الهدف من الصوم
الصوم هو الامتناع والانقطاع عن الاكل والشرب من منتصف الليل والى منتصف
النهار أو من الغروب والى الغروب واذا كان ممكن من الصائم أن ينقطع حتى عن
العلاقات الزوجية خلال يوم أو عدة أيام المقررة للصوم
الصوم هو ممارسة الحداد والطهارة والتوسل الى الله من خلال الصلوات والطلبات
الدينية الي تمارس في الكنيسة أو في أماكن أخرى للعبادة
الصوم يعبر بها الصائم المؤمن عن تواضعه وايمانه ورجاءه ومحبته امام الله
الخالق
الصوم له صفات قالها لنا الرب يسوع المسيح في أنجيل متى 6 : 16-18 ( وإذا صمتم
فلا تكونوا عابسين مثل المرائين يجعلون وجوههم كالحة ليظهروا للناس أنهم
صائمون الحق أقول لكم هؤلاء أخذوا أجرهم أما أنت فإذا صمت فاغسل وجهك وادهن
شعرك حتى لا يظهر للناس أنك صائم بل لأبيك الذي لا تراه عين وأبوك الذي يرى في
الخفية هو يكافئك ) وإذا صمتم اعتاد اليهود أن يصوموا في يوم التكفير ( وهذا
يكون لكم فريضة أبدية في اليوم العاشر من الشهر السابع تذللون نفوسكم بالصوم
ولا تعملون عملا الأصيل فيكم والغريب والدخيل ، لاويين 16 : 29 ) نجد تفاصيل
قت الاحتفال وفرضيّة الصوم وموقف التوبة وراحة السبت عن تتميم الطقس بيد عظيم
الكهنة لا بيد الكهنة وفي اليوم العاشر من الشهر السابع تنظمون احتفالا مقدسا
للرب تصومون به ولا تعملون عملا كانت أصوام اختياريّة كتلك التي يمارسها
الفريسيون مرّتين في الاسبوع ( فأنا أصوم في الأسبوع مرتين وأوفي عشر دخلي كله
، لوقا 18 : 12 ) هذه الممارسات يقوم بها الفريسي ( قال بعضهم لـيسوع تلاميذ
يوحنا يصومون ويصلون كثيرا ومثلهم تلاميذ الفريسيين أما تلاميذك فيأكلون
ويشربون ، لوقا 5 : 33 ) الرب يسوع ترك الامور الجامدة من ثوب عتيق وأوعية
عتيقة ليصل إلى عمق الانسان وما فيه من صلاح ومثله يفعل التلاميذ بعد أن دخلوا
في العهد الجديد الذي دشنه الرب يسوع بحضوره ووبخ الفريسيون قالاً لهم ( الويل
لكم أيها الفريسيون تعطون العشر من النعنع والصعتر وسائر البقول وتهملون العدل
ومحبة الله فهذا كان يجب أن تعملوا به من دون أن تهملوا ذاك ، لوقا 11 : 42 )
هم يتركون المحبة والعدل عليهم العمل بالشريعة هكذا حافظ يسوع على ممارسات
الشريعة لمن يريد المحافظة عليها فالختان الذي يمارسه المؤمن لا يزيد شيئًا
وإن هو تركه لا يخسر شيئًا ما أهتمّ يسوع بهذه الممارسات ولا هو هاجم الصوم في
حدّ ذاته بل هاجم الطريقة الذي به يُمارس ليظهروا للناس أنهم صائمين والوقت
الذي فيه يُمارَس مع هؤلاء الفريسيين وغيرهم ضاع المعنى الحقيقيّ للصوم الذي
هو انفتاح جذريّ على الله الذي ننتظر منه كل شيء وعليه يكون الصوم ببساطة لا
بالمظاهر الخارجيّة شأنه شأن الصلاة والصدقة فالغسل والعطور تُحفظ لأيام الفرح
فلماذا لا يدلّ صومنا على الفرح الذي يميّز المعطي الفرحان في العهد القديم
كان الشعب اليهودي يمارس اصواماً طوعية بالاضافة الى الاصوام الطقسية الرب
يسوع لا ينكر الصوم اساساً بل ينتقد فقدان المعنى الاساسي لمثل هذا الصوم
وكثير منا يتظاهر انه صائم لكن في الاساس هو بعيد كل البعد عن معنى الصوم
واهدافه المسيحي يفكر ان الصوم هو مجرد انه لا ياكل ولا يشرب يحصل على الملكوت
يتصور هذا هو الصوم لا ابداً الصوم هو الصيام من كل شيء من عادات سيئة واعمال
وافعال شريرة والى الاشياء الاخرى التي تبعدنا عن الله بعدها نتمكن الصيام أن
تركنا كل هذه نفعل كما فعلة الانبياء من قبلنا ( يقول الرب توبوا إلي بكل
قلوبكم بالصوم والبكاء والندب مزقوا قلوبكم لا ثيابكم فتوبوا إلى الرب الرب
حنون رحوم بطيء عن الغضب كثير الرحمة نادم على السوء ، النبي يوئيل 2 : 12-13
) قل لجميع الشعب والكهنة حين كنتم تصومون وتنوحون في الشهر الخامس والسابع في
تلك السبعين سنة هل كان صيامكم لي أنا؟ النبي زكريا 7 : 5 ) هل كل واحد منا
فكر في نفسه من ان صيامه مقبول؟هل حياتي تسير مع الله؟علينا الواجب أولاً
التفكير عميقاً قبل المباشرة بالصوم وألأ وقعنا في فخ ابليس قبل كل شيء نفكر
ان يكون لنا الاستعداد قبل الابتداء بالصيام
الصوم هو التامل والعيش مع الله كما فعل النبي موسى عند كتابته اللوحين كلام
العهد لما كان على الجبل صام أربعين يوماً وأربعين ليلة ( وأقام موسى هناك عند
الرب أربعين يوما وأربعين ليلة لا يأكل خبزا ولا يشرب ماء فكتب على اللوحين
كلام العهد وهي الوصايا العشر ، خروج 34 : 28 ) فتطلعت إلى السيد الإله طالبا
بالصلاة والتضرعات وبالصوم والمسح والرماد ، النبي دانيال 9 : 3 )
الصوم هو المصحوب بالصلاة والتضرع الى الله واذلال النفس والجسد والرب يسوع
صام أربعين يوماً وأربعين ليلة ، متى 4 : 2 ) ألاربعين هو رقم لعمر جيل بكامله
هذه المدة الاربعين يوما واربعين ليلة هي المدة التي قضاها موسى النبي على
الجبل ومسيرة النبي ايليا في البرية أربعين يوما ( فقام وأكل وشرب وسار بفعل
تلك الأكلة أربعين يوما وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب ، 1 ملوك 19 : 18 )
الصوم الحقيقي له القدرة على طرد الارواح الشريرة والشياطين ( متى 17 : 14-21
) طرد الشيطان من صبي مصاب بالصرع مع العلم تلاميذ يسوع لم يتمكنوا من طرد
الشيطان منه لقلة ايمانهم فاجابهم يسوع هذا الجنس من الشيطان لا يخرج الا
بالصلاة والصوم وعليه ان لم يكن لنا الايمان الكامل بيسوع والعمل بوصايا يسوع
الصوم لا يفيدنا ولا يمكننا طرد الشيطان من حياتنا وفكرنا وروحنا لا يكون
صومنا كمثل الفريسي والعشار ( لوقا فصل 18 ) الفريسي كان يصوم مرتين في
الاسبوع مثل هذا الصوم غير مقبول والسبب هو صوم الفريسي كان للتفاخر وكانه عمل
فضل على الله من انه يصوم لا يا احبائي الصوم هو انكسار النفس والروح والجسد
امام الله
الصوم هو للعمل مع الله والتبشير بكلمته كما فعلا برنابا وبولس وقبل رحلتهم
لتبشير الامم الوثنية ( وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال لهم الروح القدس
خصصوا لي برنابا وشاول لعمل دعوتهما إليه فصاموا وصلوا ثم وضعوا أيديهم عليهما
وصرفوهما ، رسل 13 : 2-3 ) هذا هو الصوم الصحيح وليس فقط الانقطاع عن الاكل
والشرب وما شابه ذلك
الصوم هو جلب الناس الى يسوع واتباعه هكذا عملا بولس وبرنابا عينا شيوخاً في
الكنائس التي اقاموها وصليا وصاما لكي الله يقوي الناس المؤمنين نعم الصوم
يعمل الكثير والكثير من الاعمال العجائبية الصوم تحمل المشقات والسجن والجلد
والسهر كما تحملها الرسول بولس خلال بشارته الوثنيين والكتاب المقدس يعتبر
الصوم ان الانسان قام بعمل ديني بالرغم يذكر ان الطعام هو هبة من لدن الله
اعطاه مجاناً للانسان ( فصعد كل شعب إسرائيل إلى بيت إيل وبكوا وأقاموا هناك
أمام الرب وصاموا ذلك اليوم إلى المساء وقدموا محرقات وذبائح سلامة أمام الرب
، قضاة 20 : 26 )الصوم هو الامتناع ليوم كامل وحتى الامتناع عن العلاقات
الزوجية ( إجمعوا الشعب وقدسوا الجماعة أحشدوا الشيوخ واجمعوا الصغار والأطفال
أخرجوا العريس من مخدعه والعروس من خدرها ، يوئيل 2 : 16 )
الصوم هو التوجه نحو الله ( فناديت بصوم هناك عند نهر أهوا لنخشع أمام إلهنا
طالبين منه أن يهدينا طريقا آمنا لنا ولأطفالنا ولجميع أموالنا ، عزرا 8 : 21
)
الصوم هو التبعية والاستسلام الكامل قبل القيام بمهمة شاقة مثل الصوم ( فأجابت
أستير على مردخاي إذهب واجمع كل اليهود الذين في شوشن وصوموا لأجلي ولا تأكلوا
ولا تشربوا ثلاثة أيام بلياليها وأنا وجواري نصوم معكم وبعد ذلك أدخل على
الملك خلافا للقانون فإن هلكت فأكون هلكت فعمل مردخاي بكل ما أمرته به أستير ،
استير 4 : 15-17 )
الصوم طلب الصفح من الله عن خطأ عمله الانسان ضد الله والقريب ( فلما سمع أخاب
كلام إيليا مزق ثيابه ولبس مسحا ونام فيه وصام ومشى منكس الرأس ، 1 ملوك 21 :
27 )
الصوم طلب الشفاء من الامراض المختلفة وأحياء الاموات ( فتضرع داود إلى الله
من أجل الولد وصام ونام لياليه على الأرض ، 2 صموئيل 12 : 16 )
الصوم يفيد في حالات المناحة أو الدفن ( وأخذوا العظام ودفنوها تحت شجرة
الأثلة التي في يابيش وصاموا سبعة أيام ، 1 صموئيل 31 : 13 ) صيام سبعة أيام
جزء من طقس الحداد
الصوم يفيد كذلك عند موت أحد الزوجين بمعنى الترمل ( وكانت تصوم جميع أيام
ترملها، ما خلا السبوت وعشيتها ورؤوس الشهور وعشيتها وأعياد بيت إسرائيل
وأفراحهم ، يهوديت 8 : 6 ) قال رسول الامم بولس ( فما ملكوت الله طعام وشراب
بل عدل وسلام وفرح في الروح القدس فمن خدم المسيح مثل هذه الخدمة نال رضى الله
وقبول الناس ، رومة 14 : 17-18 )
الصوم الحقيقي هو صوم الايمان والحرمان وترك من أفعال وأعمال ضد قداسة الله
والتوبة والمصالحة مع الله والمجد لله دائما
أعداد
الشماس سمير كاكوز