الاخير على الارض
صلاة
يامريم المنتقلة الى السماء إحفظينا، طهري قلوبنا بطهارتكِ واحمينا بردائك المقدس احمي شعبنا وساعدي الفقراء والمحتاجين .. إشفي جميع مرضانا وإعطي الصبر لكل من هم في شدة وضيق والم
ونورينا بنورك البهي وساعدينا لنمشي في طريق ابنك يسوع المسيح المملوء الام الخلاص ودم الفداء لننال ملكوت السماء
نرفع اصواتنا ونمد ايادينا بالتضرع الى والدة الله المنتقلة الى السماء في عليائها ان تطلب من العناية الالهية ان ترحم العالم اجمع لكي يحل السلام والوئام في كل الاوطان ولاسيما في عراقنا الحبيب وشرقنا الاوسط والعالم اجمع من اجل ان تحل رحمة الرب ونعمته في قلوب الجميع حتى يعيش الجميع في امن وطمأنينة ومودة ومحبة
ولنتقدم من العذراء مريم في عيد انتقالها الى السماء بالنفس والجسد وبكل ثقة ومن دون تردد ملتمسين منها الشفاعة والعون وان تطلب من ربنا يسوع، ان يحفظ عائلاتنا ، اطفالنا شبابنا شيوخنا والشفاء لمرضانا ويرحم امواتنا، ويصون اديرتنا وكنائسنا، ويمنح الجميع نعمة الثبات والايمان وكل عام والجميع بالف خير
مبارك عليكم عيد انتقال مريم العذراء الى السماء بالنفس والجسد ، والعذراء تحميكم من كل سـوء ومبارك لجميع المسيحيين هذا العيد
د – بشرى بيوض