لماذا لا تهتم بنفسك كما تهتم بجسدك؟

لَا تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلدُّعَاءِ مَعَ ٱلشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ.
وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.
فيلبي 4: 6-7

أوصنا الرب مرات متعددة في الكتاب المقدس أن نصلي، ولا يمكنا أن نعتبر تلك الوصايا الصريحة مجرد نصائح، يجوز لنا أن نعمل أو لا نعمل بها. وقد فهم الرسل والقديسون والكنيسة تلك الوصايا والتعاليم الألهية ، فتركوا لنا هذه العبارة التي جرت مجرى المثل: من يصلي يخلص ومن لا يصلي يهلك. وبكلام أخر، الصلاة هي الطريقة للحصول على النعم، وبدون صلاة يستحيل خلاص النفس والروح.

قال الأباء والكهنة والمعلمون الروحيون: الصلاة ضرورية للنفس كضرورة التنفس للجسد. فأذا أصبح للنفس متقطعاً أو صعباً، فالجسد يتعب ويتألم. كذلك الصلاة أذا قلت أو أذا لم تعمل جيداً، فتكون النفس في خطر جسيم. وأذا أنقطع التنفس بالمرة، فالجسد يموت حالاً. وهكذا من لا يصلي أبداً، تموت نفسه موتاً روحياً.

كان رجل غني لا يحب الصلاة ويرفض قبول الأسرار. وكان له خادم أمين تقي وشديد المحبة له ومن ثم كان عزيزاً جداً الى سيده. فكان الخادم يقول أحياناً لسيده: يا سيدي أفتكر بنفسك، وقم بواجبات العبادة نحو اللـه. وكان سيده يجيبه: كُن مطمئناً، فانا إما أكون خالصاً وأحصل على السعادة الأبدية، وعندئذ لا حاجة الى الصلاة والعبادة، وإما أن أكون هالكاً، وفي هذه الحالة لا تفييدني الصلاة شيئاً.

وحدث مرة أن مرض سيده، فأستدعى خادمه الأمين وطلب منه أن يحضر له طبيباً. سمع الخادم أمر سيده وخرج، ولكنه لم يهتم بأحضار الطبيب. فلما جاء المساء، أستدعه ىسيده المريض خادمه ثانية وقال له: ألم أقل لك أن تستدعي الطبيب؟ فلماذا لم تفعل؟ أجاب الخادم: يا سيدي، لقد أفتكرت في نفسي وقلت: إما أن سيدي سيبرأ من مرضه، وأما أنه سيموت. فأن كتب له أن يبرأ فأنه سيبرا حتماً بدون طبيب، وأن كان لا بد له أن يموت فماذا يستطيع الطبيب أن يصنع له؟ ومن ثم يمكنه الأستغناء عن الطبيب. أليس الأمر كذلك يا سيدي؟

أجاب سيده المريض: يا لك من أحمق! أن اللـه لا يريد أن نطلب منه معجزات بدون سبب، لكنه أعطانا الوسائل الطبيبعة وأمرنا بأستعمالها لنحصل على الشفاء. ومن هذه الوسائل أستدعاء الطبيب. فأسرع وأحضره حالاً.
فقال الخادم: أصبت يا سيدي، وها أنا ذاهب حالاً لاستدعاء الطبيب، ولكن لماذا لا تفعل كذلك بشأن نفسك؟ فخجل السيد وعرف خطأه وقال للخادم: الحق معك يا خادمي الأمين، وساعمل منذ الأن بنصيحتك.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …