“وَتَكُونُ زَلَازِلُ فِي أَمَاكِنَ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَٱضْطِرَابَاتٌ. هَذِهِ مُبْتَدَأُ ٱلْأَوْجَاعِ”*….. الكوارث الطبيعية كما وردت في الكتاب المقدس:

“اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ”(‏ام ٢٢:‏٣‏).

‏وما حدث في بعض الدول لاوربية والعالم مؤخرا كنموذج(1).

قداسة البابا فرنسيس يصلى من أجل ضحايا الكوارث الطبيعية كفيضانات ألمانيا و في العالم ويوجه رسالة يعرب فيها عن مشاركته العميقة لألام الذين فقدوا أحباءهم أو الذين يبحثون عنهم لأنهم مفقودون، فلم يغب عن فكر البابا قربه من ألمانيا التي تعرضت في الأيام الأخيرة لعاصفة تسببت في فيضانات ووفيات ودمار وفي صلاته يذكر قداسة البابا أيضًا الجرحى والذين تضرروا أو فقدوا ممتلكاتهم بسبب قوة الطبيعة. و يطلب معونة الله وحمايته، يؤكد قداسته قربه الروحي من الذين يبذلون قصارى جهدهم من الذين يعملون في الانقاذ والمسعفين، وعبر كذلك عن صادق مواساته الى كل المجتمعات التي عانت من الكوارث كالفيضانات المدمرة في جنوب آسيا وكذا إلاعاصير التي حدثت في الهند وفي بعض الولايات الامريكية.

ماهي الكوارث الطبيعية:

الكوارث الطبيعية :هي دمار كبير يحدث بسبب حدث طبيعي يتضمن خطورة كبيرة، أو هي أحداث يتم اعتبارها كمصائب فُجائيّة تخلّف أضراراً هائلة على الطبيعة والإنسان، تشمل كل أنواع الطقس السيّئ والذي يُشكّل تهديداً للأمان والممتلكات والبنية التحتية الحيوية للبشر والمجتمعات، فالكوارث الطبيعية موسمية وفجائية وتحدث بلا سابق إنذار، ولفترات متكررة وتُعتبر كلّ من الفيضانات، والعواصف الشتوية، وحرائق البراري، والأعاصير، والزلازل، والبراكين، وغيرها من الأمثلة لهذه الكوارث كأرتفاع درجات الحرارة أكثر من المعدلاتها،والكوارث البيولوجية كالأوبئة وانتشار الأمراض المعدية في عدّد من البلدان والقارات وتأثيرها على السكان، كما في انتشارفيروس كورونا (-19 covid) حاليا وما زال يتحور الى سلالات جديدة رغم الاجراءات الاحترازية ازائه.

الكوارث في اللغوية أو الاصطلاح(2) فأنها تذهب الى نفس المعنى وتعمل على توصيل نفس القصد فنجدها في اللغة هي المصيبة العظيمة أو الخراب الواسع، يمكن إن تكون الحروب كارثة أي نازلة جماعية تحلّ بعدد كبير من الأفراد، الكوارث الطَّبيعيَّة هو كل ما ينتج عن الطبيعة من تهديد خطيرواضرار، واستنادا على ما تقدم هناك مفاهيم متعددة للكارثة، فيها الوضوح والشمولية والإيجاز والمعنى العام تم قبولها نظرا لتناولها لموضوع الكوارث من مختلف الاتجهات وتم صياغتها من قبل منظمات ومؤسسات بحثية وعلى النحو التالي،يمكن العودة الى الهامش للقراءة عنها(3).

دور البشر في هذه الظواهر البيئية الخطيرة:

1- في الاستغلال الخاطئ للموارد الطبيعية وفي الأنشطة التي تهدد الأرض وعلى مستويات عدة، أبرزها “الانقراض للعديد من الحيوانات والنباتات بسبب التطور العمراني السريع والتدهور البيئي”.

2- التنمية العشوائية التي لا تأخذ بالاعتبار جهود إدارة مخاطر الكوارث أيضا، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة المخاطر على التجمعات السكنية والأنشطة الاقتصادية.

3- ازدياد عدد السكان: إذ ان المناطق التي فيها عدد كبير من سكان أكثر عرضة لحدوث الكوارث المختلفة.

4- فشل انجاز التنمية الاجتماعية و ازدياد حالات الفقر، مما يؤدي إلى تزايد ضعف وهشاشة الدول وعدم قدرتها على تأمين الخدمات الرئيسية، وهذا بدوره يؤدي إلى تفاقم النزاعات والصراعات المسلحة حول العالم”.

5- الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة ومخاطر تغير المناخ، ما يعني عدم وجود استخدام وانتاج وتوزيع الموارد بين البشربشكل افضل”.وتبقى ظاهرة الاحتباس الحراري احد كوارث النشاط الإنساني غير المنضبط تجاه الطبيعة، وتقرير للأمم المتحدة يشير الى الإنسان المسؤول عن ارتفاع درجات حرارة الأرض نتيجة للاستخدامات الخاطئة للموارد وانتشار التصحر.

الى ماذا يشير الكتاب المقدس في التعليم المقدم لنا عن الكوارث الطبيعية:

تُعد الكوارث قديمة قدم البشرية فهي ليست بشيء جديد أو مكتسب، حيث نجد العديد من الكوارث التي ذكرت في الكتاب المقدس،”وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ، أَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ، فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ. فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ، فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ، وَالْبَهَائِمَ، وَالدَّبَّابَاتِ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ. فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ، وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا“(تك7: 7،5،4،1، 24،23)، هكذا اعلن اللة الى نوح ان يبنى فلك لانه مُهلك العالم بالطوفان وحدد 120 سنة واصبح نوح كارزا للبر خلال المدة ان يعلن غضب اللة على المسكونة ويرجعوا من الظلمات، فها انا ات بطوفان الماء على الارض لاهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء.كل ما في الارض يموت.

آيات الكتاب المقدس عن الكوارث:

لنتعلم كيفة فهم إرادة الله خلال الكوارث:

وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ ٱلْهَيْكَلِ قَائِلًا لِلسَّبْعَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ: ‘ٱمْضُوا وَٱسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ ٱللهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ”(رؤ 16: 1).

“لِأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ٱبْتِدَاءِ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا ٱللهُ إِلَى ٱلْآنَ، وَلَنْ يَكُونَ”(مر 13: 19).

“ثُمَّ أَخَذَ ٱلْمَلَاكُ ٱلْمِبْخَرَةَ وَمَلَأَهَا مِنْ نَارِ ٱلْمَذْبَحِ وَأَلْقَاهَا إِلَى ٱلْأَرْضِ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَزَلْزَلَةٌ”(رؤ 8: 5).

“وَٱنْفَتَحَ هَيْكَلُ ٱللهِ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ”(رؤ 11: 19).

“فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هَكَذَا”(رؤ 16: 18).

“لِأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ زَلَازِلُ فِي أَمَاكِنَ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَٱضْطِرَابَاتٌ. هَذِهِ مُبْتَدَأُ ٱلْأَوْجَاعِ”(مر 13: 8).

“لِأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ”(رؤ 3: 10).

يشيرالكتاب المقدس الى غضب الطبيعة كما في ” فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ، وَيُغْلِقُ السَّمَاءَ فَلاَ يَكُونُ مَطَرٌ، وَلاَ تُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا، فَتَبِيدُونَ سَرِيعًا عَنِ الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ الَّتِي يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ“(تث 17:11)، “كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ”(يع 5: 17)، “انْشَقَّتِ الأَرْضُ الَّتِي تَحْتَهُمْ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَكُلَّ مَنْ كَانَ لِقُورَحَ مَعَ كُلِّ الأَمْوَالِ، فَنَزَلُوا هُمْ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُمْ أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمِ الأَرْضُ، فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ، وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ هَرَبُوا مِنْ صَوْتِهِمْ، لأَنَّهُمْ قَالُوا لَعَلَّ الأَرْضَ تَبْتَلِعُنَا“(الع 16: 34،30 ). أن الله أحياناً يستخدم الكوارث الطبيعية كعقاب بسبب الخطية. ويصف سفر الرؤيا أحداث عديدة يمكن تفسيرها بأنها كوارث طبيعية “لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ“(رؤيا 6: 17 ). فهل كل كارثة طبيعية هي نتيجة لغضب الله كلا بالطبع.

كيف نتأكد ان الكوارث الطبيعية ليست عقابا من اللّٰه.

يتحدث الكتاب المقدس بطريقة مختلف تماما عما نحدث نحن عن الكوارث الطبيعية، من الواضح ان الكوارث الطبيعية تقتل وتشوِّه بدون تمييز.‏ بالمقابل،‏ عند استخدام اللّٰه لينفِّذ الدينونة،‏ حرصه ان يهلك الاشرار فقط.‏ مثال ذلك،‏ مدينتَي سدوم وعمورة القديمتين وكما في الاتي:

“أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الآتِي إِلَيَّ، وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ، فَقَالَ الرَّبُّ هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ، وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، لأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلًا، لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ، وَقَالَ الرَّبُّ: إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا، أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الآتِي إِلَيَّ، وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ، وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِمًا أَمَامَ الرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ“( تك 18: 23،17)، “فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ، وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ، وَكُلَّ الدَّائِرَةِ، وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ، وَنَبَاتِ الأَرْضِ.(تك19: 25،24).

ويسجل سفر التكوين توسل إبراهيم إلى الرب عن إبن أخيه لوط وعائلته الذين يعيشون في سدوم، بذلك انقذ لوطا وابنتيه كما في، “وَحَدَثَ لَمَّا أَخْرَبَ اللهُ مُدُنَ الدَّائِرَةِ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَرْسَلَ لُوطًا مِنْ وَسَطِ الانْقِلاَبِ. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ، وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ (‏تكوين ١٩:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ فقد عرف اللّٰه ما في قلوب الناس في ذلك الوقت ولم يقتل إلا مَن اعتبرهم اشرارا، “فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ” (1 صم 16: 7).

الكوارث الطبيعية تضرب عادة من دون تحذير.‏ اما اللّٰه فكان يحذِّر الاشرار قبل استخدام قوى الطبيعة لإهلاكهم.‏ والذين اصغوا الى التحذيرات مُنحوا فرصة النجاة من الكارثة، “وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ“(مت ٢٤:‏٣٨،‏ ٣٩‏).

البشر لهم دور في الكوارث الطبيعية.‏ كيف:

بإلحاق الضرر بالبيئة والبناء في مناطق معرّضة للزلازل والفيضانات والاحوال الجوية الرديئة، “وَغَضِبَتِ الأُمَمُ، فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا، وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ، وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الأَرْضَ”(‏رؤ ١١:‏١٨‏)‏ ولا يمكن لوم اللّٰه على اختيارات كهذه.‏

هل الكوارث الطبيعية جزء من علامة الايام الاخيرة:

تشير نبوات الكتاب المقدس انه ستكون هنالك كوارث خلال اختتام نظام الاشياء او الايام الاخيرة‏، “قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ”(‏متى ٢٤:‏٣ )، “وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ”(٢تي ٣:‏١‏)‏ مثلا،‏ قال يسوع عن زمننا، “لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ.‏ (‏مت ٢٤:‏٧‏)‏ وقريبا سيُنهي اللّٰه كل اسباب الالم والمعاناة،‏ بما فيها الكوارث، “وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ، وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ“(رؤ ٢١:‏٣،‏ ٤‏).‏

هل يساعدنا الكتاب المقدس ان نستعد للكوارث الطبيعية:

تُتيح كلّ أزمة وكلّ ظاهرة كَونية استثنائية، سلسلة من النقاشات على المستوى الإيمانيّ، وخاصة إذا ما كانت هذه الأحداث ترتبط بتَبِعات تمسُّ الوجودَ البشريّ بالحياةِ أو المَوتِ أو المعاناة. وبمعنى آخر، حينما يخاف الإنسان من حَدَث خطير وكارثة طبيعية تحصل، و يرى الدمار والضحايا تُثار لديه أسئلة حول وجوده.

كيف سيقرِّر ماذا سيفعل في حال نشوء حالة الخطر،‏ وهل سيشمل لتحضير للطوارئ ومناقشة المجتمع اذا حصلت كارثة.‏ واذا الدمار كبير بسبب حدث طبيعي “اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ” (‏ام ٢٢:‏٣‏)‏ وهذا يعني النبيه يرى البلية فيختبئ وهذه اشارة هامة الى الاهتمام بالحياة اكثر من ممتلكات.‏ والى ذلك يوجه الكتاب المقدس:‏ “لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ، فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا” (‏١ تي ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ فيلزم ان نكون على استعداد ان نترك بيتنا وممتلكاتنا لنهرب من الكارثة.‏ ويحسن بنا ان نتذكر ان حياتنا اهم من اية امور مادية. “لذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ (مت ٦:‏٢٥‏)‏، ‏نعم فالكتاب المقدس يهدف في بعض اياته الى اعطاء تعليم عن كيفية تجنب الكوارث الطبيعية،‏ فيساعدنا في وضع‏ خطِّط لكيفية السلوك اذا حصلت كارثة، فمن الحكمة ان نقرِّر ماذا سنفعل.

هذه – الكوارث – ترغمنا على التفكير في الأبدية. وعادة ما تمتليء الكنائسنا بالبشر بعد الكوارث إذ يدركون مدى هشاشة الحياة وكيف يمكن أن تؤخذ منهم في لحظة. ولكن ما نعلمه هو أن الله متصالح معنا في كل الاوقات. وقد حدثت الكثير من المعجزات العجائب في أوقات الكوارث الطبيعية والتي منعت إحتمال القضاء على عدد أكبر من البشر، وبهذا تكون الملايين من البشر مدعوة الى تقييم أولوياتهم في الحياة. وكما يتم إرسال المساعدات والمعونات لضحايا هذه الكوارث. وهذه فرصة رائعة تقدمها كنائسنا ومؤسساتها الخيرية والخدمات المساعدة الاخرى كالخدمات الإرشاد والصلاة والتوجيه فضلا عن الخدمات الإيمانية الاخرى في ان الله قادر أن يصنع خيراً حتى من الكوارث “وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.” (رو 8: 28).

القاريء العزيز وفي الختام نحن جميعا مدعوون ان نقدم الصلاة من اجل المتضررين من هذه الكوارث وان نساعد بما يتيسر من المساعدة الانسانية فضلا عن الدعم المعنوي لتخفيف حزنهم على ما ققدوه والدعوة الى المؤسسات والدول للعمل بجهد واسع في استخدام وسائل الانذار المبكر ازاء ما يحدث من الكوارث بانواعها، وان تكون مؤسساتنا الكنسية حاضرة في الدعم والمعونة للبشر، بارك يا رب الجميع واحمنا من المصائب والكوارث بانواعها وامنحنا العيش بسلام وامان….. الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

—————————————————————————————-

الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ. ‏ (‏ام ٢٢:‏٣‏)‏ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ (مت ٦:‏٢٥‏)‏

ثُمَّ رَأَيْتُ آيَةً أُخْرَى فِي ٱلسَّمَاءِ،عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً: سَبْعَةَ مَلَائِكَةٍ مَعَهُمُ ٱلسَّبْعُ ٱلضَّرَبَاتُ ٱلْأَخِيرَةُ، لِأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ ٱللهِ.(رؤ 15:1)

1- وفقًا لمعجم “اللغة العربية المعاصر- 2- الكارثة التي حدثت في ألمانيا مؤخرا هي الفياضانات التي نجم عنها اضرار كبيرة اجتاحت قسما من البلاد، كذلك الفيضانات في ولايتي راينلاند-بفالتز، وكذلك في بافاريا في جنوب ألمانيا على الحدود النمساوية، حيث انهمرت أمطار غزيرة، مما ادى الى إصابة ما لا يقل عن 670 شخصا بجروح في الولاية، وإعلن ان عدد الضحايا قد بلغ 156 قتيلا. يأتي هذا بينما تتواصل جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين بعد أسوأ فيضانات تضرب دول المنطقة منذ عقود، ما يرفع الحصيلة الإجمالية في غرب أوروبا إلى ما لا يقل عن 183 قتيلا, وتشهد بلجيكا كذلك حدادا وطنيا تكريما لضحايا الفيضانات التي اجتاحتها في 14 و15 يوليو2021، وأدت لمقتل ما لا يقل عن 31 شخصا وفقدان العشرات في منطقة فيرفييه التي تضررت بشدة.

تواصل عمليات البحث عن ناجين في كارثة انزلاق التربة في أتامي اليابانية وسط استمرار هطول الأمطار. 4 يوليو 2021.غداة كارثة انزلاق تربة. وفيما تأكدت وفاة سيدتين، قال المتحدث باسم مركز إدارة الكوارث إنه تم إنقاذ ما لا يقل عن 19 شخصا فيما لايزال نحو 20 آخرين في عداد المفقودين.

بركان نيراغونغو في شرق الكونغو الديمقراطية يثور في 22 أيار/مايو 2021. سكان غوما غادروا مكان الحدث من المدينة الواقعة شرق البلاد، وتم تفعيل خطة إخلاء مدينة غوما”. وأضاف أن “الحكومة تنظر في إجراءات عاجلة لاتخاذها منذ الآن”.

الإعصار “تاوكتاي” يضرب الهند ويخلف 21 قتيلا ويفاقم معاناة البلاد جراء فيروس كورونا لقي 21 شخصا على الأقل حتفهم واعتُبر 96 في عداد المفقودين الثلاثاء بعدما اجتاح إعصار تاوكتاي العنيف مناطق غربي الهند، وهو أحد الأعاصير القوية التي يتزايد عددها في بحر العرب والتي نسبت إلى التغير المناخي، ما فاقم معاناة ملايين الأشخاص وسط موجة كارثية من فيروس كورونا.

قتل 113 شخصا على الأقل بين إندونيسيا وتيمور الشرقية على إثر الإعصار الاستوائي سيروجا الذي ضرب البلدين وتسبب بفيضانات وانهيارات أرضيّة، فيما لا يزال عشرات المفقودين.

توفي 12 شخصا وأجلي نحو 200 ألف في 21 تموز/يوليو وتأثّر 36 ألفا من سكان المدينة بالكارثة”،جراء فيضانات شهدتها مدينة وسط الصين، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، في وقت تفجرت سدود وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان جراء الأمطار الغزيرة، فيضانات “خطيرة للغاية”.

غمرت مياه الفيضانات شوارع العاصمة البريطانية لندن ما اضطر السلطات إلى تعليق سير الحافلات والسيارات. كما غمرت المياه أنفاق المترو بكميات كبيرة مع استمرار هطول الأمطار والعواصف الرعدية على أنحاء متفرقة من البلاد. الفيضانات التي حدثت أيضًا في لوكسمبورغ وهولندا.

3- المفاهيم التي تفسر لنا الكوارث الطبيعية واخرى بحسب المنظمات العالمية للحماية والرعاية .

1- هيئة الأمم المتحدة: الكارثة هي حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية فجأة ويصبح الناس يعانون من ويلاتها ويصيرون في حاجة إلى حماية، وملابس، وملجأ، وعناية طبية واجتماعية واحتياجات الحياة الضرورية الأخرى.

2- المنظمة الدولية للحماية المدنية: الكارثة هي حوادث غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة، أو بسبب فعل الإنسان ويترتب عليها خسائر في الأرواح وتدمير في الممتلكات، وتكون ذات تأثير شديد على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية وتفوق إمكانيات مواجهتها قدرة الموارد الوطنية وتتطلب مساعدة دولية.

3- دليل الدفاع المدني الصناعي: الكارثة هي حادثة كبيرة ينجم عنها خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات وقد تكون كارثة طبيعية مردها فعل الطبيعة (سيول، زلازل، عواصف.. الخ) وقد تكون كارثة فنية سببتها يد الإنسان المخربة سواء كان إرادياً (عمداً) أم لا إرادياً (بالإهمال) وتتطلب مواجهتها معونة الأجهزة الوطنية كافة (حكومية وأهلية) أو الدولية إذا كانت قدرة مواجهتها تفوق القدرات الوطنية.

4- المنظمة الأمريكية لمهندسي السلامة: (التحوّل المفاجئ غير المتوقع في أسلوب الحياة العادية بسبب ظواهر طبيعية أو من فعل إنسان تتسبب في العديد من الإصابات والوفيات أو الخسائر المادية الكبيرة).

5- وعُرّفت أيضاً بأنها (واقعة مفاجئة تسبب أضراراً فادحة في الأرواح والممتلكات وتمتد آثارها إلى خارج نطاق المنطقة أو الجماعة المنكوبة).

المنظمة الدولية للحماية المدنية: الكارثة هي حوادث غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة، أو بسبب فعل الإنسان ويترتب عليها خسائر في الأرواح وتدمير في الممتلكات، وتكون ذات تأثير شديد على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية وتفوق إمكانيات مواجهتها قدرة الموارد الوطنية وتتطلب مساعدة دولية.

دليل الدفاع المدني الصناعي: الكارثة هي حادثة كبيرة ينجم عنها خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات وقد تكون كارثة طبيعية مردها فعل الطبيعة (سيول، زلازل، عواصف.. الخ) وقد تكون كارثة فنية سببتها يد الإنسان المخربة سواء كان إرادياً (عمداً) أم لا إرادياً (بالإهمال) وتتطلب مواجهتها معونة الأجهزة الوطنية كافة (حكومية وأهلية) أو الدولية إذا كانت قدرة مواجهتها تفوق القدرات الوطنية.

المنظمة الأمريكية لمهندسي السلامة: (التحوّل المفاجئ غير المتوقع في أسلوب الحياة العادية بسبب ظواهر طبيعية أو من فعل إنسان تتسبب في العديد من الإصابات والوفيات أو الخسائر المادية الكبيرة). وعُرّفت أيضاً بأنها (واقعة مفاجئة تسبب أضراراً فادحة في الأرواح والممتلكات وتمتد آثارها إلى خارج نطاق المنطقة أو الجماعة المنكوبة).

و هناك تعريفات متعددة للكارثة حددتها المنظمات والهيئات الدولية والوطنية المتخصصة، ويشترط في التعريف الوضوح والشمولية والإيجاز ودقة اختيار الكلمات، ومن هذه التعريفات:

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …