كل عام تجري قرب نصب دولاب الهواء القريب من نهر التيمز في لندن الأحتفلات بأطلاق الألعاب النارية ذات الأشكال المتنوعة من الألوان الجملية التي تضيئ سماء المكان، وكل الأماكن والساحات العامة مضاءه بالأضواء والمصابيح الملونة ويطغوا عليها زينة عيد الميلاد المجيد. ويحضر سنوياً سواح وزائرين من جنسيات وشعوب من بلدان عديدة وهم يشتركون بفرح وغناء ورقص وشراب وطعام بسعادة غامرة تغمر القلوب والنفوس.
في أحدى ليالي عيد رأس السنة بعد أن أنتهت تلك الألعاب النارية عاد أحد السواح الى مكان أقامته، ولكن، كانت له وقفة أستراحة قصيرة في أحدى محطات القطار والمترو الكبيرة وكانت المحطة لم تكن مزدحمة كما هي في بقية الأيام.
من بعيد شاهد سيدتين جميلتين الملبس والأناقة والحشمة واحدة حاملة قنينة شبانيا وأقداح صغيرة والأخرى بالونات، وهما يهنئون المارة في طريقمها، وعندما أقتربتا منه وقف للاستقبالهما بأحترام، وهما قدما التهاني أولاً له بمناسبة السنة الجديدة مع قبلة من كل واحدة منها، وقدح شبانيا صغير وقدمت حاملت البالونات بالون له، وقالت له: أتمنى لكَ ولعائلتك سنة سعيدة وقدم السائح شكره لسيدتين على هذه المبادرة الرائعة الجميلة المحملة محبة وسلام وفرح أخوي وأنساني راقي تتبادله الشعوب.
السائح أخذ البالون وهو مملوء فرح وغبطة وسعادة وأكمل طريقه وشاهد في طريقه عائلة من شرق أسيا متكونة من أب وأم وطفل صغير، ذهب السائح اليهم وقدم التهاني لهم وأعطى البالون وحلوة مع قبلة للطفل وأكمل طريقه وهو سعيد بهذه المبادرة بهدوء بعيداً عن ضجيج الألعاب النارية.
كانت فكرة البالون من السيدتين هي رسالة حُب وسلام ومسرة لكي يتنقلها الناس من الواحد الى الأخر بعيداً عن الأختلافات العرقية والدينية والقومية وغيرها من المسميات، وتكون قيمتها العلية السامية الأنسانية، وكيف نعيش معاني وتعاليم رسول السلام السيد يسوع المسيح معنا في هذه الأيام المباركة، وكل الأيام وسنوات العمر.
نتمنى لكل شعوب العالم أن تعيش بسلام وأمان وصحة وعافية وسعادة دائمة بعيداً عن الحروب والأمراض والكوارث الطبيعية.
شامل يعقوب المختار