الجمال والقبح

الناس يتصور أننا يمكن أن نعتاد علي القبح كما أعتدنا أن نعايش الجمال. 

والفرق كبير أن تفتح عيونك علي حديقة أو أن تشاهدها كمقلب زبالة أو أن تذهب إلي مكان يتكدس الناس فيه أو أن تدخل مكانا راقياً نظيفا ونحن نعتاد علي الأشياء. 

وهناك إنسان تعلم أن يكون مهذباً  رقيقا مترفعاً في كلامه وحديثه ومعاملاته. 

وهناك من اعتاد أن يكون فجاً رخيصا عنيفاً والفرق مجرد كلمه بسيطة اسمها الأخلاق.. والفرق أن هناك إنسانا أحسن وتعب الأهل بتربيته وتقويم سلوكه وإنسانا آخر فسدت أخلاقه ولم يجد من يرشده ويرعاه. 

وهناك مناخ يروج للقبح ومناخ آخر يصنع الروعه والجمال والذوق الراقي، في الفن يوجد صوت جميل وصوت قبيح. 

وهناك أخلاق نبيلة وأخري قبيحة. 

والأنهار أحيانا تتلوث والقلوب يصيبها الترهل والمرض والخمول.. وهناك وجوه تشع بالنور الصافي والمشرق ووجوه أخري معتمة وكئيبه. 

والإنسان بالذات هو الذي ينشر القبح كلاماً وصورة وفعلاً وهو صانع الجمال والبهجة. 

وأحيانا تقتحم خفافيش القبح حياة الناس وتتغير الألوان والوجوه والملامح وتطل علي الأفق أشباح مخيفة تشبه البشر ولكنها في الحقيقة مجرد أسماء وعناوين. 

لأن القبح كثيراً ما يكذب ويحاول ان يرتدي أثواب الجمال ولكن الحقيقة سرعان ما تظهر لا تتعامل مع القبح حتي لو غير ثيابه ألف مرة. 

إن القبيح بكل انواعه سوف يبقي مرفوضا حتي لو وجد من يروج له. 

والكلام الساقط لم  ولن يجد مكانا في ساحة الأخلاق والترفع وتجار الرذيلة لن يجدوا مكانا في ساحة الفضيلة والخير حتي لو غيروا مئات وملايين الأقنعة. 

وأصوات النفاق لن تكون صوتاً للحق ومن زرع الصبار لن يجني ثمار النخيل. 

وعلي الإنسان أن يحسن الاختيار في حياته وهل يريد ان يزرع النخيل أم يزرع الحشائش. 

كل إنسان في هذه الحياة يجني ثمار ما غرس قبحاً أم جمالاً فضيلة أم رذيلة. 

وقبل ذلك هل اختار الأخلاق طريقا أم سلك النفاق موطناً وملاذاً. 

. الخلاصة عندي إذا ضاقت الدنيا حولك ووجدت من يراهن علي القبح ويغتال الجمال لا تتراجع سوف يجيء زمان يزرع الحدائق ويطهر البشر من صناديق الحقد والكراهية. 

كان عندي دائما يقين أن الجمال فينا وليس حولنا فقط فلا تترك العواصف تقتل الجمال فيك.

بقلم:  الدكتور خالد اندريا عيسى 

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …