المعابد والهياكل

كلمة سومرية معناها البيت الكبير الهيكل هو مكان عبادة الله وهو يقوم مقام
الكنيسة اليوم ولكن اليهود لم يطلقوا اسم هيكل على كل مكان للعبادة بل على
مكان واحد كبير في القدس أما باقي أماكن العبادة فكانت تسمى مجامع ومفردها
مجمع أما هيكل القدس فقد بناه سليمان ثم جُدد في عهد زربابل وفي عهد هيرودس
الكبير وقد وردت لفظة الهيكل في الكتاب في معنى هيكل الرب في القدس في معظم
الأحيان ولكن الكتاب أعطى الهيكل معناه المقدس العام في أمكنة أخرى راجع (
يوئيل 3 : 5 ، عزرا 5 : 14 ، رسل 19 : 27 ) واستعملت اللفظة بمعنى خيمة
الشهادة في أماكن ثلاثة راجع ( 1 صموئيل 1 : 9 ، 3 ، 3 ، 2 صموئيل 22 : 7 )
الملك داود هو صاحب فكرة بناء هيكل ثابت للرب بدل خيمة الشهادة المتنقلة وهو
الذي جمع الأموال وخزن المجوهرات وجهز الأدوات والمعدات راجع ( 2 صموئيل فصل 7
، 1 ملوك 5 : 3 – 5 ، 8 : 17 ، 1 أخبار فصل 22 ، 28 : 11 ، 29 : 9 ) في الكتاب
إحصاء دقيق للأموال والمجوهرات التي أرصدها داود لهذا الأمر المقدس أما من
خزائنه أو من أعماله وحلفائه وقد وعد الرب داود بأن يكون البناء في عهد ابنه
ووريثه سليمان راجع ( 1 أخبار 17 : 12 ) أما موضع الهيكل وهندسته فقد عينه
داود قبل موته راجع ( 1 أخبار فصل 22 ) ثم بدأ سليمان العمل في البناء في
السنة الرابعة من حكمه واستغرق العمل سبع سنوات وستة أشهر راجع ( 1 ملوك 6 : 1
و 38 ) اعتمد سليمان على مصادر أخرى غير عبرية فتحالف مع حيرام ملك سور
الفينيقي واشترى منه الخشب واستأجر عمالاً فنيين فينيقيين راجع ( 2 أخبار 2 :
7 – 10 ) اشتغل مئات الألوف من اليهود ومن الفينيقيين في قطع الخشب ونقله وقطع
الصخور ونقلها ( 1 ملوك 5 : 15 ، 16 ، 9 : 20 – 23 ، 2 أخبار 2 : 2 و 17 ، 18
، 8 : 10 ) ارتفع بناء الهيكل فوق جبل مورية في القدس عند بيدر اروانة اليبوسي
حيث بنى داود مذبحاً للرب راجع ( 2 صموئيل 24 : 25 – 28 ) بعد أن مهدت الأرض
وسدت الثغرات التي فيها. وكان الهيكل، بوجه عام على شكل خيمة الشهادة إلا أن
الأبعاد كانت ضعف ما كانت عليه في الخيمة كما أن معالم الزينة كانت أكثر بذخاً
وفخامة وشيدت الحيطان من حجارة نقلت من المحاجر المعروفة إلى اليوم بمقالع
سليمان قرب باب العمود وكان خشب السطح والأبواب من الأرز وخشب الأرض من السرو
والكل مغطى بالذهب راجع ( 1 ملوك 6 : 20 ، 22 ، 30 ، 2 أخبار 3 : 7 ) كان
الهيكل يتجه إلى جهة الشرق وكان بجانب مدخله رواق وعواميد ثم اتسع الرواق في
عهد خلفاء سليمان حتى شمل جميع الجهات وبنيت إلى الغرب من الرواق الشرقي دار
مربعة الشكل ثم إلى غربها دار أصغر منها أما المذبح فكان صندوقاً من الخشب
الثمين مربع الحجم مغطى بالنحاس وكانت النار تشعل على رأسه ليتطهر بها الكهنة
والذبائح وكان في الدار الصغيرة غرف للكهنة وللطبخ أما الدار الكبرى فكان فيها
الهيكل الحقيقي وكان بناؤه شاهقاً وكانت أبوابه من الخشب المرصع بالذهب وجعلت
بعض جوانبه مخصصة للملوك وتحت رواقه وضع عمودان مزخرفان هما ياكين وبوعز وكان
لا يسمح بدخول أحد غير رئيس الكهنة إلى الجانب المقدس المخصص له وكان ذلك
الجانب يغلق ببابين ضخمين وكان ينيره ضوء منارة من الذهب وإلى جانبها خمس
منائر على خمس موائد وفيه كان يقدم البخور وخبز الوجوه ووضع فيه المحراب أو
قدس الأقداس وهو غرفة مظلمة فيه تابوت العهد على صخرة رفوقة كاروبا ملاكا
المجد هذا وصف لهيكل سليمان الذي حافظ على عظمته مدة أربعة قرون وربع أي منذ
حوالي سنة 968 قبل الميلاد إلى أن هاجم البابليون القدس وسبوا أهلها واستولوا
على ما في الهيكل من ثروة سنة 587 قبل الميلاد راجع ( 2 ملوك 25 : 8 ، 9 ، 13
– 17 ، 2 أخبار 36 : 18 ، 19 ) اضطر هيرودس إلى ترميم الهيكل من جديد بعد أن
تداعى هيكل زربابل إلى الخراب وقد بدأ العمل سنة 20 قبل الميلاد واستغرق وقتاً
طويلاً وتم في عهد اغريباس الثاني سنة 64 بعد الميلاد وأخبار هذا الهيكل مدونة
في تاريخ يوسيفوس المشهور وقد وسعت مساحة هذا الهيكل ضعف ما كانت عليه قبلاً
وبني من صخور بيضاء وأحيط بالهيكل عدة دور أهمها دار الأمم والدار الخارجية
ودار النساء ودار إسرائيل ودار الكهنة وبني حائط السياج بين دار الأمم ودار
النساء وكان فيه ثلاثة عشر باباً ومنع دخوله على غير اليهود وكانت المزامير
ترنم في دار إسرائيل وكان دخولها مقتصراً على المطربين وكان الكهنة يغنون في
دارهم ويباركون الشعب أما السنهدريم فكان يجتمع في مكان سمي بالبلاط وهو غرفة
متصلة بالدار التي فيها المذبح وكان المذبح مبنياً من حجارة مبيض بالكلس وفيه
ثقوب ليسيل منها دم الذبائح وغطي وجه المذبح بالذهب وقد زار يسوع هذا الهيكل
وعند درجات دار بني إسرائيل أخذ يسأل المعلمين وتطهرت أمه عند أحد أبوابه ولكن
الهيكل لم يعمر بعد ذلك كثيراً فقد هدمه الرومان سنة 70 وهيكل زربابل هو
الهيكل الثاني بني بعد ان سمح بذلك الملك الفارسي كورش الذي احسن الى اليهود
وسمح لهم بالعودة الى القدس وكان تاريخ ذلك الأذن سنة 538 قبل الميلاد وبدأ
ببناء الهيكل مكان الأول سنة 537 قبل الميلاد وكان العمال يرممون الصامد من
البناء ويبنون على ما تهدم واستغرق العمل وقتا طويلا لحصول اضطرابات وحروب ولم
يتم قبل سنة 515 قبل الميلاد وكان البناء الجديد أضخم من الأول لكنه أقل فخامة
ومصاريف واستعمل في تشييده خشب الأرز ورصد بالجواهر التي تبرع بها السكان
واستعيد إليه بعض أوانيه الذهبية التي سبيت وسرقت غير أن قدس الأقداس كان
خالياً لأن تابوت العهد اختفى وأخبار هذا الهيكل مدونة في أسفار عزرا وحجي
وزكريا وقد بقس مدة خمسة قرون أمين
أعداد الشماس سمير كاكوز

عن الشماس سمير كاكوز

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …