عندما ضرب نادر شاه الموصل بالقنابل تهدمت كنيسة الطاهرة (1) الأثرية الكلدانية فتبرع زكريا الصائغ وآل أسرته بأعادة بناءها. أن هذه الكنيسة هي دير مار كبرييل (الدير الأعلى) الذي نزل فيه البطريرك يشوعياب (2) سنة 651 – 660م ونزل فيه الخليفة العباسي المأمون (3) سنة 830م وعند أنتهاء بناء الكنيسة حضر الوزير حسين باشا الجليلي وجرت حفلة افتتاح الكنيسة وقد أنشد الشاعر حسن عبد الباقي افندي قصيدة (4) بهذه المناسبة سنة 1744م جاء فيها.
نص القصيدة:
عّرج بنا يا اخا الاســـرار متعسفاً لبيعـــة ملئت عـــزاً وتقــــديســـاً
واقصد بنا قاعـــةً للطــاهرة بنيت حتى بها تذهب الاتــراح والبوسا
فيها اناجيـل لا تحصى فضائلهـــا كم عبدت كــل مطــران وقسيسـا
وتيمت كم وكم رهبـــان بهجتنــــا وفي الاوائل كــم دقــــوا نواقيسـا
قم واستمع سحـــراً الحـان نغمتهم تخالهم في ظــلال الليــل فانوســا
في هيكل الدير قم وانظر تر عجباً من الاشعـــة كالمصبــاح مقبوسـا
فمـــد قدمنـــا سألنـــا من اخ ثقـــة من شاد اركان شيئ كـان مدروسا
فقيــــل لي زكـــريا بالبنــــا سبب بعــــزم ليثٍ همـــام قــامع الروسا
عالي الجنـــاب وزير ضغيم بطل حسين قـــــام لهـــا للضد دبوســــا
لازال سعـــــده بالاقبــــال مبتدراً واعداؤه لم تـــــــزل للضد دبوسا
امــــوال صح في التاريخ جاد بها جوزيت يا زكريا الاجر من عيسى
المصادر: (1) الصائغ1 ص289، (2) الصائغ3 ص128، (3) الصائغ3 ص128، (4) الصائغ1 ص289.
الموسوعة الكلدانية – كتاب تاريخ الكلدان صفحة 126.
الناشر/ شامل يعقوب المختار