ان الميلاد لا يكتمل الا إذا فتحنا أبوابنا للمسيح المولود وانتصر فينا النور على الظلام والحقيقة على الأوهام والنعمة على الخطيئة والحب على العداء والرحمة على الجفاء. أما إذا اعددنا للميلاد في بيتنا كل شيء ونسينا ان نعد للمسيح في قلوبنا مكانا فلا عيد ولا ميلاد فميلاد المسيح باب لقلوبنا نفتحه للمسيح المولود. كما جاء في ترنيمة الميلاد ليلة الميلاد يُمَّحى البغضُ، ينبت الحب، تدفن الحرب. عندما نسقي عطشان كأس ماء، عندما نكسي عريان ثوب حب، عندما نجفف الدموع من العيون، عندما نملأ القلوب بالرجاء، نكون في الميلاد. عندما أقَبِّل رفيقي دون غش، عندما تموت فيَّ روحُ الانتقام،
عندما يزول من قلبنا الجفاء، وعندما تذوب انفسنا في كيان الله، نكون في الميلاد. عندما نرفع الزوان من قلوبنا نكون في الميلاد وعندما نزرع الخير للجميع ونترك النميمة ونبعد عن الشر نكون في الميلاد
فبالمحبة والتوبة والغفران والسلام والمصالحة نفرح بالميلاد لذالك نحن مدعوون جميعا لنولد معه٬ أناساً جدداً والولادة لن تكون إلا بالتوبة فهي التي تغسل كل حياتنا فيولد كل واحد منا إنساناً جديداً يحقق هدف الله الأبدي.
لنصلى ونطلب من الرب ان يملاء قلوبنا سلاما ويقودنا لنكون صناع سلام مع أنفسنا ومع الله والناس وذالك من خلال صداقة وسيره فى الحياة مع الرب لنعمل حسب ارادته فى حياتنا وفى محبة وفرح وسلام ومغفرة ونكون صناع سلام بين الناس فلا ننقل أخبار مزعجه لاحد ولا نصنع شئ بخفة أو حسد أو كراهية او نميمه بل ندعو الى المحبة والإيمان والمصالحة كرسل سلام وسط عالم مُتعب ونعمل ايضا على هدوء الحواس وهدوء الفكر والتفكير المتزن الذى يضبط بقوة وفعل الروح القدس وينقاد الى السلام والمحبة وعمل البر ومصادقة اناس ذوى حكمة ووقار وعلينا ان نتصالح مع الله بالتوبة والرجوع اليه والسير على خطى القديسين ونصغى لصوت الرب في داخلنا ونطيع كتابه المقدس
ونصلي جميعا من أجل أن يشرق حولنا مجد الربّ في هذا العيد كما أشرق في أجواء بيت لحم ليلة ميلاد يسوع المسيح فادي الإنسان ومخلص الجنس البشري ولنقبل في داخلنا السلام الآتي من الله لكي نتمكن من أن نبنيه في كل عائلة ومجتمع ووطن وهذا المشرق وفي بلدانِ الانتشار ولنمجّد الله في إنساننا المتجدِّد بالمسيحِ وفي كل إنسانٍ تتجدّد فيه صورة الله بهيةً ولنكن أقوياء بالرجاء فنصمُد بوجه المحن والمصاعب ونخرج منها إلى ميناء عالم أفضل
يارب أجعل يوم ميلادك المبارك ميلاد جديد لنا
وأملأ قلوبنا بمحبتك وسلامك
م – اسماعيل ميرزا