المسيح ولغة الجسد كوسيلة للاتصال الاجتماعي كما وردت في الكتاب المقدس .

للغة الجسد اهمية تقدر ب 90% من سلوك التواصل فاللغة تتكون من كلام، حركات مصاحبة والمتبقي ياتي من خلال نبرات الصوت وحدتها، وتمثل هذه الغة غيرالمحكية نوعا خاصآ من التواصل.
وتعرف لغة الجسد بانها فعل حركي يلازم الكلام ويستخدم لنقل تحليل متخيل لموقف ما، فالقلق، التفكير، الخداع الكذب، والصراحة.. الخ لكل من هذه المواقف لها افعالها الحركية المصاحبة، اما كيف نميز هذه الافعال فبالملاحظة الدائمة نفهم سلوك اللغة والحركة الداخلية والخارجية، ومن هذا المنطلق يمكننا توظيف ذلك فيما يلي …

لم يكن المسيح صحفي اوناقل اخباربل كان يقود مشروع خلاص الإلهي وكانت افعاله وكلماته ولقاءاته مع البشر بابعاد مميزة وواضحة تاتي من خلال اختيارأماكن اللقاء والحركة مع الجموع وفي مثال حي اورده متى 5: 1 إن المسيح اختار الحركة الى اعلى الجبل ليقوم (بالعضة) وينقل لنا التطويبات بالحكمة والمنطق والايماءات التي تقود المستمعين والمشاهدين اليه في أعلى الجبل حيث ينظرون اليه والى السماء بشكل مباشر دون وسيط لذلك تعتبر هذه العضة مشروع انساني متجدد الى يومنا هذا.

لفهم لغة الجسد واستخداماتها في الخدمة الإلهية، ذكر لنا لوقا 3:5 حين صعد المسيح الى القارب وابتعد قليلاعن الشاطئ لينشأ بيئة مناسبة وفعالة للحديث الى الجموع ولكي يستطيع المحتشدين ان يروه، اما مع التلاميذ فكان يتواصل بالحوار بصورة شخصية تاره وبصورة جماعية تارة اخرى كما في العشاء الأخير ( الخبز والخمر وموضع اللقاء والصلاة هو( العلية )) ونجد ان المسيح استخدم لغة الجسد كاليدين، الوجه ، حركة العينين ونبرات الصوت للتواصل ) كما نستمع اليها ونستلهمها الى يومنا هذا ببركة الذبيحة الإلهية. يشير البشير لو34:11 ” سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون منيرآ ومتى تكون شريرة فجسدك يكون مظلما ” فمن الجسد تخرج الخطيئة فما يخرج من الانسان ينجسه وليس مايدخل اليه، ويشير عدد 15-13 الى بركة المسيح للأولاد” حين قدم اليه الأولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلي” ويشر عدد 26-23 “فلما سمع تلاميذه بهتوا جدآ قائلين من يستطيع ان يخلص، ويشير بولس في رسالته الأولى كورنثوس 6: 13-20 “أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُم فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ”.

اقترب الينا المسيح بصور الجسد المصلوب ولتلك الصورة ابعادها الفكرية والرمزية والتي أوضحت لنا معنى روحانية البذل والعطاء والفداء الذي قدم لنا ومن اجل خلاصنا. صورة لغة الألم في هذا الجسد الخالي من الخطيئة تنقل الينا من خلال الصليب ونحن ما زلنا نعيش هذا الالم الى يومنا هذا ونقدم نفس اللغة بمراحل درب الصليب.
بارك يا رب اجسادنا واعطها الحماسة لمواصلة مشروع الخلاص الإلهي ولا تدخلنا في التجربة واهلنا للدفاع عن الايمان بك لاننا أعضاء في هذا الجسد ندعو اليه بالسلوك والفكر المتحرك المتصل بمضمون الزمان والمكان، وامنح كنيستنا الجامعة المقدسة الرسولية القوة والشباب الدائم.. الى الرب نطلب.

د. طلال كيلانو

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …