قبْلَ أنْ نُصَلِّيَ مِن أجلِ جَميعِ ضَحايا الحَرْبِ في هذهِ المَدينة، المُوصِل….. ويـتابع قداسة بابا الفاتيكان القول:

وفي العِراقِ وفي جَميعِ أنحاءِ الشَّرْقِ الأوْسَط، أَوَدُّ أنْ أُشارِكَكُم هذهِ الأفكار:

إنْ كانَ اللهُ إلَهَ الحَياة – وَهُوَ كَذَلِك – فلا يَجُوزُ لَنا أنْ نَقْتُلَ إخْوَتَنا باسمِه.

إنْ كانَ اللهُ إلَهَ السَّلام – وَهُوَ كَذَلِك – فلا يَجُوزُ لَنا أنْ نَشُنَّ الحَرْبَ باسمِه.

إنْ كانَ اللهُ إلَهَ المَحَبَّة – وَهُوَ كَذَلِك – فلا يَجُوزُ لَنا أنْ نَكْرَهَ إخْوَتَنا.

والآن لِنُصَلِّ معًا مِن أجلِ جَميعِ ضَحايا الحَرْب، لِكَي يَمْنَحَهُم اللهُ القَدير الحَياةَ الأبَدِيَّةَ والسَّلامَ الذي لا نِهايَةَ لَهُ، ولْيَسْتَقْبِلْهُم في حُبِّهِ وحَنانِه. ولْنُصَلِّ أيضًا مِن أجلِنا جَميعًا، حتى نَعيشَ في وِئامٍ وَسَّلامٍ مُتَجَاوِزِينَ الانتِمَاءاتِ الدِينِيَّة، لأنَّنا نُدرِكُ أنَّنا جَميعًا في عَينَيِ اللهِ إخوَةٌ وأخَوات”، …… وفي تحليل لهذه الرؤيا والنص الذي سيخلده التاريخ الذي ورد في فكر قداسة البابا فرنسيس والتفاصيل كما يلي :

موعظة اللات الثلاثة:

1– قدم البابا فرنسيس قناعته من خلال موعظة حوش البيعة: في الموصل وضمنها اللات الثلاثة التي تنهى عن اشراك مسمى الله في القتل وشن الحروب ونشر الكراهية بين البشر وخص العراق والشرق الأوسط بذلك وكأنه يقدم لنا موعظة جديدة باسم الرب يسوع المسيح والتي عرفت العالم و ميزت له ما الذي حدث ويحدث في المنطقة من عذابات واضطهاد وتهجير وارهاب منظم لإفراغها من مكوناتها القومية والعرقية هذا من جانب والأخر هو ان قداسة البابا قدم تعليما رسوليا لفكرة الحياة والسلام والمحبة بتسلسل روحي رمزي لما يجب تداوله من اجل انهاء الصراعات في كل العالم والتعايش بين البشر وفي تحليل لما ورد في الموعظة سنجد ان هناك عمق في المحتوى الفكري و النفسي والارشادي كما ونوعا وكما يلي:

2- قدم قداسة البابا فرنسيس لنا قناعته في الاخوة:

بأن الأخوة أقوى من قتل الإخوة والرجاء أقوى من الموت، العهد القديم، نقرأ على سبيل المثال: “لاَ تَقْتُلْ” (الخروج 13:20)، وفي العهد الجديد نقرأ: “قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ” (متى 21:5)، ونقرأ: “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ”(متى 22:5). أن السلام أقوى من الحرب فالكتاب المقدس يشير الى، “وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ”(إش 32: 17)، “وَرَبُّ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُعْطِيكُمُ السَّلاَمَ دَائِمًا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. الرَّبُّ مَعَ جَمِيعِكُمْ”(2 تس 16: 3)، “«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.” (يو 14: 27).

لقد نطق قداسة البابا بهذه القناعة بصوت أكثر بلاغة من صوت الكراهية والعنف، وقالها أنه لا يمكن أن يخنق صوت التعايش والمحبة وسط الدماء التي تسبب في إراقتها هؤلاء الذين يمارسون الإرهاب والاضطهاد والقتل والسبي والاستعباد ويشوهون مسمى الله ويسيرون في طرق الدمار، “سمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لَا تُقَاوِمُوا ٱلشِّرِّيرَ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ ٱلْأَيْمَنِ، فَأَدِرْ لَهُ ٱلْآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ وَيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَٱتْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا”(متى 5:38–40)، بالإضافة لدعوة يسوع إلى المحبة والإحسان تجاه الأعداء، “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ”(متى 5:44). “نرفع اليوم صلاتنا إلى الله الاب من أجل جميع ضحايا الارهاب والحرب والنزاعات المسلحة، وهنا في الموصل تبدو واضحة جدا عواقب الحرب والعداوات المأساوية”، إنها لقسوة شديدة لتكون هذه البلاد مهد الحضارات قد تعرضت لمثل هذه العاصفة اللاإنسانية، التي دمرت دور العبادة القديمة وألوف الناس، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو اخرين ممن تم اقتلاعهم من ارضهم بحجة الدين والمذهب.

3- قدم قداسة البابا فرنسيس قناعته في الصلاة :

وأشار، إلى أنه قبل أن نصلى من أجل جميع ضحايا الحرب في هذه المدينة الموصل والعراق، وجميع أنحاء الشرق الأوسط، أن نشارك جميعا ونتفق على ان الله إله الحياة والسلام والمحبة بذلك نؤكد من جديد قناعتنا أن الأخوة أقوى من قتل الإخوة، وأن الرجاء أقوى من الموت، “يجب أن نصلى من أجلنا جميعا حتى نعيش في وئام وسلام متجاوزين الانتماءات الدينية، لأننا ندرك أننا جميعا في عين الله اخوة واخوات”، وهنا بين لنا قداسته ان الدعوة للصلاة من اجل الاخرين هي لإشاعة السلام والمحبة ونبذ العنف، كما هي مشابهة لما قدمه الرب يسوع الى المؤمنين من تعليم، “لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ”(مز ١١: ٢٤)، “وَمَهْمَا سَأَلْنَا نَنَالُ مِنْهُ، لأَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَاهُ، وَنَعْمَلُ الأَعْمَالَ الْمَرْضِيَّةَ أَمَامَهُ” ( 1 يو ٣: ٢٢ )، “يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ”(مز ٦٥: ٢).

4- قدم قداسة البابا فرنسيس قناعته في الاعمار:

قائلا: “إذا نجحنا في التعامل مع بعضنا البعض، مع اختلافاتنا كأعضاء في نفس الأسرة البشرية، يمكننا أن نبدأ عملية إعادة إعمار فعالة ونترك عالماً أفضل وأكثر عدلاً وأكثر إنسانية للأجيال القادمة”.

عزيزي القارئ هذه هي قناعات قداسة البابا في رؤيا تاريخية لوضع البلدان التي تكثر فيها الصراعات والفوضى لخصها في ضرورة الحفاض غلى حقوق الانسان وقدمها لنا في إرشاد التربوي لجميع البشر، و كانه يحاكي ما قد قدمه الرب يسوع المسيح في موعظة الجبل بذلك اثبت للعالم ان المسيحية في شباب دائم وتتجدد والى انقضاء الدهر.

البابا فرنسيس من كنيسة سيدة النجاة:

الصعاب جزء من حياتكم أيها العراقيين، ووجه دعوة حماسية لإنهاء عنف المسلحين وقتل الأخوة والصراع الديني الذي اجتاح البلاد لعقود، قائلا إنه يجب منح فرصة لصناع السلام في نهاية المطاف. وقال في كلمة له من كنيسة سيدة النجاة بالعاصمة بغداد: “أشكر الله على لقائنا اليوم، وأضاف: “كان عليكم مواجهة الإرهاب والحرب والاضطهاد منذ سنوات، وبعد تلك الازمة الانسانية يجب أن نضع الأنانية والمنافسة جانباً ونكون شراكة أخوية مع الجميع، نجتمع الآن في كاتدرائية سيدة النجاة التي سالت فيها دماء أخوة وأخوات لنا”، وأضاف: جئت حاج سلام باسم المسيح رئيس السلام، متسائلا: كيف صلينا في هذه السنوات من أجل السلام في العراق الله يسمع دائما، والأمر متروك لنا كي نسير فى دورب الله”.

قداسة البابا فرنسيس يصل بغديدا:

صباح يوم الأحد 7/3/2021 توجه قداسة البابا إلى قضاء الحمدانية بعد انتهاء زيارته لمدينة الموصل العاصمة الادارية لمحافظة نينوى، وفي بلدة قراقوش، كان في استقباله المئات من الأسر المسيحية ورحبوا به من خلال التلويح بالأعلام العراقية والبابوية والبالونات الملونة، واقام قداس في الكنيسة الطاهرة الكبرى وقال البابا اثناء تأدية الصلاة في الكنيسة “انتظرت هذه اللحظة بفارغ الصبر لأكون بينكم في قراقوش” وأضاف “في وقت نفسه وبحزن شديد نشاهد اثار الدمار بسبب العنف والكراهية والإرهاب والتهجير القسري كم من الأشياء أصابها الدمار هنا” وتابع البابا بالقول “أيها الأحبة هذا الوقت ليس فقط لترميم المباني ولكن قبل كل شي ترميم البناء الاجتماعي وإعادة الحياة الى ما كانت عليه في الجميع واحلال المحبة والتعاون والسلام”.

من هم مسيحيو العراق؟

وفقا للتقارير العالمية واحصاءات كنائس العراق و الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية، وما يؤشره رجال دين المسيحيون إن هناك الان في العراق أقل من 250 ألف مسيحي، بعد ان كانوا يشكلون اكثر من 4% من مجموع السكان، وكان ذلك لغاية التسعينات من القرن الماضي في تعايش ولهم ممتلكات خاصة واسعة ويتقلدون الوظائف الحكومية ولهم المشاريع خدمية وانتاجية كانت واعدة في البلاد ويتصفون بالوطنية وحماسة خدمته وأنهم سكان العراق الأصليين، ويعيش معظم ما تبقى منهم نحو 200 ألف، في سهل نينوى وإقليم كردستان وبعض بلدات شمالي العراق، ويقدر 67% منهم من الكلدان الكاثوليك، الذين تحتفظ كنيستهم ذات الطقوس الشرقية بطقوس دينية وتقاليد خاصة بها، والسريان الكاثوليك، والأرمن الكاثوليك، والروم الملكيين الكاثوليك، و يعترفون جميعا بسلطة البابا في روما، بينما ينتمي 20 في المئة إلى كنيسة المشرق الآشورية التي هي من أقدم كنائس العراق، و البقية ينتمون إلى السريان الأرثوذكس، والأرمن الرسوليين، فضلا عن الأنغليكان والإنجيليين البروتستانت.

واختار البابا فرانسيس مدينة الموصل لتكون وجهته في يوم الاحد 7/3/2021 خلال زيارته التاريخية إلى العراق وليتراس هناك الصلاة والاستذكار المؤلم، لأرواح “ضحايا الإرهاب والحرب “فيها مرحباً بعودة المسيحيين إلى مدينة الموصل، الذي اقامته ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك في كنيسة التراث والتاريخ (كنيسة الطهرة) وكذلك للاطلاع على ما أصاب هذه المدينة التأريخية من دمار على يد قوى الظلام والعنصرية، ومن ثم الاتجاه الى اربيل وليتراس هناك القداس الإلهي الجماعي المقام في ملعب (فرنسو حرير)، وقال البابا خلال القداس: “نرفع اليوم صلاتنا من أجل ضحايا الإرهاب والحرب والنزاعات المسلحة، التي تبدو واضحة جداً ولقسوتها و الحزن والماسي التي خلفتها بحق المكونات كافة للشعب العراقي”.

ماذا قال سياسيو العراق عن الزيارة:

الرئيس العراقي برهم صالح:

العراق أرض الحضارات ومنبع الأديان ومثوى الأئمة، واجتاز الكثير من عواصف الكراهية والحروب، لكن التعايش والتعددية هي أساس البناء الاجتماعي فيه وزيارة البابا كانت تأكيدا لهذه المفاهيم، وأشار أن البابا فرانسيس وصل العراق ووجد استقبالا اقترن باسم العراق السلام والتعايش، بعد ان كان مقترنا بالعنف والمشاكل والموت، وبتجاوب شعبي كبير كان الاستقبال، كما وصف اللقاء الذي جمع البابا فرانسيس بالمرجع الشيعي، علي السيستاني، بقمة الاعتدال والتسامح، وهما يمثلان منهجا في الوسطية والاعتدال والتحاور والتعايش، وهو ما سيكون له تأثير كبير على حوار الأديان.

وعن رمزية زيارة البابا فرانسيس إلى مدينة الموصل التي أضحت محررة اليوم، ودخل اليها بابا الكنيسة الكاثوليكية، “وسط حطام الحرب” وأقر بأن الظروف كانت صعبة جدا ودعى الى ادانة بيع الأسلحة وتهريبها إلى الإرهابيين، وان إعادة إعمار الموصل والعراق، فالمساعي الجارية لأجل تحقيق هذه الغاية بجدية.

رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي:

يعلن إن زيارة البابا ستسهم في “ترسيخ الاستقرار، وإشاعة روح التآخي في العراق وفي عموم المنطقة”، بحسب بيان لرئاسة الوزراء العراقية، وأضاف الاعلان أن جهود البابا “مشهود لها حول العالم في الحد من الصراعات، وتغليب الحكمة والعقل وإعلاء قيمة الإنسان، فوق كل المصالح السياسية والنزاعات والحروب”، وأكد الكاظمي أن “العراق حكومة وشعبا بكل أطيافه وألوانه المتآزرة ينظرون بعين الترحيب والإجلال لهذه الزيارة”، وتخليدا لزيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الى العراق، أعلن رئيس الوزراء العراق، باعتبار السادس من مارس من كل عام “يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق”، وذلك بعد اللقاء التاريخي بين بابا الفاتيكان فرنسيس، والمرجع الديني السيستاني، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، نعلن عن تسمية يوم السادس من آذار من كل عام، يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق”.

رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي:

استقبل رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، اليوم الجمعة5/3/2021، بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، الذي وصل إلى العراق في زيارة تاريخية تستغرق ثلاثة أيام، وذكر مكتب السيد الحلبوسي الإعلامي في بيان مقتضب أن لقاء خاصًا جمع بين الحلبوسي والبابا فرانسيس وقال السيد الحلبوسي، في تغريدة على حسابه في تويتر: مرحباً بقداسة البابا فرانسيس في بلاد الرافدين مهد الحضارة الإنسانية، مرحباً به في بغداد دار السلام وناصرية أبي الأنبياء ونجف سيد الأولياء وموصل الأصلاء وأربيل المحبة والإباء.

السيد مقتدى الصدر:

زعيم شيعي عراقي، اعلن أن “البابا مرحب به في القلوب قبل العقول”، مضيفا “وصلني أن هناك بعض المعارضين لزيارة البابا أقول إن الانفتاح على الأديان أمر مستحسن”، موقف الصدر يأتي ردا على ما قيل إنها تصريحات لقيادي في الميليشيات العراقية قال فيها إن البابا “غير مرحب به” في العراق، وفق ما أفاد ناشطون عراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي.

تحالف الفتح السيد هادي العامري:

اصدر بياناً عشية زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس الى العراق، الجمعة 5/3/2021واصفا اياها بـ”التاريخية”، نص البيان “باسم تحالف الفتح وجماهيره وقواه السياسية وعناوينه الوطنية، نتطلع لزيارة بابا الفاتيكان إلى العراق بلد الأنبياء والرسالات.. إنما هي صورة حية للقاء المسيحية مع الإسلام في أرض السلام، ومحطة كبيرة لاستعادة وهج اللقاء الكوني على أرض العراق، وحلقة الوصل بين الإنسان وأخيه الإنسان، وحوار الأديان في ظل هذه المسيرة الروحية المرحب بها لبابا الفاتيكان، وهو يزور أور ووهج التراث المسيحي وشعبه في العراق”، واضاف، ان “هذه الزيارة التاريخية ستكون فرصة وطنية سانحة لتأصيل وحدة النوع الإنساني الذي اجتهد الأنبياء والمفكرون والمصلحون في الديانات الإسلامية والمسيحية من أجل بنائه وترشيده وهديه، مثلما ستكون محطة إنسانية مفتوحة على الخير والاستقرار والألفة والسلام بعد ويلات الحروب وجرائم المجموعات الإرهابية المسلحة. د رئيس تيار “الحكمة” فى العراق، عمار الحكيم، اليوم الأحد، أن زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان للعراق محطة على طريق استعادة العراق مكانته الدينية باعتباره “منبعا للديانات الإبراهيمية وباقي الأديان”.

تيار الحكمة العراق:

زيارة بابا الفاتيكان محطة لاستعادة العراق مكانته الدينية : أكد رئيس تيار “الحكمة” في العراق، السيد عمار الحكيم، أن زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان للعراق محطة على طريق استعادة العراق مكانته الدينية باعتباره “منبعا للديانات الإبراهيمية وباقي الأديان”، وأوضح أن لقاء البابا فرنسيس مع المرجع الديني علي السيستاني، صورة ناصعة عن أهمية السلام والتسامح في حياة الإنسان وأهمية الزعماء في إدارة دفة الوئام والتنوع، مشيدا بقرار الحكومة العراقية، باعتبار السادس من مارس يوما للسلام والتسامح في العراق.

واختتم البابا فرنسيس زيارته للعراق بعظته:

التي القاها في القداس الجماعي العام في مدينة اربيل بالصلاة والدعاء الى الاب القدير ان يساعدنا في إدراك عمق محبته التي يغدقها علينا وقال: “أعْطِنا أنْ نُدرِكَ أنَّهُ فقط مِن خِلالِ العَمَلِ بِحَسَبِ خِطَةِ حُبِّكَ دونَ تأخير، يُمكِنُ أنْ يُعادَ بِناءُ هذهِ المَدينةِ وهذا البَلَد، ويُمكِنُ شِفاءُ القُلُوبِ التي مَزَّقَها الألَم. ساعِدْنا حتَى لا نَقْضِيَ الوَقتَ في خِدْمَةِ مَصالِحِنا الأنانِيَّة، أفرادًا أو جَماعات، بلْ في تَحقيقِ خِطَةِ حُبِّكَ. وإذا ضَلَلْنا أعْطِنا أنْ نُصْغِيَ إلى صَوْتِ رِجالِ اللهِ الصَّادِقين، فَنُصَحِّحَ مَسَارَنا قَبْلَ فواتِ الأوان، حتَى لا نَهْلَكَ مَرَةً أُخرَى في الدَمارِ والمَوت. وختم البابا الصلاة على نية ضحايا الإرهاب والحروب متوجها إلى الرب وقال: إنَّنا نُوْكِلُ إليْكَ أولَئِكَ الذينَ تَوَقَّفَتْ حَياتُهُم على الأرْضِ بِسَبَبِ العُنْفِ على يَدِ إخوَتِهِم، ونَطْلُبُ مِنْكَ أيضًا مِن أجلِ الذينَ صَنَعُوا الشَّرَّ لإخْوَتِهِم وأخَواتِهِم: أنْ يَتُوبوا بِفِعْلِ قُوَّةِ رَحْمَتِك. الراحَةَ الأبَدَيَّة أعطِهِم يا ربّ، والنُورُ الدائِمُ فَلْيُضِئْ لَهُم. لِيَسْتَريحوا بِسَّلام. آمين”.

وفي الختام عزيزي القاري، بعد هذا الايجاز الفكري والإعلامي أقول ان الكلمات آلتي القاها قداسة البابا خلال لقاءاته الرسمية، وفي الصلوات التي أقامها انما كانت كلمات السلام والمحبة والغفران والتسامح واحترام الاخر ولم تفارق الابتسامة وجهه في كل لقاءاته، ماعدا في باحة كنيسة الطهرة بالموصل (حوش الكنيسة) عندما رأى صورًا مؤلمه للدمار فيها فضلا عن بيوت الناس الفقراء في المكان وارتسمت على وجهه صورة حزن والم واضحة جدا ……

بارك يا رب كنيستنا الجامعة المقدسة الرسولية ورؤسائها وامنح المؤمنين المباركين لها المزيد من نعمة المحبة والتسامح والغفران تمثلا بعمق المبادئ التي تنادي بها في هذا العالم، وبارك زيارة قداسة البابا فرنسيس الى كل دولة يزورها لترسيخ قيم المحبة والسلام فيها …… الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

——————————————————————————————————-

*مدينة الموصل تقع في شمال العراق وتبعد عن المركز بغداد 430 كم تناقصت اعداد المسيحيين فيها ليصل الى الصفر عام 2014 بعد احتلال داعش لها ودمرت او تم تخريب معظم المعالم المسيحية فيها وبعد ثلاثة سنوات تم تحريرها وعادت بعض الاسر المسيحية اليها ….

*أول زيارة بابوية للعراق.. بابا الفاتيكان يصل بغداد في 5/3/2021وسط إجراءات أمنية مشددة.. الحبر الأعظم: جئت حاجا تائبا باسم السلام.. لتصمت الأسلحة وكفى عنفا..

*وقال البابا فرنسيس مخاطبا الرئيس العراقي برهم صالح وسياسيين ودبلوماسيين في القصر الرئاسي: “لتصْمُت الأسلحة ولْنَضَع حدا لانتشارها هنا وفي كل مكان ولتتوقَّف المصالح الخاصّة، المَصَالِحُ الخارِجيّة التي لا تَهْتَم بالسُكان المحليين، كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامُح”.

*وغرد بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، عن زيارته للعراق، قائلا: “جئت إلى العراق تائبا، أطلب من السماء المغفرة لي ولإخوتنا على القسوة والدمار”.

*(فرانسوا توما حريري) (1937-18 شباط 2001) وهو سياسي عراقي آشوري وعضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضو في المجلس الوطني الكردستاني ولد في قرية حرير شمال أربيل وشغل منصب محافظ أربيل وفي 2001 اُغتيل من قبل منظمة أنصار الإسلام وبني ملعب فرانسو حريري تخليدا لذكراه وتم تسمية شارع باسمه،

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …