الموت ومرارته

ما أصعب الفراق وهنا أقصد الفراق الجسدى فكثير ممن نبكيهم اليوم كانت تجمعنا بهم صلات روحية صادقه ومتينة رغم تباعد اللقاءات المباشرة مع بعضهم لسنوات.

وكثيرون غادرونا من اصدقاء واقارب وطلاب ومن العائله التي يعشون حول العالم يجمعنا التلفون والفايبر فلست هنا فى معرض الحديث عن علاقتى الشخصية بالاحبه المغادرين الذين رحلوا قبل أيام فقط أستطيع أن أقول إن الذى عرفنى عليهم وربطنى بهم كأصدقاء فى حب الوطن هو طبيعة عملى كمدرس واكاديمي وفي تماس مباشر مع العوائل لاهتمامي بتدريس اولادهم و وانا بطبعي اجتماعي واحب جميع الناس والاختلاط معهم ولا ارغب بالابتعاد عن اي منهم.

واراقب الأحداث العائليه والاجتماعيه والوطنيه لحظه بلحظه وقد كان ملء السمع والبصر فى أحداث فاصلة فى تاريخ وحياة الناس حول العالم كنت قد عشتها بكل مشاعرى سواء فى متابعة اخبار الاصدقاء او العوائل او الاهل خلال الاعوام العشره الماضيه أو فى تثبيت أركان النجاح والاستقرار للعوائل خلال العقدين من الزمن.

والحقيقة أن هؤلاء الراحلين وغيرهم كثيرون ممن رحلوا عن حياتنا يستحقون أكبر من كلمات الرثاء أو سطور العزاء ويكاد لسان الحال أن يردد على شفتى مناشدا من حولى «أعطونى عيونا أبكى بها فقد جفت دموعي»!

كم أتمنى أن يصحو هؤلاء الاحبه الراحلون ولو لدقائق معدودة ليطلوا برؤوسهم من قبورهم ليروا كم كان أثر فراقهم شديدا وصعبا على قلوبنا ونفوسنا وليقرأوا سطورى وسطور غيرى من محبيهم والعارفين بفضلهم.

إنها لحظه صدق لا أقول فيها وداعا لافراد عظام كانوا دائما عند حسن ظن الجميع بهم وإنما أقول الحمد لله أننا فقدناهم بالموت الذى هو حق علينا جميعا ولم نفقدهم وهم أحياء.

خير الكلام:

” غياب العظماء لا يفقدنا الحياة وإنما يفقدنا طعم الحياة!”

بقلم: الدكتور خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …