وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي تَأْتِي على يده الْعَثْرَةُ

ان العثرة او الشك هما كل ما يسقطك من الخارج أو كل ما يجلب لك فكرا خاطئا أو شعورا خاطئا أو شهوة خاطئة. وقد تأتي العثرات او الشكوك من السمع أو النظر أو القراءة أو من باقي الحواس لذا فعليك أن تبتعد بقدر إمكانك عن العثرات والشكوك كما يجب أنك أنت لا تكون عثرة لغيرك فالهروب من العثرات فضيلة لأنه يدل على أن القلب من الداخل لا يريد الخطيئة لذلك احترس من أن تظن الهروب ضعفا فليس من الحكمة أن يكون الإنسان بقوته ويعرض نفسه للتجارب ويدخل نفسه في حروب ربما تتعبه. إذن لا تصف الابتعاد عن العثرات بأنه ضعف بل انه قوة في الايمان المهم أن تبعد عن الحرب الخارجية مهما كان الثمن ولا تقع فيها بإرادتك وان تصلي كل يوم قائلاً : لا تدخلنا في التجارب لكن نجنا من الشرير ( مت5 : 13 )

هذا النوع من الكلام يتعامل البشر معه باستخفاف إلا أن الكتاب المقدس يعطيه أهمية كبرى وإن الكلام الفارغ ثقيل جدًا في موازين الله .

قال السيد المسيح ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين لان بكلامك تتبرر وبكلامك تدان

متى 12-34

ان كثيرا ماتعيش الفئات معا في عائلة واحدة او صف واحد او في مجتمع واحد فيتشابكون في افكارهم العلمية والحضارية ولايكون واضحا اول الامر من هو لله ومن هو لابليس ولكن مع الوقت تظهر الثمار. اي الوقت هو الذي يظهر النوايا والثمار ويظهر الحقيقة لان المحبة والتواضع والبغض والكبرياء لاتستمر ساكنة في فرد واحد فمصدر كل منهما مختلف تماما اذن فلنخلع اعمال الظلمة وزرع الزوان ونبعد عن العثرات من الفسق والنميمة والكذب والحسد والخصام وعدم المسامحة والغفران وغيرها بما لايرضي الرب ولنلبس اسلحة النور من المَحَبَّةٌ والفَرَحٌ والسَلاَمٌ، وطُولُ أَنَاةٍ ولُطْفٌ وصَلاَحٌ، وإِيمَانٌ التي ترضي الرب اذن نحن بامس الحاجة في عالمنا اليوم المملوء بالافكار والاخبار الى كلمة الرب القوية والفعالة التي تنقي وتقدس وترشد وتحي نفوسنا

ان السيد المسيح يدعونا اولا الى اصلاح نفوسنا وذواتنا اي نخرج الخشبة من اعيننا قبل ان نعمل على اصلاح وتشهير عيوب الاخرين واخراج القذى من عيونهم لانه عندما نصلح ذواتنا ستكون سيرتنا الصالحة وحدها لتكفي لاصلاح الاخرين لان الناس بحاجة الى المثل الصالح

اننا نثق بان الله يعرف باننا لانستطيع ان نروض الستنا ونهذبها بقوتنا البشرية لذالك ان اردت ان يتوقف لسانك عن النميمة والكلام الخاطئ والكذب والحلفان صلي الى الله لانه هو الوحيد القادر ان يصونك ويطهرك عن خطاياك بدمه الذي سفك على الصليب من اجلك وصلي كما صلى داوود في مزمور 51 : 10 قلبا نقيا اخلق في يالله وروحا مستقيما جدد في داخلي

ان طريق الغلبة على العثرة هو الحياة مع الله اي الإنسان الذي يحيا مع الله ويتحد به إن أتت العثرة أمامه يستطيع أن يغلبها ابعد عن هذه العثرات على قدر إمكانك حتى لا تؤثر عليك واهرب من كل الذين يجربونك إلى أسفل اي في الشك والعثرة ويفقدونك روحياتك وايمانك وردد ما نقوله باستمرار في الصلاة الربية لا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير وتمسك إذن بإيمانك لأنه هو العنصر الأقوى وهو العنصر المنتصر دائمًا. حينئذ سوف تحيا في فرح وسلام واطمئنان، بلا خوف وبلا شك، كل أيام حياتك

وكما قال السيد المسيح في انجيل متى وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ (مت 18: 7)

د بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …