سفر اعمال الرسل هو الكتاب الخامس من اسفار العهد الجديد والقصد من السفر
اظهار كيفية تاسيس الكنيسة المسيحية الاولى بين الامم وبعمل وقوة الروح القدس
في الرسل ومن أهم الشخصيات الاولى التي برزت شخصية الرسول بطرس والشخصية
الثانية هو الرسول بولس ويوجد شخصيات اخرى ظهرت في هذا السفر انظر في الفصول 1
, 2 , 4 و 5 , 6 , 8 , 15 وسفر اعمال الرسل كتبه رجل اسمه ثاوفيلس ومعناه حبيب
الله ومن المحتمل انه كان مسيحياً من الامم كان له مركز مهم في الامبراطورية
الرومانية ويذكر اسمه في بداية السفر الاية الاولى ويكتب عن حياة المسيح
واعماله وتعاليمه باشارة من بشارة لوقا ولعدة اسباب منها من المبدأ حياة يسوع
العلنية والى الصعود وسفر اعمال الرسل يظهر لنا كيف استمرت الرسالة من بدايتها
في اليهودية في الاشراق والإضاءة والى وصلت الى اقصى العالم أجمع ويظهر من بعض
أجزاء السفر وتتحدث عن رحلات بولس الرسولية التبشيرية ومن الفصول السادس عشر
والعشرون والحادي والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون ومنها يظهر ان
ثاوفليس كان رفيقاً للرسول بولس في بعض تجولاته وانه قابله في رحلته التبشيرية
الثانية ورافقه الى مدينة فيلبي ومن بعدها في رحلة بولس الثالثة وايضاً قابله
في فيلبي ثم رافقه في سفره الى مدينة اورشليم وسافر معه من قيصرية الى روما
والتقليد المسيحي من العصور الاولى ان كاتب البشارة الثالثة وسفر اعمال الرسل
هو الطبيب لوقا واذا وضعنا شخصاً اخر من رفاق بولس مكان لوقا لما اتفقت
الاشارات مع الحوادث المذكورة في سفر اعمال الرسل وفي رسالة كولوسي 4 : 14 و
رسالة فيلمون عدد 24 نعلم ان لوقا كان مع بولس في رحلته الى مدينة روما اعمال
الرسل يشمل ظهور المسيح وأحاديثه مع التلاميذ مدة أربعين يوماً والوعد بحلول
الروح القدس والأمر بالمناداة وحمل الرسالة إلى أقصى الأرض الفصل الاول وصعود
المسيح والأعمال التي كان يقوم بها التلاميذ إلى يوم الخمسين والكنيسة في
أورشليم من الفصل الثاني والى الثامن فيها ذكر حلول الروح على التلاميذ في يوم
الخمسين والقصاص الأول الذي أوقعته الكنيسة على الخائنين وأعمال التنظيم
الأولى في اختيار الشمامسة وأول استشهاد وتأثير هذا على الكنيسة والشهيد الأول
الذي كان استشهاده الممهد لدخول الكنيسة المسيحية هو استفانوس وحوادث اخرى
منها عمل فيلبس في السامرة وتجديد الوزير الحبشي الفصل الثامن وشاول يقبل
المسيح ويبدأ بالمناداة برسالته الفصل التاسع ومناداة بطرس في سوريا وقبول
كرنيليوس الإيمان واقتناع الكنيسة أن الإنجيل وبشارة الخلاص للأمم أيضاً من
الفصل التاسع والى الحادي عشر وتأسيس كنيسة للأمم في أنطاكية وقد أصبحت
الكنيسة في أنطاكية مركزاً لإرسال النور المسيحي إلى العالم الأممي واضطهاد
هيرودس للكنيسة ورفض اليهود للرسالة المسيحية الفصل الثاني عشر وانتشار
المسيحية في كل بقاع العالم المعروف في ذلك الحين وأهم شخصية في هذا القسم هي
شخصية بولس الرسول الفصل الثالث عشر والى الثامن والعشرون وقد قام الرسول
بالكرازة في ثلاث رحلات تبشيرية عظمى في الاولى هو ذهب إلى قبرص وإلى داخل
آسيا الصغرى فصل 13 و 14 وكان من نتيجة دخول الأمم إلى حظيرة الإيمان أن اجتمع
مجمع أورشليم فصل 15 وفيه تحررت الكنيسة من قيود الختان للمسيحيين من الأمم
وفي الرحلة الثانية ذهب الرسول إلى مكدونية واليونان الفصل 15 وفي الرحلة
الثالثة ذهب إلى أفسس واليونان فصل 18 و 20 وذكر آخر زيارة لبولس في أورشليم
فصل 20 حيث ألقي عليه القبض وبعد أن كان قد دافع عن نفسه أمام اليهود وأمام
فيلكس الوالي وأمام فستوس وأغريباس وبعد أن قضى سنتين في السجن في قيصرية فصل
21 وأرسله الوالي إلى روما إذ كان قد رفع دعواه إلى الامبراطور فصل 27 وقد بقي
هناك مدة سنتين ينادي برسالة المسيح فصل 28 ويعتقد الكثيرون أن لوقا كان قصدهُ
كتابة اعمال الرسل ليُظهر أن رسالة المسيح وصلت إلى أقصى الأرض وأنها كانت قد
وصلت إلى قلب عاصمة الإمبراطورية وها هو رسولها الأعظم بولس ينادي بها في روما
هذه هي القمة في تحقيق القصد الذي من أجله كتب لوقا سفر الأعمال ولذا فعندما
بلغ غاية القصد ويعتقد الكثيرون أن سقر الأعمال لا بد وان يكون قد كتب قبل
استشهاد بولس الذي تم حوالي سنة 67 ميلادية. أما قيمة سفر الأعمال التاريخية
فعظيمة إلى أقصى غاية فهي المرجع الصادق القوي الدقيق لتاريخ الكنيسة المسيحية
في نشأتها كما أبان هذا السير وليم رمزي في كتابه الكنيسة في الإمبراطورية
الرومانية أمين
اعداد الشماس سمير كاكوز