عند كل منا وحتى للحيونات عين سحرية تريه جوهر الأشياء، أو على الأصح تصنع لها جوهرها
إنها
عين الرّضا التي إن ظفرتَ بها رأيت الحياة
بأزهى الألوان، وعلى الضّد منها عين
السخط، ويا لها من عين لعينة تشوّه الجمال،
وتمسخ ألوان الحياة إلى سواد حالك!
إن شق عليك فتح عين رضاك فأغمض عين سخطك ؛ إذ لا يمكن فتح العينين في وقت واحد إلا إذا جمعتَ الشمال والجنوب في جهة واحده هذه الحياة مجموعة مواقف وخبرات تصنعنا قبل أن نصنعها،فإن وعيت ذلك فاقتنص منها أفخر صناعاتها المضمونة مدى الحياة.الرضا،وليس غير الرضا،فإنك إذا اقتنصته حزت الدنيا بحذافيرها
يعيش
الإنسان في كومةٍ من المشاعر والأفكار
تشكل هويته وشخصيته وتصقلها،وترتب عالمه
الداخلي الذي ينطلق منه للعالم
ومثل
بقية المخلوقات يتأثر الإنسان بمن حوله،
ولا سيما بني جنسه، فإن مساهمة الآخرين
في تكوين الإنسان تشكل نسبةً عالية، فجل
الأفكار والحقائق والنظريات التي يحملها
الإنسان تشكّلت بنسبٍ كبيرة بأناس كان
لهم التأثير الأكبر على حياة الإنسان.
ولا
يخفى الخطر المترتّب على مخالطة الإنسان
لأناسٍ أصحاب رؤىً تعيسة، أو مشاعر سلبية،
تسلبه النظرة التفاؤلية للحياة، فما يرى
الأمور إلا من زاوية مرتكِسة، ولا ينطلق
إلا من خلالها، فيكون أشبه بمن يدور في
حلقةٍ مفرغةٍ من الأوهام والكوابيس،
ثم
ما يلبث أن تسيطر عليه المشاعر السلبية
من الخوف والحزن..
الخوف
من القادم المجهول انه قلق ورعب، والحزن
على الماضي الفائت.
هذان
الشعوران (الخوف
والحزن)
أكثر
ما يكبلان العقل والتفكير، ويجعلانه
رهينةً }.
تشكل
الأفكارُ التربةَ التي تنمو عليها مشاعر
الإنسان ومفاهيمه، لذلك فإن تأثير الأفكار
السلبية لا يخفى على حياة الإنسان بغض
النظر عن واقعه.
تؤكد
«سوزان
نولن»
المختصة
في علم النفس بجامعة ييل الأمريكية أن
الناس الذين يكونون في حالة مزاجية غير
جيدة يتذكرون أمورًا سلبية حدثت لهم في
زمن سابق، ويتجهون إلى تفسير المواقف
بشكل سلبي، وينمو لديهم اليأس تجاه
مستقبلهم،
كما
أن التفكير المفرط في المشاكل التي تواجه
الإنسان لا تجعله يفارق أبدا الأفكار
التي تتسبب في حزنه، وتفقده الثقة في
قدرته على إيجاد حلول، وهنا يدخل الشخص
في دوامة الأفكار السلبية التي لا
تنتهي.
ومن
الأمور التي تجعل الشخص فريسةً للأفكار
السلبية إهمال ممارسة النشاط البدني،
وغياب العلاقات الصحيّة في حياة الشخص،
والارتباط بدائرة سامة من الأشخاص أصحاب
الأفكار السلبية والرؤى الهدّامة في جميع
مجالات الحياة، وتعميم التجارب السيئة
وسوء الظن، وتوقع الفشل، ….
ومن
ثم يفضي ذلك كله إلى جلد الذات، وإعطاء
الأمور أكبر من حجمها الحقيقي.
هذا
كله بل بعضه يسلب الحياة أجمل ما فيها من
رضا، ويفقدنا مذاق الأشياء.
بالرضا
تبلغ النفس مرامها، وقد تجد مريضًا يشع
حياةً ونضرة، وفقيرًا يتلذذ بكسرة خبز،
وجاهلًا يرفل في أثواب السعادة.
إنه
الرضا الذي يكسو الروح والعقل والقلب
بنورالخير الإيمان والحياة
اسمع؛إذا
وجدتَ مفاتيح الصحة والثراء والنجاح
والقوة في جانب، ومفتاح الرضا في جانب،فاتجه
فورا إلى جانب الرضا،فمن خلاله تحوز
الجانب الأول،وترضى به،وهذا ما لا يتهيأ
لمن تملكها دون رضا
صدقني؛الرضا
معجزة الروح،وإكسير السعادة .
بقلم: الدكتور خالد اندريا عيسى