يبدوا ان العوائق كثيرة أمام وصول الإنسانية إلى لقاح فعلي ضد كورونا
فكلما تذللت عقبة، ظهرت عقبة لنا عقبه جديدة. فالجميع يتكلم اليوم على الحاجة قناني او قاروره زجاجيه تحفظ اللقاح في درجة حراره متدنيه جدا وثابته تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر.
وهذه مصيبه كبيره ومحبطه حقا للحصول على هذه الحالة اللازمه لخزن ونقل اللقاح حول العالم إنها مشكلةً فعلية ستعيق الجهد العلمي والبحثي الإنساني المبذول للسيطرة على الجائحة، فحتى بعد تطوير اللقاح ونجاحه في كل مراحله التجريبية، كيف سيُنقل إلى مختلف دول العالم مع الحفاظ عليه في درجة حرارة متدنية جدًا؟
فالبحوث تؤكد إلزامية ويجب الاحتفاظ بلقاح كورونا في حرارة دون 80 درجة مئوية تحت الصفر، من لحظة تعبئته في القارورة حتى لحظة حقنه في ذراع المريض او المحتاج، وهذا ليس سهلًا مع نية تصنيع اللقاح في قارة وشحنه إلى القارات الأخرى، ومن مستودع إلى مستودع، قبل أن تصل إلى المستشفيات والمراكز الطبية التي يتم فيها التلقيح.
هذه المسألة دفعت شركات الأدوية العالميه إلى التفكير في كيفية حفاظ مئات الملايين من جرعات اللقاح في برودة عالية، فذلك يتطلب تجهيز طائرات وشاحنات ومستودعات بأجهزة تجميد كفؤه، وتصنيع أوعية زجاجية تتحمل المناخ الجليدي، وإنتاج الكثير من الثلج الجاف.
وذكر إن لقاحين من اللقاحات الثلاث التي وصلت للمرحلة النهائية (لقاح فايزر ولقاح مودرنا) يتكونان من مواد وراثية تتفكك عند ذوبان الجليد، أما الثالث (لقاح استرازينيكا وجامعة أكسفورد) فيجب أن يبقى باردًا لكن من دون تجميده، ولذلك سيعتمد توزيع اللقاح على الشركات اللوجستية الكبرى، مثل فيدكس و يو بي إس، فهما يمتلكان شبكات من المجمدات التي تستخدمها لشحن المواد الغذائية والإمدادات الطبية القابلة للتلف.
وقالت شركة “يو بي إس” إنها تبني ما يسمى “مزرعة التجميد” في لويزفيل بولاية كنتاكي، لتخزين ملايين الجرعات في درجات حرارة تحت الصفر. وأعلنت “فيدكس” عن إنشاء مجمدات يمكنها الحفاظ على درجات حرارة منخفضة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر، في عدد من مدن العالم مثل باريس.
لكن، حتى لو تم التغلب على هذه المشكله
فثمة مشكلة أخرى ستظهر: هل الصيدليات والمستشفيات تملك مجمدات اومخازن مجمده تستطيع توفير برودة ثابته تصل إلى 80 درجة تحت الصفرللمحافظه على تركيبة اللقاح ولضمان فعاليته؟
بقلم : د.خالد اندريا عيسى