ما بكِ سهام؟ ما لكِ تصرخين على غير عادتك؟
هكذا تكلم أستاذ فلاح باستغراب مع زميلتهِ سهام، عندما رآها تخرج من غرفة المدير
صارخةً وبصوتٍ عالٍ …
– لقد نسي انهُ كان زميلاً لنا، وإننا كنا من اختاره بعد إحالة مديرنا السابق على التقاعد؛ لقد نسي كل هذا وأصبح ينظر الينا وكأننا عبيد عنده!
– هل تقصدين وسام؟
– نعم إنه هو، وهل يوجد فض وحقير وقبيح وخبيث اكثر منه
– يكفي يكفي، على مهلكِ، تعالي معي الان، وأخبريني ما حصل
تذهب مع فلاح وتجلس، يجلب لها استكان شاي مهيل مع قنينة ماء بارد قنينة الماء
فتشرب الاثنين، وتحاول ان تتكلم لكن فلاح يطلب منها الهدوء، ويقول لها:
– العنف لا يولد الا تصرفات قد نندم عليها فيما بعد
هنا يدخل المعاون ويقول: لقد أصدر وسام كتاب نقلك الى دائرة أخرى، وسوف يرفعه
الى المدير العام!
– ليفعلها وليرى ماذا سأفعل!؟
– لن تسطيعي فعل شيء… ولكن اسمعي لفلاح واتركي هذه اللغة
تنهد فلاح وقال بهدوء:
– ألم أقل لكِ اضبطي أعصابك واغلقي فمك؟
– ألم ترى ماذا فعل؟
– سوف يتراجع عن قراره
– ماذا؟ كيف؟ لقد قال المعاون أنهُ أصدر امراً
– لا عليكِ هو صديقنا ونعرف أسلوبه
– وما هو أسلوبه؟
– ان تتكلمي معه على انفراد
– ماذا تقصد؟
– لا أقصد سوءً، أقصد أننا نعرف طبيعته، فهو خجول جداً ومتعاون جداً
لو كان الطلب منه على انفراد، لكن مع وجود طرف ثالث (أياً كان)
فهو كما رأيتِ
– ماذا؟ نعم لقد كان المعاون حاضراً
– وماذا طلبتي انتِ؟
– إجازة لمدة ثلاثة أيام لأداري أمي فقد عملت عملية
– الموضوع بسيط جداً، أفعلي كما قلت لكِ
– بعد كل هذه الالفاظ والاهانات التي أطلقتها في وجهه؟
– قلت لك، سترين شخص أخر
– وهل أذهب إليه الآن؟
– لا اتصلي به بعد العشاء
– سوف أفعل ذلك
في الليل وبعد العشاء، وقفت حائرة خجلة مما فعلت، ولم تستطع الاتصال والكلام معه،
بسبب كلامها الجارح والمهين معه، فقررت مراسلته، وبعثت رسالة واحدة قالت فيها:
– السلام عليكم أستاذ، أنا أسفه على ما بدر اليوم مني، لكن مرض أمي ازعجني جدا
أفقدني رشدي… أتمنى ان تتقبل اعتذاري
فجاء الرد مفاجئاً:
– لا عليكِ، أنتِ أختٌ عزيزة… واعتبري كل شيء قد انتهى، تسطيعين الذهاب الى أمك
مع دعواتي لها بالسلامه ولطفا بلغيها سلامي لها، وتمنياتي لها بالشفاء العاجل
فاجئها واسعدها الرد فاتصلت بفلاح مباشرة وقالت:
– أستاذ فلاح اشكرك جداً لقد انتهى كل شيء
– ألم أقل لكِ، هذه هي شخصيتهُ فتعلمي من الان كيف تتعاملين معه ومع الاخرين
– لكن لماذا؟
– لماذا ماذا؟
– لماذا هو يفعل ذلك؟
–
لعلها شيزوفرنيا سريعه
بقلم: د.خالد اندريا