كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله

ان الصليب الذي يعطي غفرانًا وخلاصًا وحياة ورجاء أكيدًا في الأبدية السعيدة والصليب الذي يعطي صورة مثالية للعطاء وللبذل ولنكران الذات وإخلائها بلا حدود الصليب الذي أعطانا صورة لمن يعطي وهو في عمق آلام الجسد ولكن في عمق محبة الروح ويعطي إلى آخر قطرة تسفك من جسده في الوقت الذي لا يقدم فيه العالم أي عطاء إلا دموع عزيزة كانت تسكبها قلوب محبة وكانت لها قيمتها عند الرب فليعطينا الرب بركة صليبه وليعطينا أن نتدرب على الحب والبذل وأن نحب الإعطاء أكثر من الأخذ وليعطينا أن ننمو في هذا العطاء ونظل ننمو حتى نعطي أرواحنا لأجله.

إن الفرح المتولد من عبور الألم الذي يكون على مستوى الصليب فهو يكون فرحًا متحركًا يغير ويجدد القلب والفكر والنفس إذ حينما تنقشع المحنة بكل خسائرها يلتفت الإنسان فإذا به قد عبر مرحلة ما قبل الصليب ليدخل مرحلة ما بعد الصليب، والفارق بينهما كالفارق بين الموت والقيامة: ينسلخ الإنسان من الأشياء المحسوسة لتتجلى أمامه وفى أعماقه الأشياء غير المحسوسة.

إن درب الصليب الذي سرنا فيه روحيًا هو دعوة لنا جميعًا وخصوصًا للعائلات للتأمل بالمسيح المصلوب لكي ننال منه القوة حتى نسير قدمًا في المصاعب صليب المسيح هو العلامة السميا لحب الله لكل إنسان وهو الجواب الفائض على حاجة كل إنسان لأن يكون محبوبًا عندما نعيش التجارب عندما تواجه عائلاتنا حالات الألم الضيق، فلننظر إلى صليب المسيح سنجد هناك الشجاعة للاستمرار في المسي يمكننا أن نردد هناك برجاء وطيد كلمات القديس بولس من يفصلنا عن محبة المسيح؟ هل الضيق، الشدة، الاضطهاد، الجوع، العري، الخطر، السيف؟ في هذه كلها نحن غالبون بذاك الذي أحبنا (روم 8، 35 ).

لذالك فان ان صلاة درب الصليب هي صلاة تقام كلّ يوم جمعة من الصوم الكبير المقدس السابق للفصح وتقام صلاة درب الصليب في الكنائس وهي عبادة شائعة نشأت في القرن الخامس عشر، فانتشرت في العالم كلّه. وما غايتها إلا مرافقة يسوع في طريق آلامه، للتأمّل فيها وللإستفادة الروحية منها. فلنقم بها نادمين على خطايانا متأمّلين آلام يسوع بصحبة العذراء أمّ الأوجاع.

يا ربنا يسوع المسيح، كما قضيت أربعين يوماً في البرية استعداداً لمهمتك التبشيرية، امنحنا أن تؤهلنا في رحلة الصوم هذه للاحتفال بأسرار موتك وقيامتك المجيدة . وامنحنا يا ربّ أن تكون كلّ أفكارنا، أقوالنا، وأفعالنا موافقة لإرادتك لأنك إله حنون رحيم طويل الأناة كثير الرحمة لكلّ من يدعونك بقلب نادم متواضع كما نسألك يا رب، أن نعيد الزمان ونعيد المعنى الصحيح لنستقبل زمن الصوم الكبير كما يليق بنا، نحن أبناءك، ويليق بمحبتك لنا واقبل يارب منا توبتنا واصوامنا .

باتّباعك أيّها الربّ، نحصل على الفهم والعطايا من أجل المواجهة الحقيقيّة ضدّ الشرّ وأعمال الشيطان معلنين إيماننا وحاملين صليبنا الذي هو فخر ومجد وصليبنا خلاصنا
نعم – الصّليب هو علامة انتمائنا إلى الخلاص والمجد
والصّليب هو علامة حضور الله وحبّه وحبّ المسيح لشعبه
واخيرا الصليب هو موضوع فخرنا في هذه الحياة وهو علامة ايماننا كما قال بولس الرسول
وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم (غل6: 14)
م -اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …